فيلادلفيا - حسمت نتائج انتخابات «الثلاثاء الكبير الثالث» التي أقيمت الأسبوع الماضي فـي خمس ولايات أميركية، تفوق المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون على منافسها اليساري بيرني ساندرز، لتصبح قاب قوسين أو أدنى من نيل ترشيح الحزب الديمقراطي لسباق الرئاسة الأميركية المقرر فـي الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر) القادم.
كلينتون تحتفل بمدينة فيلادلفيا بعد فوزها في خمس ولايات شرقية الثلاثاء الماضي.(رويترز) |
وفـيما تتضح الصورة على الجانب الديمقراطي من السباق الرئاسي مع اقتراب كلينتون من بلوغ عدد المندوبين المطلوبين لضمان فوزها فـي الانتخابات التمهيدية، فإن المنافسة على الجانب الجمهوري على الأرجح ستبقى مستمرة حتى الجولة الأخيرة من السباق يوم السابع من حزيران (يونيو) المقبل، حيث سيواصل المرشحان تيد كروز وجون كايسيك جهودهما لمنع ترامب من بلوغ عدد المندوبين المطلوب للفوز بتسمية الحزب، الذي تتمسك قيادته بمعارضة ترشيح ترامب حتى الرمق الأخير رغم تفوقه الشعبي الواضح على منافسيه. وحل دونالد ترامب فـي المرتبة الاولى فـي ماريلاند وبنسيلفانيا وديلاوير وكونيتيكت ورود آيلاند، محققا تقدما هائلا على خصميه سناتور تكساس وحاكم اوهايو، حيث تجاوز عتبة 50 بالمئة من الأصوات فـي أربع ولايات.
اما هيلاري كلينتون، ففازت بولايتي ماريلاند وبنسيلفانيا الكبيرتين وكونيتيكت وديلاوير، فـيما تقدمها سناتور فـيرمونت بيرني ساندرز فـي ولاية رود آيلاند الصغيرة.
ترامب واثق من الفوز
وقد شكلت نتائج الانتخابات الجمهورية فشلا ذريعا للهجوم المضاد الذي تشنه القيادات الجمهورية على دونالد ترامب.
وقال ترامب متحدثا فـي ردهة برج ترامب فـي نيويورك «اعتبر نفسي المرشح الطبيعي» للحزب الجمهوري، مضيفاً فـي تعليق على هزيمة خصميه «أنا الرابح. المسألة حسمت بالنسبة لي. لا يمكنهما الفوز». قال المرشح الجمهوري دونالد ترامب إن المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون «ما كانت لتحصل على 5 فـي المئة من الأصوات لو كانت رجلاً». وردت كلينتون بقولها إنْ كان النضال من أجل المرأة يُعدّ لعباً على «بطاقة المرأة»، فإنها ستستمر فـي ذلك.
المهم بالنسبة الى ترامب ليس أن يفوز فقط فـي الانتخابات التمهيدية المتبقية، بل أن يفرض نفسه بنسبة عالية جدا فـي عمليات الاقتراع العشر المتبقية، حتى يبلغ غالبية 1237 مندوباً ويفوز بشكل حتمي بالترشيح الجمهوري قبل مؤتمر الحزب فـي تموز (يوليو) فـي كليفلاند.
ومع صدور نتائج الأسبوع الماضي بلغ عدد المندوبين المنتخبين لصالح ترامب 987 مندوباً متقدماً بفارق كبير على أقرب منافسيه، كروز، 562 مندوباً.
وأمام ترامب امتحانان رئيسيان قبل مؤتمر الحزب، الأول فـي إنديانا (حيث تجري الانتخابات، الثلاثاء المقبل/57 مندوباً)، والثاني والأخير كاليفورنيا (فـي 7 حزيران/172 مندوباً) اللتين تعتبران من الولايات المهمة جداً لأنهما تمنحان المرشح الرابح كامل عدد المندوبين. الاستطلاعات أشارت إلى أن ترامب بدأ يكتسب تقدماً متواضعاً فـي الولايتين، بعدما كانت تظهره أكثر ضعفاً. وبحسب الاحتمالات، فـي حال فوزه فـي هاتين الولايتين سيحصل على ترشيح الحزب الجمهوري، أما إذا فاز فـي كاليفورنيا وخسر فـي إنديانا، فهذا يعني أن الأمر لن يُحسم قبل المؤتمر الحزبي فـي بنسلفانيا.
محاولات يائسة لإيقاف ترامب
ومع اقتراب انتخابات إنديانا، اتفق كروز وكايسيك، مطلع الأسبوع الماضي، على التعاون من أجل تعزيز فرصهما فـي وقف ترامب، من خلال تركيز جهودهما على الولايات التي تعتبر أكثر تأييدا لهما، وهي الخطوة التي وصفها ترامب بأنها علامة على يأس خصومه.
وقد وقّع خصما الملياردير النيويوركي اتفاقاً أشبه بـ«ميثاق عدم اعتداء» فـي انديانا، التي تصوّت فـي 3 أيّار (مايو) المقبل، وأوريغون (17 أيّار) ونيو مكسيكو (7 حزيران)، يتعهّد كايسيك بموجبه ترك المجال مفتوحاً لتيد كروز فـي انديانا، فـيما يُبادله كروز بالمثل فـي الولايتين الأخريَين المؤيّدتين له، واللتين تقدّمان عدداً مساوياً من المندوبين.
وردّ دونالد ترامب على الاتّفاق غير التقليدي بين غريميه، بالقول إنّ من المحزن تحالف مرشّحين جمهوريَّيْن فـي محاولة لهزيمته.
وفـي محاولة جديدة لاستعادة زمام المبادرة من أيدي المرشح الأوفر حظا دونالد ترامب، أعلن تيد كروز الأربعاء الماضي اختيار منافسته السابقة كارلي فـيورينا مرشحة لمنصب نائب الرئيس.
وقال كروز فـي انديانابوليس بولاية إنديانا «بعد تفكير متأن وكثير من الصلوات خلصت إلى أنه إذا ما تم اختياري مرشحا للانتخابات الرئاسية فإن كارلي فـيورينا ستشاركني فـي القائمة كمرشحة لمنصب نائبة الرئيس».
كلينتون قريبة من الهدف
أما هيلاري كلينتون، فحققت بعد فوزها فـي أربع ولايات، الثلاثاء الماضي تقدماً بات من شبه المستحيل على بيرني ساندرز التعويض عنه، إذ سيحتاج الفوز بحوالى 85 بالمئة من المندوبين المتبقين لتخطيها. وفـي خطاب ألقته فـي فـيلادلفـيا بولاية بنسيلفانيا، حيث يعقد الحزب الديمقراطي مؤتمره فـي تموز (يوليو) القادم، أظهرت كلينتون ثقة الفائزين لدى اعتلائها المنصة، وحرصت على مد يدها لناخبي ساندرز. وقالت «أهنّئ السناتور ساندرز وملايين انصاره، بفضلهم سنكسب التحدي حتى لا يعود هناك غموض مالي فـي السياسة، وللحد من التفاوتات».
وأضافت «سواء كنتم تؤيدون السناتور ساندرز أو تؤيدونني، فما يجمعنا أهم بكثير مما يقسمنا». وأكدت المرشحة وبجانبها زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون «بدلاً من أن ندعهم يعيدوننا الى الخلف، نريد دفع اميركا الى المستقبل».
وأقر ساندرز بأن فرصه باتت ضئيلة، لكنه تعهد بمواصلة السباق حتى النهاية.
وخرجت هيلاري كلينتون من انتخابات الثلاثاء الماضي بـ2165 مندوباً مقابل 1357 لساندرز، من أصل 2383 مندوباً هي الغالبية المطلوبة لكسب ترشيح الحزب.
Leave a Reply