منذ حوالي عامين ونيف حيث كانت تقام ذكرى عاشوراء فوجئت بأحد الخطباء في المركز الاسلامي يعلن من على المنبر بقوله: “أزفكم بالبشرى فلقد حصلنا على اجازة من آية الله العظمى سماحة السيد محمد حسين فضل الله يجيز لنا أن نأخذ الخمس لنسد الديون المترتبة على مركزكم الاسلامي”. استنكرت ذلك الاعلان يومذاك وقلت لبعض الناس من حولي لا يمكن لسماحة السيد فضل الله أن يعطي تلك الإجازة. وبناء عليه قام السيد حسن القزويني في الأيام الأخيرة لعاشوراء بجمع التبرعات التي بلغت ما يزيد على 300 ألف دولار، حيث لم يعقب بعدها بشيء ثم أتت ذكرى عاشوراء لعام 2009 حيث جمع السيد القزويني ما يزيد على 500 ألف دولار، وبعد انتهائه من جمع التبرعات قال عليكم أن تنتبهوا ويبقى عليكم سهم السادة المماثل للمبلغ الذي دفعتموه.
وبعد فترة وجيزة أتاني بعض الضيوف ليقولوا لي بأن “دار الحكمة الإسلامية” قد حصلت على اجازة من سماحة السيد محمد حسين فضل الله يجيز لها استلام سهم الامام لكي يسد الديون المترتبة على الدار، الا أن أحد الأخوة الذين قرأوا الاعلان قال لي بأن سماحة السيد أجاز لهم بجزء من سهم الإمام وقد استحسنت ذلك التوضيح يومذاك واقتنعت به، وذلك لقوله تعالى: “وما غنمتم من شيء فإن لله خمسه وللرسول ولذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل”. وقد اجتهد العلماء الأعلام بتقسيم الخمس الى ما هو متعارف عليه اليوم بسهم السادة وسهم الإمام.
وقد عرضت علي بعض المشاكل المستعصية لبعض أبناء الجالية وقد أعطيت رأيي المتواضع بها ثم عرضتها جميعا على سماحة السيد محمد حسين فضل الله، وقد طلب الي يومذاك بأن أبعث اليه برسالة بكل ما عرضته عليه بتفاصيله على أن يمضيها وكيله الوحيد فضيلة الشيخ أحمد حمود الذي قال لي يومها بأنه وكيله الوحيد الذي يقدره ويثق به مع ثلة من المؤمنين ولقد أجابنا سماحته وحل لنا كماً من تلك المشاكل المستعصية والمزمنة.
وأما اجابته الفورية عن السؤالين الأولين فيما يخص المركز الاسلامي ودار الحكمة الاسلامية حيث قال: لقد زارني السيد حسن القزويني وطلب مني اجازة بسهم الامام على أن يرسل الي بسهم السادة وقد أجزت له مبدئيا الا أنه منذ رحيله عنا لم نسمع منه شيئا.
وأما الشيخ محمد علي الهي فقد زارني وطلب مني بأن أجيز له بجزء من سهم الامام على أن يخبرني ماذا يصنع ببقية الجزئين وأن يرسل الي بسهم السادة ولم أسمع منه أيضا أي شيء يتعلق بهذا الأمر منذ رحيله فقلت له “إن التوكيلين باطلان؟” فأجابني بشكل قاطع “طبعا باطلان”، وقد عممت ما دار من حوار بيني وبين سماحة السيد فضل الله في المجالس الخاصة والعامة ليعلم الناس بأن هذه المؤسسات الدينية كلها ليس لديها توكيل بالخمس بسهميه من سماحة السيد محمد حسين فضل الله وهنالك شهود كثر ممن رددت على مسامعهم ما يتعلق بهذا الأمر.
وبعد فترة ليست ببعيدة أفاجأ بأن فضيلة الشيخ أحمد حمود قد دخل في محراب المركز الاسلامي ويبقى السؤال الكبير الذي طرحته منذ أعوام وأعوام وتوجهت به الى العلماء والأمناء والوكلاء وهل تجرأ أحد قط على طرح هذا السؤال: أين تذهبون بخمس مال المسلمين؟
وفي الختام نتقدم بأحر العزاء من الأمة الاسلامية والانسانية بفقيدها البار والمرجع الكبير والمفكر والشاعر والأديب سماحة السيد محمد حسين فضل الله.
السيد حسن جمعة
Leave a Reply