ساوثفيلد
في مؤتمر صحفي بكنيسة «سانت ديفيد الأسقفية بمدينة ساوثفيلد، أعلنت كليرك مدينة ديترويت، جانيس وينفري، دخولها المنافسة على مقعد الكونغرس الأميركي عن «الدائرة 12» في ميشيغن، بمواجهة عضو الكونغرس الحالية رشيدة طليب، في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي المقررة في آب (أغسطس) القادم.
وبحسب الخرائط الجديدة التي اعتمدتها «اللجنة المستقلة لترسيم الدوائر الانتخابية بميشيغن»، تضم «الدائرة 12» في ميشيغن معظم الجانب الغربي من مدينة ديترويت إلى جانب ديربورن وديربورن هايتس وليفونيا وريدفورد وغاردن سيتي وإنكستر ووستلاند بالإضافة إلى مدينة ساوثفيلد الواقعة في مقاطعة أوكلاند.
وبانضمام وينفري إلى السباق، أصبح عدد المرشحين المحتملين عن الحزب الديمقراطي في الدائرة المتنوعة إثنياً، أربعة مرشحين، إلى جانب النائبة طليب والناشطة رايتشل وودديل وعضو مجلس نواب ميشيغن السابق فيل كافانو الذي أعلن عن نية ترشحه قبل عدة أسابيع.
وسوف يتأهل الفائز في السباق التمهيدي للحزب الديمقراطي لمواجهة المرشح الجمهوري في الجولة النهائية المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2022.
ويمثل ترشيح وينفري تهديداً جدياً للنائبة طليب، لاسيما وأنها سياسية مخضرمة ولها باع طويل في السباقات الانتخابية، وقد فازت في انتخابات العام الماضي للمرة الخامسة بسباق الكليرك في مدينة ديترويت، وهو المنصب الذي تشغله منذ العام 2005، وتتولى من خلاله الإشراف على العملية الانتخابية في أكبر مدن ولاية ميشيغن.
وفي إعلان ترشحها، تبنّت وينفري عناوين أساسية لحملتها الانتخابية، مقدمة نفسها على أنها «حارسة للديمقراطية» وستحرص على حماية حقوق التصويت عبر جعل عملية الاقتراع سهلة ومتاحة وشفافة. وأكدت وينفري أن تحسين جودة الحياة في الدائرة الانتخابية التي تسعى إلى تمثيلها سيكون على رأس أولوياتها، عبر العمل على تعزيز الصحة العامة، والتعليم، والأوضاع المعيشية والاقتصادية لجميع سكان الدائرة «الذين يستحقون حياة أفضل».
ووصفت وينفري، التي خسرت سباق الكونغرس الأميركي بفارق شاسع أمام النائب الراحل جون كونيورز عام 2016، قرار الترشح لتمثيل «الدائرة 12» بـ«القرار الذي غيّر حياتها»، والذي سينعكس على قيمها وأخلاقياتها كمسؤولة كرّست حياتها للخدمة العامة.
وأمام حشد من المصلين في كنيسة «سانت ديفيد الأسقفية»، استذكرت وينفري والدها الذي أنشأ عائلة كبيرة على شارع آوتر درايف، معتمداً على راتبه لقاء العمل في «مجمع ويللو رن الصناعي»، وقالت: «كنت أشاهده كل صباح وهو يتناول وجبة الإفطار للتأكد من أنه يضع الطعام على الطاولة لأبنائه الخمسة»، لافتة إلى أن أسرتها نشأت بالقرب من عائلات متعددة الخلفيات والثقافات، وأن «الحلم الأميركي» صهرها في بوتقة واحدة.
وأعربت وينفري عن إيمانها العميق بأن «المجتمع يأتي أولاً»، وقالت: «بصفتي مسؤولة منتخبة فإنني أؤمن بأن المجتمع يأتي أولاً، وقد كان دائماً يأتي في المقام الأول بالنسبة لي»، منوّهة بأن من حق كل مواطن أن يحصل على وظيفة جيدة، وعلى سكن لائق، ورعاية صحية، إضافة إلى التعليم المجاني.
وأشارت وينفري إلى أن زوجها، تايرون، منخرط بعمق في قطاع التعليم، وأنه يعمل مع الجامعات والكليات لتعزيز فرص الشباب المحرومين من الحصول على التعليم الذي يستحقونه.
وأكدت وينفري بأنها عاشت كل حياتها في ديترويت حيث درست وترعرعت، وقالت: «لكي أجعلكم فخورة بي، فعلت كل ما هو متوقع من مسؤولة منتخبة، والآن جاء دوركم لكي تفعلوا ما أتوقعه منكم، ألا وهو التصويت لي، لكي أكون ممثلتكم في الكونغرس الأميركي، لأنني أنتم».
وجاء اختيار مدينة ساوثفيلد لإعلان ترشيح وينفري، معبراً عن رغبتها في إيجاد أرضية انتخابية صلبة لها في المدينة التي تضم نحو 72 ألف نسمة معظمهم من السود، علماً بأن «الدائرة 12» تضم خليطاً من الناخبين البيض والعرب والسود.
وفي السياق، أشار الأب كريس ياو، مدير كنيسة «سانت ديفيد»، إلى عمق العلاقة التي ربطت عائلة وينفري بالكنيسة العريقة في ساوثفيلد، وقال: «لقد كان لأبويها (وينفري) تاريخ عميق مع الرعية المتعددة الأعراق، التي دأبت على خدمة ساوثفيلد منذ تأسيسها في خمسينيات القرن الماضي».
وأضاف ياو: «نحن متحمسون للغاية لرؤية جانيس تواصل مسيرة الخدمة العامة»، لافتاً إلى أنها لطالما أثارت إعجابه باعتبارها امرأة «قناعة وصدق».
بدوره، أعرب القس جيم هولي عن دعمه لترشح وينفري، ووصفها بأنها تمتلك «روح» النائب الراحل جون كونيورز، وقال هولي: «ليس لدي مانع في إخباركم بأنني أدعم المرشحة جانيس وينفري»، مضيفاً: «إنها تمتلك الروح المطلوبة، وتفهم ما يحدث هنا.. ولهذا فإنها تعلن ترشحها هنا في الكنيسة».
واستفاض بالقول: «إنها امرأة كنيسة.. عندما تنظر إلى حياتها والعمل الذي قامت به في المجال السياسي.. فسوف تعرف أننا بحاجة إلى شخص مثلها أكثر من أي وقت مضى».
ومن الجدير بالذكر، أن الناخبين العرب يشكلون شريحة أساسية من الناخبين في «الدائرة 12»، حيث يقدر عددهم بأكثر من مئة ألف نسمة من أصل حوالي 775 ألفاً يشكلون إجمالي سكان الدائرة.
وبالإضافة إلى الناخبين السود الذين يتركزون في ديترويت وساوثفيلد، والناخبين البيض ذوي الأصول الأوروبية الذين ينتشرون في الضواحي، تضم «الدائرة 12» أيضاً نسبة صغيرة من الناخبين اليهود المقيمين في مدينة ساوثفيلد.
Leave a Reply