ديترويت – «صدى الوطن» – أعلن مسؤولون في بلدية ديترويت وممثلون عن شركة «كومكاست» عن خطة مشتركة لتوسيع العمل بمشروع «المنارة الخضراء» Project Green Light الذي يوفر لأصحاب المحطات والمتاجر في المدينة فرصة تركيب كاميرات مراقبة عالية الدقة تبث الأحداث من مقارّ أعمالهم مباشرة الى مقر الشرطة، وذلك في إطار جهود مكافحة الجريمة في أحياء المدينة.
داغن متحدثاً خلال المؤتمر الصحفي (فري برس) |
وبفضل الجهود المشتركة مع «كومكاست»، سوف يتاح نظام الكاميرات والبث الحي بكلفة لا تتجاوز 1000 دولار للمتجر أو المحطة الواحدة، بعد أن كانت تقدر التكاليف ما بين أربعة الى ستة آلاف دولار وتشمل ثمن الكاميرات والإضاءة الكاشفة.
وقال رئيس البلدية مايك داغن إن التكاليف الباهظة حالت دون إنخراط المزيد من المتاجر والمحطات بهذا المشروع الحيوي. أما الآن فتوفر «كومكاست» خطة جديدة لتركيب الكاميرات والمعدات اللازمة لبث وتخزين لقطات الفيديو لمدة 30 يوماً بسعر 1000 دولار فقط، الى جانب فواتير شهرية بقيمة 140 دولاراً تشمل تكاليف الانترنت والكايبل وتخزين الفيديوهات التي تلتقطها جميع الكاميرات المثبتة في المتجر، وذلك في عقد لمدة ثلاث سنوات.
وجاء مشروع «المنارة الخضراء» بمبادرة من رجال أعمال عرب أميركيين يملكون محطات وقود في ديترويت، وقد تلقف داغن المشروع وعمل على توسعته خلال الأشهر الماضية.
وأكد داغن في مؤتمر صحفي عقده أمام محطة وقود على تقاطع شارعي تلغراف وماكنيكلز، أن توسيع نطاق المشروع أمر بالغ الأهمية لأنه أدى إلى تراجع معدلات الجريمة العنفية في محيط المتاجر ومحطات الوقود المنضوية فيه، وذلك بنسبة 50 بالمئة، على حد قوله. وقد انضم الى المشروع حتى الآن 43 متجراً ومحطة في أنحاء المدينة.
وأعرب داغن عن ثقته بأن خفض تكاليف الانضمام الى «المنارة الخضراء» ستحفّز العديد من أصحاب المحلات التجارية على الإنخراط في المشروع، مبدياً أمله بأن يصل عدد المتاجر والمحطات المتعاونة الى 100 مع نهاية العام الحالي.
وذكّر داغن في حديثه أمام الصحافة بكمّ الضحايا الذين قتلوا أو تعرضوا لإطلاق النار أو الاختطاف في متاجر الخمور ومحطات الوقود ومواقف الصيدليات، بمن فيهم صاحب مطعم «كوني أيلاند» الذي لقي مصرعه في عملية سطو مسلح قبل أسبوع.
ولفت داغن الى أن إدارته تواصلت مع شركة «كومكاست» لمعالجة مسألة التكاليف الباهظة التي حالت دون انضمام الكثيرين الى البرنامج الذي يوفر للشرطة مشاهدة مباشرة للأحداث في داخل المتاجر ومحيطها.
وأشار رئيس البلدية الى أنه مع الإعلان عن خطة «كومكاست» تم تقديم عشرات الطلبات من أصحاب المحطات والمتاجر للانتساب الى البرنامج.
وأُطلق مشروع «المنارة الخضراء» في كانون الثاني (يناير) الماضي، بالتعاون مع ثماني محطات بنزين تم فيها تركيب كاميرات تبث على الهواء مباشرة إلى مقر دائرة شرطة ديترويت وسط المدينة، حيث تم فرز وحدة مكوَّنة من 40 عنصراً لمراقبتها على مدار الساعة.
وقال قائد الشرطة جيمس كريغ إن الوحدة تستخدم هذا المشروع بفعالية لصيد المجرمين بعد وقوع الحوادث وكذلك في عمليات البحث عن مشبوهين والتركيز على المناطق الساخنة على أساس الأنماط الجرمية السائدة، مشيراً الى أن المشروع تطور بسرعة تفوق الخيال وقد أثار اهتمام دوائر الشرطة في عموم الولايات المتحدة.
وقد طرح عضو المجلس البلدي أندريه سبيفي إقتراحاً بإلزام المحلات التجارية التي تفتح أبوابها ليلاً بالمشاركة في المشروع، ولكن داغن طلب منه تأجيل عرض المقترح أمام المجلس البلدي ليتسنى قياس مدى فعالية هذا النظام عقب وصول عدد المشاركين فيه الى 100.
ولفت داغن الى أنه عندما تنضم محطة وقود الى «المنارة الخضراء»، سرعان ما تتلاشى معدلات الجريمة فيها وينتقل المجرمون الى ممارسة أفعالهم في محطات قريبة تبعد ميلاً أو نصف ميل، وهو ما يدفع زبائن تلك المحطات الى التساؤل عن أسباب عدم الانضمام الى البرنامج.
وقال مو رستم الذي يملك 14 محطة وقود بما فيها محطة «فاليرو» حيث عقد داغن المؤتمر الصحفي، بأن له ثلاث محطات منضوية في المشروع وقد تعهد بتعميم التجربة في جميع المحطات التي يملكها في المدينة، وذلك بعد أن لمس انخفاضاً كبيراً في معدلات الجريمة في محيط أعماله، معرباً عن سعادته بالبرنامج الذي يوفر الأمن للعاملين والزبائن في محطاته.
Leave a Reply