بلال شرارة
للكلمة وقع بواكير المطر على التراب البكر
للكلمة لون وطعم ورائحة.
لها ضوء وظل
جهات اربع بل اكثر
للكلمة منبع ومصب, شفة واذن, عين وقلب, وحواس عشر…
فهي تحزن وتفرح, تصرخ وتئن, تحب وتكره, تضحك وتبكي, وتخيف وتطمئن.
وللكلمة تغريد الموج وهو يعاتب صخر الشاطىء, وتصفـيق جناحي العصفور المهاجر من فصل الى فصل.
لها طعم الشهد ولون البلور الذي يتوضأ ببلاغة الماء.
وللكلمة مكان وزمان, مبنى ومعنى, والا فالسكوت من ذهب.
-ولكن الكلام من فضة
-لأجل ذلك نثرثر, نفصح عن جوعنا للحضور ونفتح شهيتنا على اي كلام… نقفز فوق حبل اللغة و «نقطش».
نبدأ الكلام ولا ننتهي, نضرب ونقسم ونجمع ونطرح, وتستعجلنا زلة اللسان, نشك الكلام فـي «ميابر» التأويل, نساير ونداري لنكسب الجمهور الغفور.
نحمل فـي حقائبنا كلاماً لكل مناسبة ودون مناسبة نفتح ملف الرغبة والغريزة والذات, ونحن فـي الختام كلمة فـي مهب الريح… سعفة تحملها الالسن وتلوكها.
كلمة لك وكلمة عليك
نزال المفردات بين اميين.
-أين تعلمت القراءة
-على ضوء عين الهرة فـي ليل القرى
-هل قرأت البؤساء ؟
-نحن البؤساء
دعوا كلمتي تصرخ مرة واحدة فـي وجوهكم لانها لم تروج الا حنانا لطفولتكم , وانتم لا تقرأون الا الاغلفة.ولا بأس اذا ارعدت وامطرت غضباً ورشقتكم بالكلام المر, فأنا أتحمل غروركم وبأسكم , واجمع فـي دفاتري كل اسبوع زاداً ليوم نصبح فـيه كباراً ونجلس على «مصاطب» القرى, نتذكر ونتذاكر و«نسولف» الحكايات ونصنع من انفسنا اشكال ابطال للمهازل والمآسي الرديئة.
هكذا نحن… نتوزع الكلمات والادوار ونتبادل الصفحات فـي لعبة شد الحبال والتأنق أمام المرايا, كأننا مقبلون على مواسم قطاف لمواسم غلة ليس لها بذار الا فـي حقول من صقيع.
اطفال نحن, صغار نركض نحو مجهول الكبر, نوغل فـيه ونطرح اسماءنا فـي كل هامش, فنتصادف على حافة الكلمة وحافة النهر ودائماً على الرصيف . ابدا على الرصيف.
للكلمة كل الوجد الذي عرّش فـي قلبي حنيناً لبيت قرب بيدر الشمس فـي قرية اشتهيها.
ولكلمتي صلاة قلم متعبد يتوضأ خمسا بمداد طاهر لنبع قدسي.
وفـي البدء كانت الكلمة. والكلمة الله.
Leave a Reply