.. دعوات لمنحهم حكم ذاتي في سهل نينوى
المطران ابراهيم وصف تهجيرهم بـ«جريمة ضد الانسانية»
ساوثفيلد – خاص «صدى الوطن»
نقلت صحيفة «ديترويت نيوز» عن نشطاء كلدان اميركيين في مدينة ساوثفيلد ان الجالية الكلدانية العراقية في منطقة ديترويت تداعت الى لقاء لبحث جهود الاغاثة لمسيحيي العراق الذين يتعرضون لحملة اضطهاد وتهجير في مناطق تواجدهم في شمال العراق.
وابلغ الناشط نبيل رومايا مراسل الصحيفة قوله: «ان اصدقائي وافراد عائلتي يتصلون بنا يومياً ويبلغوننا ان الناس يتعرضون لاطلاق النار والقتل فقط لانهم مسيحيون وهنالك سيارات تجول وتطلق تحذيرات من مكبرات للصوت تدعو كل المسيحيين الى مغادرة منازلهم او اعتناق الاسلام».
ونقل التقرير ان انحسار معدلات العنف في العراق خلال السنة الماضية لم يشمل المسيحيين الذين لا يزالون يدفعون اثماناً غالية للحرب هناك. واشار التقرير الى نزوح المسيحيين من مناطق البصرة وبغداد منذ الغزو الاميركي للعراق في العام 2003 – وان معظمهم غادر العراق باتجاه بلدان مجاورة مثل سوريا والاردن قبل ان ينتقلوا الى الولايات المتحدة.
واشار التقرير أيضاً الى ان جزءاً من مسيحيي الجنوب وبغداد انتقلوا الى الشمال، وبالتحديد الى مدينة الموصل وسهل نينوى وهي المناطق التي سكنها مسيحيو العراق الكلدان الكاثوليك منذ الفي عام.
وتعرض المسيحيون خلال الاسابيع الاخيرة الى موجة تهجير من مدينة الموصل حيث ارغموا على مغادرة منازلهم بعد ان تم الاعتداء عليها وتم ايواؤهم في كنائس وخيم نصبت في العراء. ونقل التقرير «ان بقايا تنظيم القاعدة في مدينة الموصل وعصابات اجرامية منظمة تعمل على ارهاب المسيحيين واضطهادهم وتهجيرهم وسط وصفته منظمات اغاثة دولية بأسوأ ظروف يواجهها المشردون جراء الحروب في العالم.
وتساءل راعي الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في مدينة ساوثفيلد الاسقف ابراهيم ابراهيم كيف يمكن ارغام كل تلك العائلات على مغادرة منازلها دون ان يتحرك احد لوقف هذه الجريمة؟»
واعتبر الاسقف ابراهيم ان ما يجري هو جريمة منظمة ضد الانسانية» وتداعى نشطاء من الجالية الكلدانية في منطقة ديترويت التي تضم اكبر تجمع للكلدان العراقيين خارج العراق الى تنظيم لقاء في مدينة ساوثفيلد لبحث جهود الاغاثة لاخوانهم في العراق.
وقال ديف نونا، وهو عضو في الهيئة الادارية للغرفة التجارية الكلدانية الاميركية والمجلس الكلداني الاشوري الاميركي «اننا نبحث في مسألة بقاء المسيحية في العراق، الموطن الاصلي للمسيحيين في العالم»
اضاف «ان اضطهاد المسيحيين في بغداد بدأ منذ نحو ثلاث او اربع سنوات، بتفجير كنيسة، وبخطف وقتل عدد من الرهبان. لقد دفع المسيحيون فديات كثيرة، خلال السنة الاخيرة، بعدما انتقلت فلول تنظيم «القاعدة» من محافظة الانبار باتجاه الشمال العراقي والى مدينة الموصل تحديداً وشرع عناصره الى جانب اصوليين سنة آخرين بموجة الاضطهاد الاخيرة للمسيحيين في تلك المناطق.
وخلال شهر ايلول (سبتمبر) الماضي، ارغم نحو 9000 مسيحي عراقي على مغادرة منازلهم في مدينة الموصل ومحيطها فيما يصفه كلدان من منطقة ديترويت بحملة تطهير عرقية.
وقال جوزيف كساب، المدير التنفيذي لـ«الاتحاد الكلداني الاميركي» في مدينة فارمنغتون هيلز «ان هناك خوف وهلع بسبب هذه الموجة من الاضطهاد التي ترقى الى مستوى جرائم ابادة بحق المسيحيين في تلك المنطقة» ووجه كساب نداءً الى زعماء العالم من اجل التدخل لانقاذ الناس من الابادة هناك».
من جهته بذل السناتور الديموقراطي من ولاية ميشيغن كارل ليفن، المسؤول عن لجنة الشؤون التسلح في مجلس الشيوخ الاميركي، جهوداً لدى وزارة الدفاع الاميركية لايلاء انتباه اكبر لشؤون الاقلية المسيحية في العراق. وعمل النائب الجمهوري من مدينة بلومفيلد هيلز، جونولمبرغ على تخصيص عشرات ملايين الدولارات كمساعدات اميركية جديدة للمناطق التي يقطنها مسيحيون في العراق. كذلك كتب المرشح الديموقراطي للرئاسة باراك اوباما الى وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس رسالة حثها فيها على حماية المسيحيين وتمثيلهم في الحكومة العراقية وعلى توفير سبل لجوء الى الولايات المتحدة لمن لديهم «اسباب مقنعة» بالخوف من الاضطهاد.
وقال السناتو ليفن «انهم (المسيحيون) بحاجة الى حماية مادية فورية مشيراً الى اتصالات يومية يجريها مع المسؤولين العسكريين الميدانيين في المنطقة لاجل تأمين مشاركة عناصر شرطة من المسيحيين في حفظ الامن في مناطقهم.
واظهر الشيعة العراقيون دعمهم لمواطنيهم المسيحيين، على ضوء الاستهدافات الاخيرة التي طالتهم. ودعا المرجع الشيعي العراقي آية الله علي السيستاني الى حمايتهم واشراكهم في الحكومة العراقية.
وتعهد رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر باستخدام عناصر من «جيش المهدي» الذي يقوده كدروع بشرية «لحماية اخوتنا واخواتنا المسيحيين».
وعبر المحامي الدولي نعمت حكيم من مدينة سترلينغ هايتس عن ارتياحه لقيام اللجنة الدستورية الكردية بالتوصية بشمول الاقلية المسيحية من منطقة الحكم الذاتي في كردستان. ويعمل المحامي حكيم على ارساء ما وصفه بـ«الوحدة الادارية لسهل نينوى» كمنطقة حكم ذاتي للمسيحيين في تلك المنطقة. ووصف حكيم هذه التوصية بالخطوة الكبيرة وقال ان الاكراد تجاوزوا هذه المسألة وادخلوها في دستورهم المقترح ولديهم عدد كبير من الممثلين في الحكومة المركزية التي ينبغي ان توافق على التوصية لادخالها حيز التنفيذ. لكن حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وادارة الرئيس بوش يعارضان قيام حكم ذاتي لاي من المجموعات العراقية خشية ان يؤدي ذلك الى «تجزئة العراق».
ويقول العديد من الكلدان الاميركيين «ان الحكم الذاتي هو الحل الوحيد ويعتبرون ان السياسة الاميركية في العراق ادت الى وضع المسيحيين امام معركة وجود في ارضهم التي تعتبر واحدة من اقدم معاقل المسيحية في العالم.
وقال نبيل رومايا انه تلقى رسالة بالبريد الالكتروني افادت بمقتل عائلة مسيحية مولفة من خمسة افراد في منزلهم بعد وقت قليل من تهديدهم بالمغادرة. واعتبر رومايا ان الامر بات مسألة حياة او موت.
Leave a Reply