كلينتون: نرحب بالحوار مع ايران .. ومتمسكون بشروطنا
هل تتخلى واشنطن عن مطالبتها طهران بوقف التخصيب؟
واشنطن، طهران – اعلنت الولايات المتحدة، على لسان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، ترحيبها بالحوار مع ايران الا انها تقول انها لن تتخلى عن أي شروطها السابقة أو تضيف شروطا جديدة حيال تسوية لازمة البرنامج النووي الايراني.
وقالت كلينتون “نحن نرحب بالحوار. لقد قلنا دائما اننا نتطلع الى حوار مع ايران لكننا لم نر اي شيء يمكن ان يرتقي الى اي نوع من المقترحات على الاطلاق”.
وتأتي هذه التصريحات في اعقاب اعلان ايران عزمها تقديم عرض لتسوية النزاع حول برنامجها النووي، وفي وقت كشفت فيه صحيفة “نيويورك تايمز” عن تحولٍ نوعيٍ في واشنطن نقلاً عن دبلوماسيين أميركيين وأوروبيين ينص على أن الولايات المتحدة على استعداد لإلغاء مطالبها بإغلاق إيران “على الفور” منشآتها النووية ووقف عملية تخصيب اليورانيوم “في المراحل الأولى” للمحادثات بشأن برنامج طهران النووي.
وقالت كلينتون ان منسق السياسات الخارجية للاتحاد الاوروبي خافير سولانا لم يتلق ردا الى الان على الدعوة التي قدمت لايران للتوصل الى حل دبلوماسي لازمتها النووية.
واكدت على ان الولايات المتحدة لم تسقط شرط وقف ايران تخصيب اليورانيوم قبل الانخراط في مباحثات معها.
وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدى نجاد قال الأربعاء الماضي لقد أعددنا حزمة يمكن أن تكون أساسا لحل مشكلة إيران النووية”. وأضاف في خطاب متلفز بث خلال زيارته لمحافظة كرمان، جنوب شرقي البلاد، “إن الحزمة ستقدم للغرب قريبا”. ولم تتكشف على الفور تفاصيل الحزمة الإيرانية.
ونقلت وكالة مهر الإيرانية للأنباء عن أحمدي نجاد قوله إن “الحزمة المرتقبة تتضمن السلام والعدالة في جميع العالم، واحترام حقوق جميع الشعوب، ومشاركة جميع الشعوب في القضايا العالمية”. وأشارت وكالة الأنباء الإيرانية إلى قول الرئيس الإيراني إن العرض يتضمن مقترحات للمساعدة في حل الأزمات الدولية.
غير أن الرئيس الإيراني قال إن إيران لن تسمح للولايات المتحدة وحلفائها بفرض إرادتهم على طهران.
من ناحية أخرى، نقل عن دبلوماسيين من الدول الكبرى المشاركة في جهود تسوية ملف إيران النووي قولهم إن هذه الدول تخطط الآن للتباحث حول “استراتيجيات جديدة” لوقف ما توصف بطموحاتها النووية. وأكدت الولايات المتحدة أن هدفها النهائي المتمثل في وقف برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم لم يتغير. ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن دبلوماسيين من ثلاث دول كبرى، لم تسمها، ان الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين تعتزم مراجعة استراتيجيات التواصل مع إيران حول برنامجها النووي.
ونقلت الوكالة عن أحد المسؤولين الغربيين قوله إن “الاستراتيجية الجديدة” قد تتضمن السماح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم بالمستويات الحالية لفترة محددة يتفق عليها. غير أن روبرت غيبس المتحدث باسم البيت الأبيض وصف التقارير التي تحدثت عن تراجع الدول الكبرى عن مطلب وقف التخصيب كشرط للتحاور مع إيران بأنها غير دقيقة.
واشنطن تنفي بشكل مبهم
نبأ لـ”نيويورك تايمز”
وفي سياق آخر، رأى الناطق باسم البيت الابيض روبرت غيبس، ان صحيفة “نيويورك تايمز” لم تتحر الدقة عندما نشرت ان الولايات المتحدة وحلفاءها الاوروبيين قد يتراجعون عن مطالبتهم بوقف تخصيب اليورانيوم شرطاً للتحاور مع ايران، مؤكداً ان الهدف يبقى دفع ايران الى تعليق نشاطاتها الحساسة.
لكن تصريح غيبس جاء مبهماً ولم يحدد أي جزء من المقال غير دقيق. وأوردت الصحيفة ان ديبلوماسيين اميركيين واوروبيين درسوا امكان السماح لايران بمواصلة برنامج التخصيب في موازاة اجراء مفاوضات.
وأفادت الصحيفة الأميركية أن الدبلوماسيين “درسوا إمكانية السماح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم لفترة معينة فيما تستمر المفاوضات من جهة أخرى”، وهو ما يشكل تغييراً كبيراً في المقاربة التي تعتمدها واشنطن حتى الآن، مشيرةً إلى أن الدول الكبرى اتفقت على أن الإصرار على وقف تخصيب اليورانيوم “لن ينفع”.
وذكرت المصادر أن واشنطن “تعلم من خلال تجربتها على أن الإيرانيين لن يقتنعوا بالأمر، في وقتٍ كانت فيه إدارة الرئيس السابق جورج بوش تصر على أن تعلق طهران تخصيب اليورانيوم قبل بدء المحادثات.
ونوهت إلى أن المناقشات “ما زالت قيد الدراسة”، لافتةً إلى أنه “لا يزال هناك بحث لاقتراح مبدئي بهذا الصدد يعرض على إيران”. وأكدت الصحيفة الأميركية في الوقت ذاته أن المقاربة الجديدة جاءت خلال زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الأخيرة إلى أوروبا، معتبرةً، بحسب الدبلوماسيين، أن أي سياسة أميركية جديدة سوف تطلب في نهاية الأمر من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تعليق تخصيب اليورانيوم.
Leave a Reply