بات الجدل الدائر لرسم مسار لمستقبل الحرب الأفغانية ساحة صراع بين كتابين، كلاهما حُظي على حين غرة برواج لدى مجموعة الخبراء بالبيت الأبيض ووزارة الدفاع الأميركية. وكلا الكتابين استلهم دروسا وعبرا متباينة من حرب فيتنام التي خاضتها الولايات المتحدة في ستينيات القرن الماضي. ويحكي الكتاب الأول كيف أن البيت الأبيض مضى قدما عام 1965 في تصعيد وتيرة الحرب بإيعاز من مؤسسة عسكرية عجزت بنظرتها الضيقة للصراع عن رؤية المخاطر المحدقة. ويقول مسؤولون في الإدارة الحالية إن الرئيس باراك أوباما ونائبه جوزيف بايدن منهمكان الآن في قراءة الكتاب. ويصف الكتاب الثاني موقف إدارة أخرى عام 1972 إذ حالما استقر رأي المؤسسة العسكرية الأميركية على كيفية التصدي للتمرد في فيتنام حتى رفضه كبار السياسيين رضوخا للرأي العام ووضعوا نهاية للحرب. والكتابان –أولهما بعنوان “دروس من الكارثة” وهو على منضدة أوباما، والآخر “حرب أفضل” وهو على أرفف مكتبات القادة العسكريين- أصبحا إطارا لجدل دائر حول مسألة سيكون القرار الذي سيتخذه أوباما بشأنها هو الأهم خلال فترة رئاسته. وفي واشنطن بدأت رفوف المكتبات تخلو من الكتابين، ولم يعد يوجد في أي من المكتبات القريبة من البيت الأبيض أي نسخة من الطبعة الورقية من كتاب “دروس من الكارثة” التي صدرت مؤخرا. ومن المتوقع أن تفرغ الإدارة الأميركية من مراجعة إستراتيجيتها في أفغانستان بنهاية الشهر الحالي. وكان كتاب “حرب أفضل” قد صبغ بطابعه الحوار الذي دار عام 2007 بشأن زيادة القوات الأميركية في العراق، فاستعان به القادة العسكريون ومسؤولون في البنتاغون لدعم حججهم في وجه المشككين، ونجحوا في إقناع بعضهم.
Leave a Reply