صخر نصر
عاتبني بعض الأصدقاء هنا وآخرون من وراء البحار حول الزاوية التي نشرتها الأسبوع الماضي بشأن شارع «وارن» والإهمال الذي يلحق به وكان أكثر العتب من صديق قال من خلف البحار ألا يوجد ممثل عن الجالية فـي بلدية ديربورن لاسيما وانك ذكرت أن غالبية سكانها من العرب وراح يتحدث عن ضرورة تكاتف أبناء الجالية ليقوى بعضهم ببعض، وإيجاد ما يجمعهم ويشد من أزرهم ويوحد كلمتهم، ويوحد مواقفهم ويدافع عن قضاياهم.
الحقيقة هزني الموقف والذي وجدت فـيه مطلبا للسكان العرب وضرورة أن تكون لهم الكلمة الفصل خاصة فـيما يتعلق بقضايا الجالية بدءاً من أبسط الخدمات وانتهاء بإختيار ممثليها فـي المجالس التشريعية والتنفـيذية.
والحق يقال إن ما قامت به «الأيباك» فـي أسبوع الانتخابات كان لافتا للنظر وجدير بالدراسة والتطوير فالنتائج التي تمخضت عنها الانتخابات يجب أن تدرس بامعان سواء أكانت ناجحة لتعزيز النجاح وتكريسه والبحث عن نقاط الخلل لمعالجتها لتكون النتائج أكثر ايجابية فـي المرات المقبلة، أم كانت سلبية وعندها يجب التوقف مليا والبحث عن أسباب عدم نجاح تجربة «أيباك» وتدارك هذه الأسباب بموضوعية وعلمية بعيدا عن العواطف فـي المستقبل.
وربما يقول قائل إن وضع الجالية يعكس الواقع العربي بتشرذمه وتفتته، وإلى طبيعة العرب وعدم امكانية جمعهم ولو فـي بوتقة مدنية لتحسين واقعهم، وإن ايجاد من ينطق باسمهم ويدافع عن قضاياهم ومشاكلهم التي نسمع عنها وبشكل يومي كجماعات وافراد أمر فـي غاية الضرورة والأهمية فالذين يمثلون الجالية أكثر من أبناء الجالية أنفسهم «حكماء الجالية، الوجهاء، رجال الدين، السياسيون، المثقفون، الأدباء، الشعراء، الإعلاميون، الأطباء، المهندسون، المحامون، أصحاب رأس المال، رجال الأعمال، المنظمات …….» كلهم يدعون تمثيل الجالية ومع ذلك كل يعمل لوحده دون الآخرين، ولعلي حزين مما سمعت قبل أيام بصوت نشاز وعلى مبدأ خالف تعرف، يتساءل: من نصب هؤلاء قيمين على الجالية ؟ وأحسب أني أعرف ما كان يرمي إليه صاحب هذا الصوت فلا أحد على ما يبدو دعاه إلى أية فعالية ولم يتصل به أحد فأراد أن يشوش على الذين يعملون.
إن اللقاء الذي أقامته «أيباك» مؤخراً والذي حضره كبار الشخصيات فـي ميشيغن دليل أكيد على سعيها الدؤوب لتوحيد كلمة الجالية وترسيخ دعائمها لتكون قدوة فـي العمل المشترك فـي الولايات الأخرى.
كل أبناء الجالية مهمون ومدعوون للعمل، كلهم بلا استثناء، بدءا من الطفل الصغير، وانتهاء بمن يتبوأ أعلى المراتب، فلا أحد على الهامش، ولا يستطيع أحد أن يحل مكان أحد، فإن اجتمعنا لما هو خير للبلد الذي نعيش على أراضيه نكون قد نجحنا، ونكون قدوة لغيرنا فـي النجاح أيا كان مجال عملنا، وبالنجاح والتميزنكسب ثقة الآخرين واحترامهم ونحقق آمالنا وطموحاتنا، وإلا بقينا كل يغني على ليلاه.
Leave a Reply