ديترويت – مع انتشار الحفر في معظم شوارع منطقة ديترويت وما يسببه ذلك من حوادث مرورية وعرقلة للسير وإعطاب للسيارات وعجلاتها، لا يبدو أن كابوس السائقين هذا في طريقه الى الإنتهاء قريباً، حيث يتوقع المسؤولون في العديد من المدن والمقاطعات أن تستغرق أعمال ترميم التصدعات والحفر حتى حزيران (يونيو) المقبل، رغم توفّر التمويل لإصلاحها، والسبب في ذلك يعود الى استمرار تدني درجات الحرارة ما يؤدي الى نشوء حفر إضافية، الى جانب تأخر مصانع الإسفلت الساخن عن بدء انتاجها بسبب برودة الطقس أيضاً، علماً بأن الإسفلت البارد الذي يستخدم حالياً لردم الحفر يوفر حلاً مؤقتاً، أما الإسفلت الساخن فيحتاج استخدامه الى طقس دافىء.
والحقيقة أن شوارع ولاية ميشيغن عموماً باتت بحاجة ماسة الى الإصلاح، ولكن هناك انقسامات حادة بين السياسيين في لانسنغ حول تخصيص التمويل اللازم، حيث أفاد تقرير صدر مؤخراً بأن الولاية بحاجة الى إنفاق حوالي ملياري دولار لترميم شبكة الطرق والجسور المتهالكة فيها.
وفي السياق، قال محافظ مقاطعة ماكومب، مارك هاكيل، إن المشرعين في ميشيغن يعرفون طرق الحصول على المال اللازم لاصلاح الطرق في الولاية لكنهم مشغولون بإعادة انتخابهم، وأضاف هاكيل في مؤتمر صحفي عقده أمام عدة مئات من هواة ركوب الدراجات النارية الذين تجمهروا أمام وكالة «ولفرين هارلي ديفيدسون» في كلينتون تاونشيب، أن الحُفر والطرق المتصدعة تشكل الأولوية في سلم اهتمامات المواطنين ولكن المشرعين متخوفون من إقرار التمويل خشية أن يؤثر ذلك على حظوظهم في الإنتخابات.
وكان المجلس التشريعي قد أقر مطلع آذار (مارس) الماضي موازنة جزئية بقيمة 215 مليون دولار لاصلاح الطرق، 100 مليون منها لإصلاح الحفر الناتجة عن فصل الشتاء و115 لمشاريع ترميم طرق وجسور طرحها أعضاء في الكونغرس، لكن المراقبين يقولون إن إصلاح طرق الولاية يحتاج من 1,5 الى 2 مليار دولار نظراً لتجاهل البنية التحتية لسنوات طويلة.
وبسبب قساوة الطقس وكثافة الثلوج، وجدت معظم هيئات الطرق المحلية في المقاطعات والمدن أنها استنفدت كامل ميزانياتها المخصصة للصيانة خلال هذا الشتاء. وسيلجأ المسؤولون في حكومات المدن والمقاطعات الى استخدام المبالغ الإضافية القادمة من العاصمة لانسنغ، لتغطية نفقات صيانة الشوارع فيما تبقى من هذا الموسم الذي ترك معظم شوارع منطقة ديترويت بحالة سيئة حيث تكثر التصدعات وتنتشر الحفر التي تسمى بالـ«بوت هولز».
وفيما يستعد هواة ركوب الدراجات النارية لانطلاق موسم رياضتهم المفضلة، حمّل هاكيل، الحاكم ريك سنايدر مسؤولية دفع المشرعين الجمهوريين لإيجاد الوسائل لتوفير المال اللازم لأعمال الإصلاح والترميم، وإلا ما نفع الإنفاق على حملة «ميشيغن نقية» لجذب السياحة الى الولاية، وتابع بالقول «لا أدري كيف ستؤتي الحملة الإعلانية ثمارها بوجود هذه الطرق المتداعية». وأضاف محافظ ماكومب قائلاً «أنا أشعر بالإحراج نيابة عن ميشيغن عندما أقول لكم أن هذا هو الوضع الطبيعي الجديد للطرق»، مستبعداً أي تحرك للكونغرس في المدى المنظور. وتابع هاكيل الذي يملك دراجة نارية فاخرة من طراز «هارلي فات بوي» طراز 2003 بالقول «نحن نستحق أفضل من هذا».
يشار الى أن هناك حوالي 320 ألف دراجة نارية مسجّلة في ميشيغن، و1,35 مليون دراجة نارية في ولايات إلينوي وإنديانا وأوهايو وبنسلفانيا المجاورة إضافة الى حوالي 400 ألف دراجة مسجّلة في مقاطعة أونتاريو الكندية، وبسبب سوء أحوال الطرق في الولاية يُستبعد أن يقوم أصحاب تلك الدراجات بجولات كثيفة في ميشيغن التي تتميز بطبيعة جذابة لممارسي هذا النوع من الهوايات.
Leave a Reply