عماد مرمل
يتوزع قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي فـي هذه المرحلة على «جبهات» عدة، بدءا من خط المواجهة المفتوح مع الارهاب على الحدود وفـي الداخل، مرورا بملف التسليح المتأرجح بين مليارات لا تزال فـي معظمها حبرا على هبات، وصولا الى استحقاق الانتخابات الرئاسية حيث يُطرح اسم قهوجي فـي التداول من زاوية انه يشكل جزءا من «الاحتياط الاستراتيجي»لأي تسوية توافقية.
ويؤكد قهوجي كما ينقل عنه زواره ان الوضع الأمني فـي الداخل اللبناني يخضع الى المراقبة الدقيقة، وهو مقبول الى حد كبير، قياسا الى الحرائق المندلعة
فـي المحيط الاقليمي، لكننا نأخذ فـي الحسبان أيضا ان احتمال حصول اختراقات يظل واردا، مشددا على انه
لولا الجهد الذي يبذله الجيش لكان الارهاب قد استباح لبنان.
ويشير قهوجي الى ان ما يساعد الجيش فـي تقليص المخاطر الامنية نسبيا، هو انه أصبح مطلعا على هيكلية معظم المجموعات الارهابية، بعناصرها وقادتها، وبات يملك معلومات تفصيلية وصورا عن الكثيرين منهم، وهذا ما جعل تلك المجموعات تصاب بحالة من التضعضع والارباك، وتشعر بأنها قيد المراقبة والملاحقة، الامر الذي أدى الى تضييق هامش حركتها عموما.
وينقل الزوار عن قهوجي تأكيده ان الجيش أصبح يُمسك بمفاصل الحدود الشرقية مع سوريا، ويروي انه قبل الهجوم الاخير للمسلحين على تلة الحمرا، فـي جرود راس بعلبك، كنا لا نزال نحتاج الى وقت قليل حتى ننجز شق طريق الى موقع المراقبة التابع للجيش على تلك التلة، لتحصينه ورفده بالامدادات الضرروية، ويبدو ان المجموعات المسلحة استبقت الامر وهاجمت الموقع المتقدم الذي كان فـي حينه يضم جنودا يحملون أسلحة فردية، كونهم مكلفـين بالرصد فقط، وقد اضطررنا فـي الهجوم المضاد الى الاستعانة بالبغال لنقل السلاح الى الخط الامامي، باعتبار ان الطريق لم تكن قد أنجزت بعد، لكن الوضع تغير الآن.
ويؤكد ان وحدات الجيش أوقعت خلال المواجهات الاخيرة إصابات موجعة فـي المجموعات الاهابية التي قُتل منها قياديون ومقاتلون بارزون توزعت جثثهم فـي ارض المعركة، لافتا الانتباه الى انه جرى استخدام مروحيات هجومية فـي العمليات، الى جانب القصف المدفعي المركز والدقيق.
وبرغم ارتياح قهوجي الى جهوزية الجيش على الحدود الشرقية، إلا انه سرعان ما يستدرك بالقول ان احتمال تعرضه لهجمات جديدة فـي المستقبل يبقى قائما، لكن الاكيد ان المجموعات الارهابية ستلقى الرد المناسب، ومهمتها لم تعد سهلة.
وفـي حين يؤكد ان الجيش يُحيط ببلدة عرسال من كل جهاتها ويسيطر على معابرها مع الجرود، يوضح ان الوحدات العسكرية لا تتمركز حاليا فـي قلب البلدة لاعتبارات أمنية، ونحن ننتظر ان ينضج التوقيت المناسب للانتشار فـيها، تماما كما حصل فـي طرابلس التي دخلنا الى عمقها وحسمنا الوضع فـيها عندما حانت اللحظة المؤاتية.
ويشدد قهوجي على ان المعالجة الجذرية للوضع الامني فـي طرابلس او البقاع الشمالي لا تكتمل من دون ان يواكبها عمل إنمائي واسع، يتصدى للحرمان المزمن ويؤمن فرص عمل للشباب الذي يُستدرج بعضه للالتحاق بالمجموعات المتطرفة والارهابية، تحت وطأة ما يعانيه من فقر وبطالة.
ويشير قائد الجيش الى دور يمكن ان يؤديه على هذا الصعيد رجال الاعمال المتمولين، الى جانب الدولة، داعيا هؤلاء الى المساهمة فـي بناء معامل وإطلاق مشاريع لتوظيف اليد العاملة والحد من تفاقم البطالة التي يستغلها البعض لتجنيد الشباب المغرر به فـي أعمال ارهابية.
ويكشف قهوجي عن انه تلقى، قبل حسم معركة طرابلس، رسالة نصية على هاتفه الخلوي، مصدرها مقاتل فـي المدينة، ويقول فـيها انه اضطر الى حمل السلاح نتيجة الظروف الإقتصادية الصعبة التي يواجهها، وانه يريد الحصول على عمل حتى يستطيع تأمين متطلبات عائلته، وعندها سيتخلى عن سلاحه..
وبالفعل، طلب قهوجي من مخابرات الجيش الاتصال بصاحب الرقم وتخصيصه براتب شهري، فـي انتظار إيجاد عمل له.
ويلفت الانتباه الى انه لا جديد حاسما بعد فـي ما يخص دفعة السلاح الفرنسية الاولى المندرجة فـي إطار هبة المليارات الثلاثة، كاشفا عن ان هناك تفاصيل لم تكتمل حتى الآن بين السعوديين والفرنسيين، وموضحا انه تابع هذا الامر خلال زيارته الى الرياض للمشاركة فـي اجتماع قادة الجيوش المعنية بالحرب على الارهاب.
ويؤكد قهوجي أهمية مشاركته فـي الاجتماعات التي تُعقد بين قادة الجيوش للتشاور وتبادل الآراء حول كيفـية مواجهة الارهاب، معتبرا ان من واجبه ان يحضرها، لاننا نقاتل العدو ذاته، ويجب ان أكون مواكبا لما يجري التحضير له. ويلفت الانتباه الى ان هذه اللقاءات تحمل طابعا تشاوريا وليس تقريريا، وبالتالي أنا لا ألزم الدولة بشيء، ولا أتخذ أي قرار ليس من صلاحياتي.
ويعرب قهوجي عن اعتقاده بان تسليح الجيش سيتم وفق الروزنامة الآتية:
هبة المليارات الثلاثة على المدى الطويل، هبة المليار على المدى المتوسط، وجرعات دعم مدروسة فـي الوقت الحاضر من قبيل دفعة السلاح الاميركي التي تلقيناها مؤخرا، وهي للمناسبة مفـيدة لنا فـي معركتنا ضد الارهاب وليس صحيحا انها غير مجدية، كما ردد البعض.
ويكشف قهوجي، وفق الزوار، عن انه أبلغ الموفد الفرنسي جان فرنسوا جيرو عندما التقاه فـي بيروت مؤخرا بان الجيش على استعداد وجهوزية لحماية الانتخابات الرئاسية، موضحا انه قال له: متى اتفقوا على إجراء الانتخابات، سأتولى تأمين حمايتها، وهذا هو واجبي ودوري كقائد للجيش.
عماد مرمل
يتوزع قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي فـي هذه المرحلة على «جبهات» عدة، بدءا من خط المواجهة المفتوح مع الارهاب على الحدود وفـي الداخل، مرورا بملف التسليح المتأرجح بين مليارات لا تزال فـي معظمها حبرا على هبات، وصولا الى استحقاق الانتخابات الرئاسية حيث يُطرح اسم قهوجي فـي التداول من زاوية انه
يشكل جزءا من «الاحتياط الاستراتيجي»لأي تسوية توافقية.
ويؤكد قهوجي كما ينقل عنه زواره ان الوضع
الأمني فـي الداخل اللبناني يخضع الى المراقبة الدقيقة، وهو مقبول الى حد كبير، قياسا الى الحرائق المندلعة
فـي المحيط الاقليمي، لكننا نأخذ فـي الحسبان أيضا ان احتمال حصول اختراقات يظل واردا، مشددا على انه لولا الجهد الذي يبذله الجيش لكان الارهاب قد استباح لبنان.
ويشير قهوجي الى ان ما يساعد الجيش فـي تقليص المخاطر الامنية نسبيا، هو انه أصبح مطلعا على هيكلية معظم المجموعات الارهابية، بعناصرها وقادتها، وبات يملك معلومات تفصيلية وصورا عن الكثيرين منهم، وهذا ما جعل تلك المجموعات تصاب بحالة من التضعضع والارباك، وتشعر بأنها قيد المراقبة والملاحقة، الامر الذي أدى الى تضييق هامش حركتها عموما.
وينقل الزوار عن قهوجي تأكيده ان الجيش أصبح يُمسك بمفاصل الحدود الشرقية مع سوريا، ويروي انه قبل الهجوم الاخير للمسلحين على تلة الحمرا، فـي جرود راس بعلبك، كنا لا نزال نحتاج الى وقت قليل حتى ننجز شق طريق الى موقع المراقبة التابع للجيش على تلك التلة، لتحصينه ورفده بالامدادات الضرروية، ويبدو ان المجموعات المسلحة استبقت الامر وهاجمت الموقع المتقدم الذي كان فـي حينه يضم جنودا يحملون أسلحة فردية، كونهم مكلفـين بالرصد فقط، وقد اضطررنا فـي الهجوم المضاد الى الاستعانة بالبغال لنقل السلاح الى الخط الامامي، باعتبار ان الطريق لم تكن قد أنجزت بعد، لكن الوضع تغير الآن.
ويؤكد ان وحدات الجيش أوقعت خلال المواجهات الاخيرة إصابات موجعة فـي المجموعات الاهابية التي قُتل منها قياديون ومقاتلون بارزون توزعت جثثهم فـي ارض المعركة، لافتا الانتباه الى انه جرى استخدام مروحيات هجومية فـي العمليات، الى جانب القصف المدفعي المركز والدقيق.
وبرغم ارتياح قهوجي الى جهوزية الجيش على الحدود الشرقية، إلا انه سرعان ما يستدرك بالقول ان احتمال تعرضه لهجمات جديدة فـي المستقبل يبقى قائما، لكن الاكيد ان المجموعات الارهابية ستلقى الرد المناسب، ومهمتها لم تعد سهلة.
وفـي حين يؤكد ان الجيش يُحيط ببلدة عرسال من كل جهاتها ويسيطر على معابرها مع الجرود، يوضح ان الوحدات العسكرية لا تتمركز حاليا فـي قلب البلدة لاعتبارات أمنية، ونحن ننتظر ان ينضج التوقيت المناسب للانتشار فـيها، تماما كما حصل فـي طرابلس التي دخلنا الى عمقها وحسمنا الوضع فـيها عندما حانت اللحظة المؤاتية.
ويشدد قهوجي على ان المعالجة الجذرية للوضع الامني فـي طرابلس او البقاع الشمالي لا تكتمل من دون ان يواكبها عمل إنمائي واسع، يتصدى للحرمان المزمن ويؤمن فرص عمل للشباب الذي يُستدرج بعضه للالتحاق بالمجموعات المتطرفة والارهابية، تحت وطأة ما يعانيه من فقر وبطالة.
ويشير قائد الجيش الى دور يمكن ان يؤديه على هذا الصعيد رجال الاعمال المتمولين، الى جانب الدولة، داعيا هؤلاء الى المساهمة فـي بناء معامل وإطلاق مشاريع لتوظيف اليد العاملة والحد من تفاقم البطالة التي يستغلها البعض لتجنيد الشباب المغرر به فـي أعمال ارهابية.
ويكشف قهوجي عن انه تلقى، قبل حسم معركة طرابلس، رسالة نصية على هاتفه الخلوي، مصدرها مقاتل فـي المدينة، ويقول فـيها انه اضطر الى حمل السلاح نتيجة الظروف الإقتصادية الصعبة التي يواجهها، وانه يريد الحصول على عمل حتى يستطيع تأمين متطلبات عائلته، وعندها سيتخلى عن سلاحه..
وبالفعل، طلب قهوجي من مخابرات الجيش الاتصال بصاحب الرقم وتخصيصه براتب شهري، فـي انتظار إيجاد عمل له.
ويلفت الانتباه الى انه لا جديد حاسما بعد فـي ما يخص دفعة السلاح الفرنسية الاولى المندرجة فـي إطار هبة المليارات الثلاثة، كاشفا عن ان هناك تفاصيل لم تكتمل حتى الآن بين السعوديين والفرنسيين، وموضحا انه تابع هذا الامر خلال زيارته الى الرياض للمشاركة فـي اجتماع قادة الجيوش المعنية بالحرب على الارهاب.
ويؤكد قهوجي أهمية مشاركته فـي الاجتماعات التي تُعقد بين قادة الجيوش للتشاور وتبادل الآراء حول كيفـية مواجهة الارهاب، معتبرا ان من واجبه ان يحضرها، لاننا نقاتل العدو ذاته، ويجب ان أكون مواكبا لما يجري التحضير له. ويلفت الانتباه الى ان هذه اللقاءات تحمل طابعا تشاوريا وليس تقريريا، وبالتالي أنا لا ألزم الدولة بشيء، ولا أتخذ أي قرار ليس من صلاحياتي.
ويعرب قهوجي عن اعتقاده بان تسليح الجيش سيتم وفق الروزنامة الآتية:
هبة المليارات الثلاثة على المدى الطويل، هبة المليار على المدى المتوسط، وجرعات دعم مدروسة فـي الوقت الحاضر من قبيل دفعة السلاح الاميركي التي تلقيناها مؤخرا، وهي للمناسبة مفـيدة لنا فـي معركتنا ضد الارهاب وليس صحيحا انها غير مجدية، كما ردد البعض.
ويكشف قهوجي، وفق الزوار، عن انه أبلغ الموفد الفرنسي جان فرنسوا جيرو عندما التقاه فـي بيروت مؤخرا بان الجيش على استعداد وجهوزية لحماية الانتخابات الرئاسية، موضحا انه قال له: متى اتفقوا على إجراء الانتخابات، سأتولى تأمين حمايتها، وهذا هو واجبي ودوري كقائد للجيش.
Leave a Reply