ليبرمان: أميركا تواجه هجوما إرهابيا مطلع عام 9002 وماكين وحده قادر على مواجهته
واشنطن – مع بدء تركيز الحملة الجمهورية للرئاسة على الأمن والإرهاب شهد الأسبوع الماضي انطلاقة رحلة لم الشمل في الحزب الديمقراطي. وفي أول ظهور علني لهما معا منذ انتهاء الانتخابات التمهيدية، وقف المرشح الديموقراطي المفترض باراك أوباما، جنبا الى جنب مع منافسته السابقة هيلاري كلينتون في بلدة يونيتي (الوحدة) في ولاية نيوهامشير، بعد تسوية مالية قد تكون نقطة تحول تطوي صفحة العلاقة المتشنجة بينهما.
ورمزية هذا المكان ليست في الاسم فقط، بل هي بلدة صغيرة يسكن فيها حوالى 1700 نسمة وحصل فيها كل من أوباما وهيلاري على 107 من الاصوات بالتساوي في الانتخابات التمهيدية في نيوهامبشير في 8 كانون الثاني (يناير) الماضي.
بدأت هيلاري كلمتها بالقول «الوحدة ليست مكانا جميلا فقط بل إنها شعور جميل»، وتابعت أن رحلة الوحدة هذه «ستنتهي على أدراج الكابيتول هيل حين يحلف باراك أوباما يمين البيت الابيض».
وقالت السيدة الاولى سابقا «ليس سرا اننا خضنا حملة تمهيدية صعبة وحوارا حماسيا»، فضحك الجمهور حينها، وردت هيلاري من خارج النص «هذه كانت ألطف طريقة لأضعها في عبارة».
وتابعت سيناتور نيويورك ان أصواتها وأصوات أوباما تشكل «قوة لا يمكن إيقافها من أجل تغيير بوسعنا أن نؤمن به». وأضافت «أتعهد بدعمي للرئيس المقبل للولايات المتحدة باراك أوباما». كما حثت مناصريها على إعادة النظر بموقفهم إذا قرروا التصويت لمرشح الجمهوريين أو الامتناع عن التصويت بعد خسارتها.
من جهته، أشاد أوباما بسيناتور نيويورك قائلا «أتشرف بأن تقف الى جانبي اليوم كحليفتي وأعرف كم هي قوية وشغوفة ونحتاج اليها والى بيل كلينتون كحزب في الاشهر والسنوات المقبلة»، داعيا الى استراتيجية في العراق لا تعتمد على انخفاض معدلات العنف وارتفاعها أو على مدى تجاوب الحكومة العراقية.
ووصل المرشح الديموقراطي والسيدة الاولى سابقا سويا في الطائرة ذاتها الى نيوهامشير بعد اجتماع في فندق «مايفلاور» حيث وافق أوباما على مساعدة هيلاري على تسديد ديون حملتها، لا ديونها الخاصة، التي تصل الى عشرة ملايين دولار. وسيدفع لهذه الغاية كل من أوباما وزوجته ميشيل مبلغا قدره 2300 دولار وهو الحد الاقصى لأي تبرع انتخابي، كما سيطلب أوباما من متبرعيه الكبار المساهمة في إنهاء عجز ميزانيتها.
في المقابل، عرّفت هيلاري أوباما على حوالى 200 من أبرز المتبرعين لحملتها من أجل إقناعهم بالتخلي عن ترددهم وبدء دعم أوباما ماليا. وقالت خلال الاجتماع لمناصريها «الديموقراطيون عائلة ولدينا فرصة الآن ان نظهر فعليا وبوضوح اننا نعرف ما هو على المحك من أجل استعادة البيت الابيض».
ورد أوباما بالتنويه بهيلاري قائلا «السيناتور كلينتون وأنا نتوافق بصميمنا على ان هذا البلد يحتاج الى تغيير».
وحين سأل أحد الحضور أوباما اذا ما سيختار هيلاري لمنصب نائب الرئيس، اقتربت كلينتون وهمست له شيئا ما وقرر حينها عدم الرد على السؤال.
وواجه المرشح الديموقراطي أسئلة صعبة خلال الاجتماع تدل على عدم تجاوز الكثير من مناصريها ما جرى في مواجهة الانتخابات التمهيدية. والاشارة النهائية لوحدة الحزب يجب أن تأتي من الرئيس الاسبق بيل كلينتون الذي لم يتجاوز بعد ما يعتبره محاولة حملة أوباما تصويره على انه عنصري في مواقفه. والامتعاض لدى مناصري حملة كلينتون أن أوباما يعتقد أن بوسعه الفوز من دون دعمهم، لا سيما أن هيلاري تفقد مع الوقت الكثير من أوراقها بما ان الحاجة الى تسديد ديونها يضعف تأثيرها على أوباما. وبعدما أظهرت استطلاعات للرأي مؤخرا أن سيناتور ايلينوي حصل على غالبية حصتها من الصوت النسائي، إضافة الى تقدمه على منافسه الجمهوري جون ماكين في ولايات حاسمة، مثل كولورادو وميتشغان ومينيسوتا وويسكونسن وفلوريدا.
ويقود الوساطة بين هيلاري وأوباما المحامي روبرت بارنيت، والتسوية واضحة: تريد ماله ويريد دعمها، والباقي تفاصيل مثل دور كل من بيل وهيلاري في مؤتمر الحزب العام في نهاية شهر آب المقبل. كما تجري محادثات لضم أبرز مستشاري هيلاري الى حملة أوباما، وهي نيرا تاندن.
بيل كلينتون
كما وأعلنت حملة المرشحة الديموقراطية السابقة هيلاري كلينتون، انه من المتوقع أن يلتقي الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون بالمرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية باراك أوباما، في وقت حاول مؤيدو المرشح الجمهوري جون ماكين التشكيك بقدرة المرشح الديمقراطي على التعامل مع حدث ارهابي في الولايات المتحدة، قد يقع في اوائل العام 2009.
ونقلت شبكة «سي ان ان» عن رئيس حملة كلينتون تيري ماك أوليف، قوله إن الرئيس السابق غاضب من التقارير الإعلامية الأخيرة التي أشارت إلى أنه يكن ضغينة لأوباما نتيجة الحملة الانتخابية التمهيدية «المؤذية والجارحة» في بعض الأحيان، وأنه لم يخطط لدعمه فعلياً في الانتخابات الرئاسية.
وقال ماك أوليف ان الرئيس السابق آثر الانتظار حتى الانتهاء من الظهور الأول لزوجته مع أوباما، الأسبوع الماضي، قبل أن يبادر إلى الاتصال به ولقائه، لأنه لم يكن يرغب في تشتيت التركيز عن اللقاء الأول لعضوي مجلس الشيوخ بعد انتهاء معركة الانتخابات التمهيدية. وأضاف «عندما سيتحادث الرئيس كلينتون وباراك أوباما، الموضوع سيكون نبأ إعلامياً كبيراً».
من جهته، أشاد مرشح الديموقراطيين للرئاسة في العام 2004 السيناتور جون كيري، بدعم اوباما لإسرائيل. واضاف كيري المتواجد في اسرائيل والذي يقوم بجولة في المنطقة قادته الى السعودية وستقوده الى مصر، ان سيناتور ايلينوي يملك تفهما عميقا للتاريخ اليهودي، معتبرا ان اوباما «مؤيد 100 بالمئة لإسرائيل».
هجوم إرهابي!
في هذا الوقت، توقع السيناتور المستقل جو ليبرمان أن تتعرض الولايات المتحدة إلى هجوم إرهابي أوائل العام 2009، مشيراً إلى ذلك كسبب رئيسي يجعله يؤيد وصول مرشح ماكين إلى البيت الأبيض، وذلك بعدما انتقد الجنرال المتقاعد ويسلي كلارك، ماكين، معتبراً أن القتال في فيتنام لا يؤهله ليكون رئيساً.
وقال ليبرمان في برنامج «واجه الأمة»، ان التاريخ يظهر ان الولايات المتحدة ستواجه على الأرجح هجوماً إرهابياً في العام 2009. وأوضح «أعداؤنا سيختبرون الرئيس الجديد باكراً… تذكروا انفجار الشاحنة في مركز التجارة العالمي (في أوكلاهوما العام 1993) خلال السنة الأولى من عهد بيل كلينتون». وأضاف «هجمات 11 أيلول حصلت في السنة الأولى من عهد إدارة جورج بوش».
ورأى ليبرمان ان ذلك من الأسباب التي تجعله يعتقد أن ماكين سيكون أكثر جهوزية لمواجهة هذا الاحتمال من باراك أوباما، معتبراً أن المرشح الجمهوري أكثر استعداداً ليكون القائد الأعلى للقوات المسلحة من منافسه. وأضاف «ماكين يعرف العالم.. لقد جرِّب. وهو جاهز كي يحمي أمن الشعب الأميركي».
غير ان ويسلي كلارك الذي يدعم أوباما حالياً، قال في إطار الحلقة التلفزيونية ذاتها تعليقاً على خبرات ماكين العسكرية في فيتنام «حسناً، لا أعتقد أن التحليق بطائرة مقاتلة وتعرضك للإسقاط هو مؤهل كي تصبح رئيساً». وأوضح «أعتقد أن تكون الرئيس يعني أن تمتلك الحكم الصحيح. إنه يتعلق بقدرتك على التواصل. وما يظهره باراك أوباما هو مهارات اتصال ذات صدقية».
وأضاف كلارك «نحتاج لأن نوقف الكلام بشأن السياسات القديمة عن اليسار واليمين، ونحتاج لأن نتحد وندفع البلاد قدماً. وأعتقد أن هذا ما سيفعله باراك أوباما». ورأى أن ماكين لا يملك القدرة على صناعة سياسات الأمن القومي التي تتطلب «ادراك المخاطر.. ومعرفة حجم أعدائنا وتحمل مسؤولية المحاسبة».
Leave a Reply