حسن عباس – «صدى الوطن»
في إطار مساعيها لحشد الدعم الانتخابي بمنطقة ديترويت الكبرى، زارت المرشحة الديمقراطية لمنصب نائب الرئيس الأميركي، السناتور كامالا هاريس، مدينة ديربورن حيث توقفت لتناول وجبة غداء في مطعم «خلف» قبل أن تواصل جولتها الانتخابية على متن حافلة عملاقة تنقّلت بواسطتها بين عدة مدن أخرى في ولاية ميشيغن، يوم الأحد الماضي.
وجاء اختيار هاريس لشارع وورن كمحطة ضمن جولتها الميدانية التي جاءت قبل أيام معدودة من موعد الانتخابات، في سياق جهود حملة جو بايدن لنيل ثقة ودعم الناخبين العرب في ولاية ميشيغن حيث يشكلون ثقلاً انتخابياً وازناً قد يكون كفيلاً بترجيح كفة المرشح الديمقراطي، بعد فوز الرئيس دونالد ترامب بالولاية في انتخابات 2016، حين تفوق على منافسته هيلاري كلينتون بأقل من 11 ألف صوت.
وعلى هامش زيارتها لعاصمة العرب الأميركيين، أجرت صحيفة «صدى الوطن»، حواراً مع السناتور هاريس عبر البريد الإلكتروني، جاءت كما يلي:
■ ما هي أهمية منطقة ديترويت في الانتخابات الرئاسية الحالية؟
– تعكس ديترويت بكل تنوعها تراث أميركا كأمة من المهاجرين، حيث يمكن للناس من جميع الأعراق والأديان والخلفيات أن يعملوا معاً لبناء مستقبل أفضل.
وفي هذه الانتخابات، يمكن لمنطقة ديترويت أن تحدث فرقاً على مستوى ميشيغن، والفوز بميشيغن يمكن أن يحدث فرقاً في السباق الرئاسي.
فعام 2016، فاز دونالد ترامب بولاية ميشيغن بهامش بلغ متوسطه صوتين فقط في كل قلم اقتراع، لذلك كل صوت مهم. اقتراعك هو صوتك، وصوتك هو اقتراعك، لذلك لا تدعوا أحداً يستلب قوتكم. أنتم –أيها الشعب– لديكم القدرة على اختيار مستقبل أفضل لعائلاتكم ومجتمعكم وبلدكم.
■ تتمتع منطقة ديترويت، مثل كاليفورنيا، بوجود تاريخي هام للعرب الأميركيين، والعديد منهم يصوتون بأعداد كبيرة للمرشحين الديمقراطيين، على الرغم من انتماءاتهم السياسية المتنوعة.. هلّا حدّثتِنا عن علاقاتك السابقة والحالية مع الأوساط العربية الأميركية؟
– لقد كان من دواعي سروري قضاء الوقت مع الجالية العربية الأميركية في ديربورن خلال الحملة الانتخابية، من القراءة للطلاب في مدرسة «ميللر» الابتدائية إلى زيارة مطعم «خلف»، الأسبوع الماضي. وقد أعادت هذه الزيارات تأكيد علاقتي مع الجالية العربية الأميركية والتزامي بهذه العلاقة.
لقد هاجر والداي إلى هذا البلد من الهند وجامايكا، وقد تربيتُ على الإيمان بوعد أميركا كأمة من المهاجرين. لقد ناضلت طوال مسيرتي المهنية للدفاع عن حقوق المهاجرين والمجتمعات الملونة، بمن فيهم العرب الأميركيون. في أول خطاب لي أمام مجلس الشيوخ الأميركي، تحدثت ضد هجمات الرئيس ترامب على المهاجرين، وقرار حظر المسلمين، وقلت إن جزءاً مما يجعل أميركا عظيمة هو تاريخها كأمة بناها المهاجرون، وهذا يشمل المساهمات المتنوعة للعرب الأميركيين في منطقة ديترويت.
سوف نتمسك، أنا وجو (بايدن)، بهذا الالتزام تجاه المهاجرين إذا نجحنا بالوصول إلى البيت الأبيض. وفي اليوم الأول لوصولنا (إلى سدة الحكم) سنلغي قرارات حظر سفر المسلمين والمهاجرين، تلك القرارات غير الأميركية.وسننهي سياسة فصل العائلات الفاضحة وغير الأخلاقية، كما سنقوم برفع سقف قبول اللاجئين إلى 125 ألف شخص سنوياً، وسنحمي «الحالمين» (المهاجرين غير الشرعيين في سن الطفولة) وعائلاتهم، كما سنعمل على «قانون التكلفة العامة» (الذي يتطلب تلبية شروط معينة للحصول على تأشيرة الإقامة).
■ الكثير من الناخبين في منطقة ديترويت يعتبرون قضايا السياسة الأميركية الخارجية في قائمة أولوياتهم، لاسيما الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والحرب على اليمن، والأزمة في سوريا… ماذا يمكن أن تقدم رئاسة بايدن لإحلال السلام العادل والدائم في منطقة الشرق الأوسط، وحماية حقوق الإنسان في تلك البلدان.. هل يمكن أن نشهد نهاية للانخراط العسكري الأميركي في تلك المنطقة؟
– أنا وجو ملتزمان بمساعدة شعوب العالم العربي على مواجهة التحديات التي يواجهونها. لا يمكن لأميركا أن تملي سياساتها على البلدان الأخرى، لكن لدينا مسؤولية لتعزيز حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية باسم جميع الناس، وكذلك لدينا التزام بترسيخ القيم العالمية، والعمل من أجل عالم أكثر سلاماً وأماناً.
نؤمن –أنا وجو– بأهمية وقيمة كل فلسطيني وكل إسرائيلي، وسوف نعمل على ضمان تمتع الفلسطينيين والإسرائيليين بفرص متساوية من الحرية والأمن والازدهار والديمقراطية. نحن ملتزمون بحل الدولتين، وسنعارض أية خطوات أحادية تقوّض هذا الهدف، كما أننا نعارض سياسات الضم والتوسع الاستيطاني (الإسرائيلية)، وسوف نتخذ خطوات فورية لاستعادة المساعدات الاقتصادية والإنسانية للشعب الفلسطيني، ومعالجة الأزمة الإنسانية المستمرة في غزة، وإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية، والعمل على إعادة فتح مكتب «منظمة التحرير الفلسطينية» في واشنطن.
أما في سوريا، فسوف نقف، أنا وجو، مرة أخرى إلى جانب المجتمع المدني والشركاء المؤيدين للديمقراطية، وسنساعد على إنجاز تسوية سياسية يكون فيها دور للشعب السوري. كذلك، سنعمل على حماية السوريين الأكثر ضعفاً، وقيادة التحالف الدولي لهزيمة «داعش». وبدلاً من الوقوف موقف المتفرج تجاه السياسات الخطيرة والكارثية للمملكة العربية السعودية التي تشن حرباً مستمرة على اليمن، سنعيد تقييم علاقة أميركا بالسعودية وننهي دعم الحرب التي تقودها الرياض في اليمن.
■ ماذا ستفعل إدارة بايدن–هاريس بشأن الممارسات التمييزية ضد العرب والمسلمين، مثل استهدافهم وتوقيفهم في المطارات والمنافذ الحدودية، وماذا سيكون موقفها من قوائم «مراقبة الإرهاب» و«حظر الطيران» التي تشكل انتهاكاً للحقوق الأساسية للأفراد بموجب الدستور الأميركي؟
– لن يكون للتمييز والتعصب والكراهية مكان في إدارة بايدن–هاريس. في أول يوم لنا في البيت الأبيض، سنلغي –أنا وجو– قرارات حظر سفر المسلمين، وسنجعل أميركا مرة أخرى قبلة للمهاجرين واللاجئين وسنزيد أعدادهم السنوية. وفي إدارتنا، ستراجع وزارة الأمن الداخلي قوائم «المراقبة» و«حظر الطيران» للتأكد من أنها ليست تمييزية، كما سنعمل على تحسين عملية إزالة الأسماء من هذه القوائم، إذا كانت مدرجة بشكل خاطئ أو تعسفي.
■ يعد الديمقراطيون، غالباً، بـ«مقعد حول الطاولة» للفئات المهمشة.. هل يمكنك التحدث عما سيترتب على تلك الوعود في حال انتخابك؟
– نواجه في الوقت الراهن، العديد من الأزمات الملحة، من وباء كورونا إلى الركود الاقتصادي إلى تغير المناخ.. إلى الطريقة التي يتعامل بها بلدنا مع مجتمعات السود والملونين. ندرك –أنا وجو– أن مساهمات العرب الأميركيين ضرورية للمساعدة في التغلب على تلك التحديات، ونعتزم أن تعكس إدارتنا تنوع بلدنا. وسوف تحرص إدارتنا على إشراك العرب الأميركيين في جميع القضايا التي تؤثر على حياتهم عبر الانخراط العام، وفتح أبواب البيت الأبيض أمامهم في العديد من المناسبات والفعاليات، كالاحتفال الذي يقيمه البيت الأبيض بـ«عيد الفطر».
ولقد أظهرت حملتنا الانتخابية التزامنا بإشراك العرب الأميركيين من خلال إطلاق «أجندة عربية أميركية» على موقعنا الإلكتروني، وتوظيف شخص للتركيز على المساهمات العربية الأميركية في ميشيغن.
كما قمت –الأسبوع الماضي– بزيارة الجالية العربية الأميركية في مدينة ديربورن، وكانت قد سبقتني لزيارتها جيل بايدن في الأسبوع السابق. وإذا تم انتخابنا، فسوف نظهر نفس الالتزام بالتواصل والمشاركة مع العرب الأميركيين في الوقت الذي نسعى فيه لاستعادة قيادة أميركا العالمية، بما في ذلك تعيين مبعوث أميركي خاص لدى «منظمة التعاون الإسلامي» التي تضم معظم الدول العربية.
Leave a Reply