طهران، الرياض - اتفق وزيرا الصحة السعودي خالد الفالح والايراني حسن هاشمي، على إعادة جثامين الحجاج الإيرانيين الذي قضوا خلال كارثة الحج الاسبوع الماضي، والتي أدت الى تأزم العلاقات بين البلدين، حيث سار التوتّر السعودي ـ الإيراني فـي منحىً تصاعديّ تجاوز التصعيد الكلامي بين الجانبين، إذ بدا كلام المرشد الأعلى للثورة الإيرانية أقرب إلى التهديد بعدما توعَّد بردّ قاسٍ، على خلفـية تأخر عودة جثامين الحجاج الإيرانيين الذين قضوا فـي كارثة التدافع فـي مِنى.
ويوم الخميس الماضي، حصلت طهران على معلومات تفـيد بوفاة سفـيرها السابق فـي لبنان غضنفر ركن أبادي وثلاثة من الدبلوماسيين الإيرانيين، ذلك بعد حصولها على ما وكشفت منظمة الحج والزيارة الايرانية فـي بيان لها أن عدد الضحايا الايرانيين فـي حادثة منى بلغ 464. ولا يزال العالم العربي والإسلامي يعيش أصداء حادثة منى، أكثر من ٧١٧ قتيل وما يقارب الألف جريح هو الرقم السعودي الرسمي الذي شككت فـيه بعض الدول الاسلامية مؤكدة ان أعداد الضحايا تفوق هذ العدد.
وفـي خضمّ التوترات الناجمة عن الكارثة التي راح ضحيّتها مئات القتلى والجرحى والمفقودين، غالبيتهم من الإيرانيين، أعلن «التحالف السعودي» الذي يفرض حصاراً بحرياً على اليمن منذ بدء حربه قبل ستة أشهر، ضبط زورق صيد إيراني قال إنَّه يحمل أسلحة لـ«أنصار الله»، فـي تطور يطرح تساؤلات كثيرة، خصوصاً لجهة توقيته.
وتعليقاً على الواقعة، نفى مصدر مطّلع فـي وزارة الخارجية الإيرانية صحة «مزاعم احتجاز قوات التحالف السعودي قارب صيد إيراني يحمل على متنه أسلحة باتجاه اليمن»، منوهاً إلى أنَّ تناقل مثل هذه الإشاعات، يدخل فـي سياق الحرب النفسية.
وخلال حفل تخريج دفعة جديدة من طلاب كلية الضباط للعلوم البحرية فـي نوشهر (شمال إيران)، قال المرشد: «إذا تعرّض الحجاج وجثامين ضحايا الكارثة إلى إساءة، فإنَّ ردّ إيران سيكون قاسياً وعنيفاً»، مضيفاً أنَّ «مسؤولي البلاد يتابعون القضية، إلَّا أنَّ المسؤولين السعوديين لا يقومون بواجباتهم».
وخلال كلمته، أوضح خامنئي «مارسنا ضبط النفس حتى الآن، لكن السعوديين يجب أن يعلموا أنَّ إيران أقوى، وقدراتها أكبر، ولا يمكنها منافستنا على أيّ جبهة»، مؤكداً أنَّه «يجب أن يذهب ممثلون من إيران والعالم الإسلامي إلى السعودية ويحققوا فـي سبب حادثة الحج».
وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قد ردَّ على الانتقادات الإيرانية، وقال لتلفزيون «العربية» إنَّ طهران تتدخل فـي شؤون الآخرين، مضيفاً أنَّه يرى فـي ما تقوله إيران تعارضاً مع مبدأ السيادة وعدم التدخل فـي شؤون الآخرين. يذكر ان السلطات السعودية لم تصدر لائحة تفصيلية بجنسيات الحجاج الذين لقوا حتفهم، حيث تتسارع الانباء عن مقتل وجرح حوالى الفـي حاج، إلا أن بعض الدول أكدت عدد القتلى بين رعاياها.
وأعلنت كل من ايران مقتل 464 من مواطنيها، ومصر 75 قتيلاً، و نيجيريا 64 قتيلا، وأندونيسيا 57 قتيلاً، ومالي 53 قتيلاً.
أما الهند فقد أعلنت أنها فقدت فـي الحج 45 قتيلاً، وباكستان 40 قتيلاً، والنيجر 22 قتيلاً، والكاميرون 20 قتيلاً، وساحل العاج 14 قتيلاً، وتشاد 11 قتيلاً، والجزائر 11 قتيلاً. كذلك أفادت الصومال عن مقتل ثمانية من مواطنيها الحجاج، والسنغال سبعة قتلى، والمغرب خمسة قتلى، فـيما تشاركت كل من ليبيا وتنزانيا أربعة قتلى لكل منهما، وفقدت كينيا ثلاثة من حجاجها وتونس قتيلين. وفقدت كل من بوركينا فاسو، وبوروندي، وهولندا قتيلاً واحد لكل منها، أما بنين فإنها لم تحدد عدد قتلاها من حجاج بيت الله الحرام.
Leave a Reply