رغم أنني لست من أولئك الكتاب والصحفيين اليمنيين المهاجرين المعروفين في الوسط الاغترابي اليمني الأميركي على مدى سنوات طوال، ولست أيضاً من أولئك الفرسان الوهمية التي تجيد الصهيل على شاشة الإنترانت فقط .. ورغم أنني لست من تلاميذ الأستاذ الأديب عبد الناصر مجلي صاحب الدرجة الإعلامية اليمنية الأميركية المتميزة كما هو الحال عند بعض كتاب وصحفيين الجالية اليمنية الأميركية التي يعتقد الكثير ان بعض كتاب الجالية تلاميذ للمعلم عبد الناصر مجلي الذي تخرج من جامعة صنعاء وحصل على شهادة «المبدع اليمني الشامل» من رئيس الجامعة الدكتور عبد العزيز المقالح.. فهذا ما عندي للكاتب والصحفي مجلي، وهو أكبر من أن نتناول جهوده الطيبة في صناعة الإعلام العربي الأميركي في أسطر كهذه، لكن عندي هو الكثير لأولئك الذين نعتقد أنهم تلاميذ لمجلي سواء كانوا من الفرسان الحقيقيين أو غيرهم الوهمين الذين لا يجدون سوى اللعب والسخرية والجدال والمناجمة والاستهزاء على مواقع الشبكة العنكبويتة «نيوز» و«برس»..!
وبالرغم أنني واحد من تلاميذ الأستاذ القدير نزار خضير العبادي الذي رفع من مكانة وشهرة موقع «نبأ نيوز» بجهوده الإعلامية الجبارة، وأتابع مقالاته باهتمام في صحيفة الجمهورية اليومية، ولا ننكر بصماته الرائعة والطيبة التي ظلت تلازم أجيالا بأكملها من أبناء محافظة الضالع وغيرها عندما أمضى الأستاذ والباحث العبادي سنوات في تعليم أبناء الضالع في مدرسة القدس العربية، وعامر عبد الوهاب وغيرها.. وهذا فقط لتذكير بعض الأخوان المغتربين عن جزء من مكانة الصحفي نزار العبادي حتى نوضح لكل من لا يريد ان يعرف حقيقة الناس الطيبين، بالإضافة إلى تلك الكتب الرائعة التي كتبها العبادي عن سياسة الحكم الجمهوري في اليمن وحياة رئيس الجمهورية المشير علي عبد الله صالح- حفظه الله للوطن والمواطنين، وآخر عن تاريخ الدولة الطاهرية وملوك وسلاطين بني طاهر.. وهذا أيضاً ما عندي للكاتب الأستاذ نزار العبادي دونما تناول مكانته الإعلامية الحقيقية في أسطر كهذه.. ولكن ما يثير الجدل في الوسط الاغترابي اليوم هو المناكفات الصحفية والسخرية التي لجاء إليها بعض تلاميذ مجلي- جزاه الله خير- الذين لم يجدوا لهم
مهنة ولا عملا غير التهجم على الآخرين كما لو أنهم يريدون الأمة جمعاء ان تخضع لسياسة أحزاب المعارضة اليمنية واللقاء المشترك في الداخل، وتتماشى مع أفكارهم وطموحاتهم وكما لو أنهم يريدون ان يقولون للعالم اجمع بان أي شخص محب للحزب الحاكم اليمني أو للسلطة اليمنية فهو «كافر، وملحد، وجبان، وخائن، وعميل»، والآخر الذي يحب المعارضة والاشتراكية هو ذاك الرجل الوطني الغيور والإنسان الفاهم الذكي العبقري الرحيم الشفيق العادل الطيب صاحب الأخلاق الحسنة..!
مشكلة كبيرة نعيشها ونحن لا ندري الكتاب الكبار والصغار والأذكياء والجهلة الكثير يقع في الخطأ دون ان يدرك. فمن قال ان كل من يحب رئيس الجمهورية والحزب الحاكم خائن وعميل وبائع وطنه وذمته فهو كاذب، ومن قال ان كل من يقف في وجه الحزب الحاكم والسلطة خائن وعميل وبائع وطنه كاذب أيضاً..! والعقل ان الكثير في السلطة والمعارضة وطنيون ومخلصون لوطنهم وأمتهم سواء كانوا من المسؤولين أو المحامين أو المشايخ أو العلماء أو الكتاب والصحفيين أو قيادات الجاليات أو.. أو.. لأننا لا نستطيع ان نتهم أحداً بالفاسد لمجرد ان له وجهة نظر تختلف عن وجهة نظرنا.. وهذا للأسف الشديد ما هو حاصل عند بعض من يقولون أنهم كتاب مهاجرون يحلمون بوطن مستقر ومتطور، ويزعمون أنهم يحملون النور من أجل طمس ملامح الظلام.
لكن على خلاف ما يدعون فهم يقعون في الخطاء، والخطاء بدون علمهم ودون أي احترام لوجهات نظر الآخرين، وتقبل إنسانيتهم كبشر مثل باقي الخلق.. وهذا ما لمسناه في مقال لأحد كتاب الجالية اليمنية في ميشيغن من تلاميذ مجلي مؤخراً عندما كنت أتصفح احد المواقع الإخبارية والذي قرأت فيه كلام فارغ ليس له أي صحة من المضمون «مبخرين ومبخرات»، وكلام هزيل ليس له أي معنى في ظل الأوضاع المعيشية والسياسية التي تشهدها ارض الوطن والتي تحتاج إلى مد الأيادي جميعاً للوقوف مع أنفسنا وجالياتنا وأوطاننا لا أن نقلل من جهود الآخرين على أساس حسابات مناطقية أو حزبية أو مذهبية.. هذا خطأ، وأكبر من خطأ، حين يمارس هذا الشيء من يدعي انه كاتب ويستسلم أحياناً لتصفيق من يقفون من وراء الكواليس ليجروا بأيادينا الوطن إلى الهاوية دون ان نشعر بحقدهم على الإنسان اليمني.. وهذا ما هو حاصل عندما يأتي شخص مريض وحاقد على الثورة والجمهورية يطبل ويصفق لكاتب أو صحفي بمجرد انه كتب مقال ضد الرئيس أو الحكومة أو الحزب الحاكم.
هذه مأساة إذا لم يقيم الكاتب مقاله ويضع له حدودا لا يستطيع أي قارئ أو متابع ان يتجاوزها- وما أكثر اليوم الصحفيون والكتاب الذين يقعون ضحايا لسياسيين كبار، أعداء للوطن، جالسين يكتبون تعليقاتهم عقب مقالات وكتابات تسخر من الوطن ومكانته.. وهنا يظن بعض الصحفيين أنهم قد بلغوا من العلم عتيا وأنهم قد وصفوهم بعض اللاجئين السياسيين بأنهم هم «الثوار والمناضلين والمحررين» الأبطال القادمين لبيت المقدس. كتب قبل أيام احد كتاب الجالية «فارس أنترنت» مقال ضد قيادات الجالية اليمنية في أميركا.. تلك القيادات المناضلة التي ساهمت بكل ما لديها من إمكانيات في خدمة الجالية ولها تاريخ طويل من عند عمداء الجالية «بلعيد ومجلي وشاجره وبابكر والمسمري والوزير والجهمي ومحمد الدعيس الصوفي ومحمد سعيد والحبشي والنجار ونهشل والجهيم والتريادي واللحجي والذماري والحضرمي واليافعي» إلى عند غيرهم من الناس الأوفياء والمتعاونين مع جاليتهم…
ولم يقتصر ذلك الكاتب المزعوم الذي لم نسمع عنه انه يوماً قد نقل خبراً أو جمع استطلاعاً أو عمل حواراً أو مادة خبرية تصب في خدمة المغتربين والجالية بقدر ما نسمع عن مقالات قليلة له- تبدو فصلية أو موسمية- سرعان ما تحول المصداقية بينها وبين القراء المتابعين الفطنين.. وهو هذا بذاته أحد فرسان الانترنت من كتاب وصحفيي المهجر «فارس شاشة كمبيوتر لا غير» نسأل الله الشفاء لأخونا من كل الأمراض التي يعاني منها!!
لم يقتصر هجومه العشوائي ضد المغتربين بل وصل بصاحب المقال الأمر إلى مهاجمة موقع «نبأ نيوز» بسبب نقله أخبار الجاليات.. ولست ادري ما المشكلة في نقل تلك الأخبار ومهاجمة مدير تحريره الصحفي النشيط منير الذرحاني الذي يعتبر من تلامذة مجلي والعبادي!! والجميع يعرف ان الأخ منير قد بذل جهوداً كبيرة في إيصال صوت المغتربين إلى أرض الوطن عبر تغطيته الشيقة لإخبار الجاليات اليمنية في أميركا.. بل له الفضل بأنه أول مغترب سخر قلمه لخدمة أبناء الجالية. وكما نعرف جميعناً ان الذرحاني ليس من فرسان الانترنت الصحفيين الوهميين، بل مدير تحرير «نبأ نيوز»، وهو طاقة إعلامية نشطة، وحاضراً باستمرار في مختلف فعاليات وأنشطة المغتربين وحتى في صحف الجالية نفسها.. ونعرف جميعناً ان «نبأ نيوز» يعتبر أول جهة إعلامية تؤسس نافذة خاصة بأخبار الجاليات وتهتم بأخبار المغتربين إلى حد كبير فاق كل التصورات والخيالات التي كان البعض يراهن عليها..! وهنا لا بد ان نوجه دعوه لأخينا وابن محافظتنا الضالع ان يستمر في مهاجمة قيادات الجالية والمنظمات اليمنية الأميركية، ومهاجمة أسرة تحرير «نبأ نيوز» الذي وصفهم بـ«الإعلاميين البائسين في تاريخ الإعلام اليمني».. لا أدري هل كان خارج نطاق التغطية ساعتها، أم أن الحقد أعمى عينيه! ولماذا هم بائسون وهم لم يتآمروا على الوطن، ولم يدعو لانفصال.. أو يروجوا للفتن؟ ولماذا هم بائسون وموقعهم يتصدر المواقع اليمنية جميعاً، وأغزرها أخباراً، وصار آخرون «يقشقشون» من حيث حطبت «نبأ نيوز»!؟ استمر في مهاجمتك لمن تشاء، لكن بشرط ان تثبت لنا جدارتك وعبقريتك وحجمك في الجالية الحقيقي من خلال تأسيسك لمراكز ومنظمات يمنية أميركية أخرى جديدة تخدم الجالية والمغتربين- كما تحب- وكذلك تأسيس، ان كانت لك القدرة، مراكز إعلامية ومواقع وصحف تهتم بنقل أخبار المغتربين، وتغطي فعالياتهم وأنشطتهم، وعليك أيضا دفع رواتب الصحفيين والمراسلين، وحينها تستيطع ان توجه التهم للصغير والكبير كيفما شئت! ونقول لك- مع التحية- أحسنت وبارك الله فيك يا محرر جالية اليمن من المبخرين جميعاً.. وربما سأعذر من وصفتهم بـ«المبخرين» على ما يقومون به، فقد زادت الروائح النتنة التي تزكم الأنوف، ولا ندري كم من المباخر يحتاج شعبنا ليزيل الروائح الكريهة التي تلوث سمعة وطننا الحبيب.. بلد الطيب، والشقر، والفُل، والبخور!
Leave a Reply