بلدية ديربورن تسعى لتعديل مرسوم بلدي بأسرع وقت ممكن يتعلق بعادة عربية أميركية حالية تقوم بإستخدام المرآب (الكاراج) لغير وظيفته الأصلية حيث يقوم البعض بتحويله إلى غرفة إستقبال أو غرفة طعام أو حتى غرفة نوم، وهو ما تعتبره البلدية إخلالاً بقانون التقسيم المدني. ورغم أن هذه العادة كانت مستمرة منذ وقتٍ طويل، إلا أن البلدية لم تبدأ باتخاذ إجراءات صارمة حيالها إلا منذ أقل من سنة وبالتالي فإنها حررت بطاقات مخالفات بلغت ٥٠٠ دولاراً أو أكثر بحق أصحاب البيوت الذين أخلوا بالمرسوم البلدي، وحسب ماري لاندروش مدير المعلومات العامة إذا كان الكاراج لا يتسع لركن السيارة فإن المالك قد يحصل على ضبط مخالفة.
وأضافت لاندروش إن تصنيف الكاراجات يختلف عن تصنيف المنازل، وحسب المرسوم البلدي الحالي فإن الكاراج يستخدم فقط لإيواء السيارة، لذا إذا قام مالك العقار بتحسين مرآبه بطريقة لا تسمح بإركان سيارة، عليه أن يعمل مع إدارة الخدمات السكنية لتصحيح الوضع ذلك أن السلامة العامة هي محط إهتمامنا الأول».
كاراج بواجهة زجاجية في ديربورن. |
ولاندروش لديها قائمة بـ«إبداعات» تحويل الكاراجات الى غير وظيفتها الأصلية، فهناك من «وضع أرائك وطاولات وتلفزيونات وأفران». وبعض السكان ركبوا واجهات زجاجية لكاراجاتهم التي حولوها الى ملتقىات للأصدقاء. وتقول لاندروش «هذا النهج اختطه العديد من العرب الأميركيين لكن ماقد لا يعرفه الكثير منهم أن هذه العادة الشائعة قد تتحول الى خطر داهم على السلامة العامة، ففي العام الماضي شبَّ حريق في كاراج لأن سيدة المنزل قررت أن تطبخ فيه».
وتحرر البلدية حاليا مخالفات إستناداً إلى المرسوم رقم ٢.٠٣ المتعلق بالمباني وملحقاتها والذي يفصّل كيفية إستخدام المباني والمعدات في المباني المحاذية للسكن أي الكاراج أو الكوخ المخصص للعدة والتخزين وينص القرار البلدي على أن المباني الملحقة يجب ألا تستخدم للسكن.
لكن المرسوم يكتنفه بعض الغموض إذا دقق الشخص في قراءته. فحسب «قسم ب» المعنون بـ«المبنى الملحق المرفق للمنزل السكني»، يتحدث المرسوم عن أن «الكاراج المتصل بالبيت يعتبر جزءاً من المبنى الأساسي» وهذا ما يفسره البعض أن كل مايغطيه المرسوم بالنسبة إلى مقر السكن ينطبق أيضاً على الكاراج المتصل. لذلك تسعى البلدية إلى تعديل كل هذا القسم من المرسوم وإصدار مرسوم آخر يمنع الإلتباس.
المحامية سوزان دباجة من «مكاتب فرحات وشركاه القانونية» قالت إنها سبق ورافعت عن أحد موكليها الذين حصلوا على ضبط مخالفة بسبب الكاراج»، وأضافت «هذه المسألة مع مسائل أخرى مشابهة مازالت عالقة في محكمة المدينة بانتظار أن تقوم إدارة الخدمات السكنية في البلدية والإدارة القانونية فيها بتعديل المرسوم.
وذكرت دباجة «أن القلق الأكبر الذي يساور البلدية هو وجود أفران أو وحدات تدفئة داخل الكاراج والتي من شأنها أن تتسبب بالحرائق». وأضافت «إن فهمي للمسألة هو أن المرسوم يخضع للتعديل والتغييرات توضع من أجل أن يعكس ما تسمح به البلدية في الكاراجات والأدوار التي تؤديها هذه الكاراجات».
المشكلة الرئيسية الثانية المتعلقة بهذا النوع من الكاراجات السكنية إنها لا تترك مجالاً لإركان السيارات ومعظم السكان في المدينة يحوزون على ثلاث أو أربع سيارات في المنزل الواحد وإذا كان الكاراج مليئاً بالأرائك والسرائر وأجهزة التلفزة وغيرها فهذا يعني أن السيارة سوف تقف على درب البيت (درايف واي) أو في الشارع الذي غالباً ما يكتظ بالسيارات في ساعات الليل لاسيما في شرق ديربورن، حيث يضطر السكان أحيانا الى إركان سياراتهم بعيداً عن منازلهم.
ويبدو أن هذه المشكلة تتفاقم يومياً خاصة في الأحياء المكتظة سكانياً وباتت تشكل تأثيراً سلبياً على نوعية الحياة في تلك المناطق. كما أن إيقاف أعداد كبيرة من السيارات في الشوارع يجعل من الصعوبة بمكان الإلتزام بقوانين الخدمات العامة مثل جمع النفايات، كما قد يعيق حركة سير سيارات الطوارئ إذا ما اضطرت الى المرور في هذه الشوارع المكتظة بالسيارات.
وفي كانون الأول الماضي (ديسمبر) أصدرت الشرطة 580 ضبط مخالفة لوقوف السيارات في الشوارع أثناء العاصفة الثلجية حيث يطلب من أصحاب السيارات نقلها من جانبي الشارع ليتسنى لشاحنات إزالة الثلوج المرور بسهولة. وبعد المخالفات هذه، أعرب السكان عن تذمرهم منها لأنهم لم يكن لديهم خيار آخر بسبب عدم وجود فراغ في كاراجاتهم أو الممرات الخارجية لبيوتهم.
لكن تغيير الكاراج إلى مكان سكن ليس مقتصراً على العرب في ديربورن فقط. ففي منطقة كريستوود بديربورن هايتس يعتبر تحويل الكاراجات مسألة بغاية الخطورة على السلامة العامة، لأن معظم الكاراجات هناك متصلة بالمنازل وهي قريبة من الـ«درايف واي» في المقدمة، بينما الكاراجات في ديربورن غالبا ما تكون منفصلة عن المنازل وتقبع خلفها.
والمشكلة التي تسببها هذه الظاهرة في ديربورن هايتس لا تقتصر على تهديد السلامة العامة، بل أيضاً يتسبب موقع الكاراج التقليدي في مقدمة المنزل بإزعاج كبير للجيران.
إحدى ساكنات ديربورن هايتس، رينيه هادي، قالت لـ«صدى الوطن» أنها كادت تتصل بالشرطة بسبب الأصوات المرتفعة جداً المنبعثة من كاراج أحد الجيران في إحدى أمسيات الصيف الماضي، مؤكدة أن العديد من الجيران أبدوا الإستياء نفسه من هؤلاء الجيران.
وقالت هادي «العديد من العوائل في المدينتين حولوا كاراجاتهم إلى منتجعات ترفيهية وعندما تضع عائلة ما جهاز تلفزة عملاق فإن عائلة ثانية تحذو حذوها وتبدأ المنافسة والإستعراض الشخصي لبناء أفضل كاراج ترفيهي وهذا مما يثير السخافة وإقلاق الراحة وعلى الناس ألا يتجمهروا في هذه الكاراجات لتدخين الآراكيل، بل عليهم إستعمال غرف الإستقبال أو الحديقة الخلفية لذلك».
وفي العام الماضي بدأت بلدية ديربورن تلاحق السكان الذين حولوا كاراجاتهم لتصبح صالحة للسكن، وفي آذار (مارس) 2012، أرسل مدير إدارة الخدمات السكنية في بلدية ديربورن، نيقولاس سيركوسكي، 44 رسالة إلى البيوت المخالفة. وإحدى المسائل الملحة التي ذكرها في رسائله هي الأبواب الزجاجية في الكاراجات وتم تحذير الأهالي أنها مسألة تهدد السلامة العامة ويجب عليهم تصحيحها بأسرع وقت ممكن.
للمزيد من المعلومات على السكان الإتصال برقم:
313.943.2150
Leave a Reply