نيويورك – كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن الولايات المتحدة طورت مؤخراً أحدث قنبلة من طراز «القنابل الخارقة للتحصينات»، أو ما يصنف بـ«القنبلة المتقدمة للأعماق»، التي تُضرب من الجو. وشمل تحديث القنبلة إضافة تقنيات حديثة تمكنها نظرياً من تدمير المفاعل النووي الإيراني «فوردو»، وهو الأكثر تحصيناً، وذلك في إطار مساعي تهدئة المخاوف الإسرائيلية من تقدم البرنامج النووي الإيراني.
ويرى مسؤولون أميركيون، بحسب الصحيفة، أن تطوير هذا النوع من القنابل كفيل بإقناع إسرائيل بأن الولايات المتحدة لم تتغاض حتى الآن عن البرنامج النووي الإيراني، الذي قد تفشل في معالجته بالطرق الدبلوماسية، ما قد يؤدي إلى تعزيز احتمال توجيه ضربة عسكرية جوية للمفاعلات النووية.
وجهد المسؤولون الأميركيون في الفترة الأخيرة في محاولة إظهار قدرات هذه القنابل للإسرائيليين عبر عرض شريط فيديو يظهر النسخة الأخيرة المطورة منها، وهي تضرب جواً من على ارتفاع شاهق. ويبين الفيديو مدى الضرر الذي قد تلحقه القنبلة بالأهداف المحصنة. الفيديو الذي عرض بحضور عدد من الديبلوماسيين يظهر قدرة القنبلة على اختراق القشرة المحصنة، ومن ثم إحداث انفجار هائل داخل الإطار المستهدف.
ويلقى هذا النوع من القنابل من ارتفاع شاهق فيخترق الأسطح ليصل إلى أعماق كبيرة عبر الخرسانة المسلحة والصخور، وينفجر داخل فجوات محدثاً موجة اهتزازية تدمر كل شيء في الداخل.
النسخة الحديثة من القنابل الضخمة المعروفة بقنابل من فئة «زلزال» التقليدية التي تزن 30 ألف رطل، هي النموذج المعدل الجديد المعروف بـ«القنبلة الخارقة للتحصينات»، التي تم تعديل قدرتها التفجيرية ونظام التوجيه فيها، لتأمين فعالية أكبر وقدرة على تفادي صواريخ الدفاع الجوي الإيراني، ما يمكنها من الوصول إلى مفاعل «فوردو» النووي المحصن داخل أحد الجبال قرب مدينة قم. ولكن القنبلة المذكورة لم تتم تجربتها حتى الآن.
وبحسب «وول ستريت جورنال»، لطالما كان مفاعل «فوردو» يعدّ من الأهداف الصعبة لا بل المستحيلة بالنسبة للأسلحة التقليدية الأميركية. وقد سبق أن أعلن عدد من المسؤولين الأميركيين في العام 2012 عن عدم قدرة أضخم قنابلهم على اختراق التحصينات التي تحيط بالمفاعل. وقد أنفق «البنتاغون» حتى الآن ما يقارب 400 مليون دولار لتطوير هذا النوع من القنابل من قبل شركة «بوينغ». ومن المفترض أنها أصبحت تفي بالغرض.
ووفقاً للمسؤولين فإن امتلاك واشنطن تلك القنابل يقلل من احتمالات إقدام إسرائيل بمفردها على شن هجوم على إيران العام الحالي أو حتى المقبل، ما يعطي الرئيس الأميركي باراك أوباما المزيد من الوقت للسعي إلى إيجاد حل ديبلوماسي بعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية في حزيران المقبل. وذكرت الصحيفة أن وزير الدفاع الأميركي تشاك هايغل، ومسؤولين أميركيين، أبلغوا الإسرائيليين في الأسابيع الأخيرة أن الإدارة الأميركية ستنظر في الخيارات العسكرية بعد تقييم آثار الانتخابات الإيرانية على ملفها النووي.
Leave a Reply