صنعاء – يقول الخبراء أن النمو السكاني السريع باليمن يعيق الجهود التي تبذلها الحكومة من أجل مكافحة الفقر والبطالة وقد يشكل تهديداً للاستقرار الاجتماعي.فقد أفادت دراسة حديثة تم تقديمها في المؤتمر الوطني للسياسة السكانية الذي عقد في صنعاء في 10 كانون الأول أن الفجوة بين النمو السكاني والنمو الاقتصادي تزداد اتساعاً، حيث تعتبر نسبة النمو السكاني باليمن التي تصل إلى 3,2 بالمئة سنوياً، من أعلى النسب في العالم مقابل انكماش الاقتصاد.وقد تم إعداد هذه الدراسة التي تحمل عنوان «التوازن بين التزايد السكاني ومستويات النمو في اليمن» من قبل خبراء في المجلس الوطني للسكان التابع للحكومة.ووفقاً لتقرير تقييم الفقر في اليمن الصادر عن الحكومة اليمنية بالتعاون مع البنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في كانون الأول 2007، فقد ارتفعت البطالة من 13,7 بالمئة عام 1999 إلى 16,3 بالمئة عام 2004. كما ارتفعت نسبة العمالة بحوالي 4,3 بالمائة سنوياً في حين لم يزدد عدد الوظائف المتوفرة إلا بنسبة 3,7 بالمائة.تحدي النمووفقاً لمجاهد الشاب الناطق باسم المجلس الوطني للسكان، هناك نمو طبيعي للسكان يصل إلى حوالي 700 الف نسمة سنوياً. وأوضح أن هؤلاء السكان «يحتاجون إلى الرعاية الطبية والتعليم، فالنمو السكاني يضع ضغوطاً كبيرة على موارد البلاد. وإذا بقي الوضع على ما هو عليه، فلن تتمكن الدولة من استيعاب مطالب سكانها».كما أشار إلى أن «عدد الطلاب يزداد كل سنة في الوقت الذي لا تستطيع فيه الدولة إنشاء مدارس جديدة. وقد ارتفع عدد الطلاب من مليوني طالب عام 1990 إلى 4,7 مليون خلال عام 2004. كما لا يرتاد 40 بالمئة من الأطفال المدارس الابتدائية».ووفقاً للمجلس الوطني للسكان، يعاني 45,3 بالمئة من السكان من الأمية في حين لا تتجاوز نسبة الانخراط بالمدارس الابتدائية 26,5 بالمئة في بلد لا يتجاوز عمر 45 بالمئة من سكانه الخامسة عشرة.
الصحةوتظهر بيانات المجلس الوطني للسكان أن خدمات الرعاية الصحية لا تغطي سوى 50 بالمئة من السكان. وتصل نسبة الوفيات بين الأطفال إلى 77,2 لكل ألف مولود حي وتصل نسبة المواليد الخدج إلى 18 بالمئة. ولا تستطيع 65 بالمئة على الأقل من النساء الاستفادة من خدمات الرعاية الصحية اذ تقتصر خدمات الولادة على 25 بالمئة من المراكز الصحية المتوفرة.وتصل نسبة وفيات الأمهات عند الولادة إلى 366 وفاة من لكل 100 الف حالة ولادة. وتبقى الرعاية الصحية المتوفرة للحوامل ضعيفة جداً في وقت تتم فيه 84 بالمئة من الولادات في البيوت.وكان المشاركون في مؤتمر صنعاء أصدروا توصيات بتشجيع العاملين في القطاع الصحي على العمل في المناطق النائية ورفع الوعي حول مخاطر الزواج المبكر. كما أوصوا باعتماد قوانين ترفع سن الزواج إلى 18 سنة على الأقل وتُجرِّم ختان الفتيات.
صعوبة الوصول إلى السكانووفقاً للإستراتيجية الوطنية للسكان والتعليم والتواصل (2005-2010) التي أعدها المجلس الوطني للسكان، ينتشر سكان اليمن في أكثر من 11 الف تجمع حضري وقروي، و25 بالمئة منهم يقطنون بالمدن. وتبلغ الكثافة السكانية بعموم البلاد 30 شخصاً للكيلومتر المربع الواحد.وأفادت الدراسة أن معظم هذه التجمعات صغيرة ومتفرقة في مناطق نائية مما يزيد من صعوبة توصيل الخدمات الأساسية إليها بما فيها الموارد المائية.ويقدر المجلس الوطني للسكان أن ينمو السكان بنسبة 7 بالمئة مما سيشكل ضغطاً إضافياً على الخدمات والموارد.
Leave a Reply