واشنطن، ديترويت - نجحت المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية، الأسبوع الماضي، في التقدم على منافسها الجمهوري في معظم استطلاعات الرأي في الولايات المتأرجحة، وذلك في أعقاب أداء تصاعدي لقطب العقارات النيويوركي دونالد ترامب الذي تمكن منذ آب (أغسطس) الماضي من تقليص الفارق الذي يفصله عن وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون لاسيما في ولايات الغرب الأوسط التي عانت خلال السنوات الماضية من نزيف الوظائف الصناعية.
فهذه الاستراتيجية التي ترافقت مع هفوات للمرشحة الديمقراطية أتاحت له تضييق الفارق معها في استطلاعات الرأي بل والتقدم عليها في بعض الولايات الهامة. لكن المعادلة تغيرت بشكل ملحوظ بعد تنظيم اول مناظرة متلفزة بينهما والتي صبت لصالح كلينتون التي كانت شديدة الجهوزية، لاسيما في هجومها على ملف ترامب الضريبي واستدراجها له الى جدال مع ملكة جمال سابقة.
غير تقدم كلينتون في استطلاعات الرأي حمل المرشح الجمهوري، الى توجيه انتقادات حادة الى منافسته الديمقراطية خلال جولاته المكوكية في أنحاء البلاد التي شملت ميشيغن الأسبوع الماضي، وذلك في محاولة منه لاستعادة زمام المبادرة قبل أسابيع قليلة من موعد الرئاسة، واستعداداً للمناظرة الثانية المرتقبة بينهما يوم الأحد القادم في التاسع من تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، والتي تعهد ترامب بأن تكون أكثر حدة في هجومه على سجل كلينتون، على حد قوله.
وتعرض لترامب لانتكاسات متتالية خلال الأسبوع الماضي لاسيما مع إعلان العديد من الصحف الكبرى معارضتها الشديدة لترشيحه، بما في ذلك صحف موالية للجمهوريين تاريخياً.
فقد تلقت صحيفة «اريزونا ريبابليك» المحافظة تهديدات وشهدت موجة إلغاء اشتراكات بأعدادها، بسبب دعمها كلينتون، حسبما قال موظف في الصحيفة.
وأعلنت الصحيفة ومقرها في فينيكس (جنوب غربي الولايات المتحدة) في افتتاحيتها الثلاثاء الماضي، انها اختارت المرشحة الديمقراطية، وذلك للمرة الأولى منذ تأسيسها عام 1890. واعتبرت أن ترامب لا يمثل القيم المحافظة، وأنه غير مؤهل ليكون رئيساً.
وفي سابقة أخرى، وصفت صحيفة «يو أس أي توداي» التي لم تدعم اي مرشح على حساب آخر منذ تأسيسها قبل 34 عاماً، ترامب بانه «خطير» و«غير قادر على تولي أعباء الرئاسة» لكن من دون أن تدعو الى التصويت لكلينتون.
ورفضت صحف اخرى ذات توجه جمهوري أيضاً الدعوة الى التصويت لترامب واختارت منافسته، ومنها تحديدا صحيفة «سنسيناتي إنكوايرر» في ولاية أوهايو، والتي بعد ان كانت داعمة للجمهوريين على مدى نحو قرن، كتبت الأسبوع الماضي ان «ترامب يشكل خطراً واضحاً وقائما لبلدنا».
أما صحيفة «دالاس مورنينغ نيوز» فكسرت التقليد أيضاً بعد 75 عاماً، ودعت الى التصويت لكلينتون، واصفة إياها بأنها «المرشحة الجدية الوحيدة». وشهدت هاتان الصحيفتان أيضا الغاء اشتراكات.
كما انتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي صورة غلاف كاريكاتوري لمجلة «نيويوركر الأميركية» يظهر مرشح الرئاسة الأميركية دونالد ترامب بهيئة ملكة جمال بدينة، ويذكر بملكة جمال العالم السابقة إليشيا ماشادو، التي تطرقت لها كلينتون في المناظرة.
وكان ترامب قد صعد هجومه على ماتشادو عقب المناظرة، داعيا الجمهور الى مشاهدة «شريط جنسي» للشابة التي زعمت ان الملياردير أهانها وأساء معاملتها، واتهم ترامب في تغريدة الجمعة الماضية كلينتون بمساعدة ماتشادو على الحصول على الجنسية الأميركية لكي «تستغلها» سياسياً.
في ميشيغن
وفي ولاية ميشيغن التي تصوت تقليدياً للمرشح الديمقراطي للرئاسة منذ انتخاب رونالد ريغان عام ١٩٨٨، تمكنت كلينتون الأسبوع الماضي من ترميم الفارق مع ترامب الذي يبدي تصميماً على الفوز بولاية ميشيغن.
وكشف الاستطلاع الذي نشرته صحيفة «فري برس» أن كلينتون حظيت بتأييد 43 بالمئة من الناخبين مقابل 32 بالمئة لترامب و١٠ بالمئة لمرشح الحزب الليبريتاري غاري جونسون و٣ بالمئة لمرشحة حزب الخضر جيل ستاين، وعزت الصحيفة تقدم كلينتون إلى أداء ترامب في المناظرة الأولى، وتقرير صحيفة «نيويورك تايمز» بشأن ملفه الضريبي.
وكان ترامب قد نجح في تقليص الفارق في ميشيغن الى 3 نقاط فقط قبل المناظرة التلفزيونية الأولى.
وويواصل ترامب جهوده الحثيثة للحصول على التأييد الكافي للفوز بولاية ميشيغن. حيث زار يوم الجمعة الولاية للمرة الخامسة في غضون الشهرين الماضيين وجال على مدن غراند رابيدز ونوفاي وديترويت.
في حين حضر الى ميشيغن عن حملة كلينتون، الرئيس الأسبق بيل كلينتون الذي زار ديترويت لحشد التأييد لزوجته، كما ألقى المرشح الديمقراطي السابق للرئاسة، بيرني ساندرز خطاباً في مدينة ديربورن الخميس الماضي.
وفي كلمة له أمام الآلاف من أنصاره في صالة معارض نوفاي، شن ترامب هجوماً حاداً على كلينتون متهماً إياها بأنها وفية فقط لمصالح الشركات العملاقة التي تمول حملتها، معيداً التصويب على فضيحة محو كلينتون لعشرات آلاف الرسائل الالكترونية وتحطيمها بعض «هواتفها الـ13» التي استخدمتها خلال عملها كوزيرة الخارجية.
وأكد ترامب في كلمته أنه يهدف الى توفير الوظائف الجيدة للأميركيين واعادة افتتاح المصانع التي أغلقت أبوابها نتيجة الاتفاقيات التجارية «غير العادلة» والقيود التنظيمية «المرهقة» للشركات.
والتقى ترامب خلال وجوده في نوفاي بنشطاء عرب وكلدان أميركيين، من بينهم جوزيف كساب وميلاد زعرب وسام يونو وسعد آبو والشيخ محمد الحاج حسن، وبول الهندي الذي ساهم في تنظيم هذا اللقاء.
وفي ديترويت، حضر ترامب حفل لجمع التبرعات في وسط المدينة حضره مدعي عام الولاية بيل شوتي. وكان قد بدأ جولته في ميشيغن من مدينة غراند رابيدز حيث زار متحف جيرالد فورد.
Leave a Reply