ديترويت – تعرضت فتاة تبلغ من العمر تسع سنوات للنهش حتى الموت من ثلاثة كلاب شرسة من نوع «بيتبول» أثناء تنزهها على دراجتها الهوائية في أحد أحياء غرب ديترويت مساء الاثنين الماضي.
وألقت الشرطة القبض على صاحب الكلاب الثلاثة التي هاجمت الطفلة إيما هيرنانديز في زقاق ضيق بمحاذاة شارع سنترال بالقرب من تقاطع وورن ولونيو، وهي منطقة تضم كثافة سكانية كبيرة للجالية اللاتينية في ديترويت.
وقامت السلطات بمصادرة الكلاب الثلاثة التي قد تواجه الإعدام نظراً لوحشيتها. فيما قال والد الضحية، أرماندو هيرنانديز، إن صاحب الكلاب سبق وتم تحذيره من هشاشة السياج العازل، إلا أنه لم يستجب للتحذيرات.
وقال الأب المفجوع، الذي حاول دون جدوى إنقاذ ابنته في مكان الحادث، إنه يراها أمامه في كل مرة يغمض فيها عينيه.
وكان بعض بالجيران قد حاولوا إيقاف الهجوم برمي أحجار الطوب على الكلاب، فيما قام أحدهم بإطلاق النار عليها ليسمح للمسعفين بالتدخل لمحاولة إنقاذ الفتاة، لكن بعد فوات الأوان.
ووسط حزن وأسى عائلة الضحية والجمتمع المحلي، بادر المليونير الديترويتي بيل پولت (31 عاماً) إلى إطلاق حملة عبر موقع «تويتر» لجمع التبرعات لصالح العائلة المفجوعة لمساعدتها على إقامة جنازة إيما، قائلاً إنه في حال لم يتبرع أحد فإنه سيتولى تكاليف الجنازة بنفسه.
وكانت عائلة هيرنانديز قد أطلقت صفحة لتلقي التبرعات عبر موقع «غو فاند مي»، وسرعان ما قفزت من 14 ألف دولار لتتجاوز هدفها البالغ 25 ألفاً في غضون دقائق من تغريدة پولت، الرئيس التنفيذي لشركة «پولت كابيتال» العقارية.
من جانبه، قال قائد شرطة ديترويت جيمس كريغ إن مالكي الكلاب تقع عليهم مسؤولية تأمين حيواناتهم، وإذا فشلوا في ذلك، فيجب ألا تكون لديهم حيوانات أصلاً. وأضاف أن «ما حدث كان يجب ألا يحصل»، متسائلاً «كم مرة أخرى علينا أن نسمع مثل هذه القصص عن كلاب البيتبول؟».
وحادثة الطفلة هيرنانديز ليست جديدة على الديترويتيين، فقد قتل طفل عمره أربع سنوات في غرب المدينة عام 2016، بعدما سحبته ثلاثة كلاب بيتبول من أحضان والدته ونهشته حتى الموت. وقد حكم حينها على صاحب الكلاب بالسجن لمدة سنة واحدة فقط.
كما تعرض عدد من سعاة البريد لهجمات مماثلة أدت إلى إصابة بعضهم خلال السنوات القليلة الماضية.
وبحسب صحيفة «ديترويت نيوز»، تشكّل كلاب البيتبول الشرسة نحو ثلاثة أرباع الكلاب المحتجزة داخل أقفاص في قسم حماية الحيوانات في المدينة، مع العلم بأن ديترويت تشهد سنوياً نحو 800 حادثة عضّ.
وتشير التقديرات إلى وجود نحو 50 ألف كلب في ديترويت، 15 بالمئة منها فقط مسجلة قانونياً، في حين تتم تربية أعداد كبيرة منها بشكل غير قانوني، لاسيما كلاب البيتبول التي تُدرّب لتصبح أكثر شراسة، للمشاركة في حلقات المراهنة على مصارعة الكلاب، مما يجعلها أشد خطورة على السكان.
Leave a Reply