نيويورك – مع ظهور أو حالة وفاة في الولايات المتحدة جراء انفلونزا “أتش١ أن١” المعروفة باسم “انفلونزا الخنازير” الأسبوع الماضي، شرعت السطات الفدرالية الأميركية بالتعاون مع شركات صنع اللقاحات بالتحضير لإمكانية بروز الحاجة للقاح جديد للسيطرة على تفشي هذا المرض، وبناء على طلب محتمل من قبل السلطات للبدء بإنتاج هذا اللقاح.
وقال المدير بالوكالة لـ”مراكز مراقبة ومنع الأمراض” (سي دي سي) الدكتور ريتشارد بيسّر إن الوكالة بدأت في زراعة بذرة الفيروس الضروري للقاح “أنفلونزا الخنازير” علماً أن اللقاح ضد الأنفلونزا الموسمية الحالية لن يكون فعالاً في علاج انفلونزا الخنزير.وقال بيسّر: “إننا نتقدم بسرعة بحيث إذا تم تم اتخاذ قرار بالحاجة إلى رفع مستوى الإنتاج لصناعة ذلك اللقاح، فسنكون مستعدين للمباشرة في هذه العملية دون إبطاء”.لكن الخبراء يقولون إنه حتى لو طلب مركز السيطرة على الأمراض الشروع في صنع اللقاح اليوم، فإن العملية قد تستغرق ما بين أربعة إلى ستة شهور قبل أن تكون أول كمية منه جاهزة للاستخدام. ويوضح الخبراء أن السبب في ذلك يعود إلى حقيقة أن إنتاج لقاحات الانفلونزا (سواء أكانت انفلونزا الخنازير أو الانفلونزا الموسمية) هو عملية مستهلكة للوقت وتتطلب من صناع اللقاحات تربية “نسخ” عن فيروس الأنفلونزا في بيض الدجاج، ليصار بعدها الى تنقيتها لتصبح صالحة للحقن في أجساد المرضى.وتقول دونا كاري الناطقة باسم شركة “سانوفي باستور” التي تصنع حالياً ٥٠ مليون جرعة من لقاحات الأنفلونزا الموسمية للاستخدام في الولايات المتحدة إنه سيكون علينا التحول من مشاريع صناعة اللقاحات الأخرى إلى صناعة لقاح انفلونزا الخنازير. وتضيف كاري: لدينا مصنعان لكل منهما قابلية إنتاج ما تتطلبه السوق الأميركية من لقاحات للأنفلونزا الموسمية و”لأنفلونزا الخنازير”.وتوضح كاري “إن التاريخ يعلمنا مع ذلك، ان العملية لن تكون سهلة”. فالمرة الأخيرة التي أوصت فيها الحكومة الأميركية بإنتاج لقاح على النطاق الأميركي، مضاد لما كان يشتبه بأنه انفلونزا الخنازير في العام ١٩٧٦، تمت بنتائج أقل من ناجحة في أفضل تقدير. فقد طلب الرئيس الأميركي آنذاك جيرالد فورد إنتاج سريع للقاح المضاد وجرى توزيعه على ٤٥ مليون أميركي وبلغت تكلفته ١٣٥ مليون دولار. غير أنه في غضون أسابيع بدأت عوارض مرض “غوايان باريه” بالظهور على بعض الملقحين وهو مرض اضطراب جهاز المناعة الذي قد ينجم عن اللقاح. ويقدر خبراء أن مخاطر هذا المرض لدى الملقحين تفوق بسبعة أضعاف مخاطرها لدى من لم يلجأوا إلى اللقاح وقد جرى إنهاء العمل ببرنامج التلقيح بعد تسعة أشهر بعدما دفعت الحكومة الأميركية تعويضات بقيمة ٩٠ مليون دولار للمتضررين من اللقاح.غير أن الكثير من الأمور تغير منذ العام ١٩٧٦ ومنح التقدم على صعيد علم الجينات الباحثين سبلاً جديدة في تطوير اللقاحات.فعلى سبيل المثال، عوضاً عن استخدام الفيروس بأكمله أو الجرثومة لأجل استشارة جهاز المناعة البشري، تعتمد الاستراتيجيات الجديدة على “نتف جينية” مستخرجة من الجرثومة المعدية، والتي يمكنها استثارة المناعة دون مخاطر حدوث الالتهابات. ويعمل الباحثون في شركة في شركة نوفا فاكس على …استخدام جزئيات المناعة ضد الأنفلونزا. وباستخدام هذه الطريقة يمكن وضع لقاح فيروس “أتش١ أن١” (انفلونزا الخنزير) على سكة الإنتاج في فترة ما بين ١٠ و١٢ أسبوعاً، مقارنة بفترة الأربعة إلى الستة أشهر المعتادة في هذه الحالات. وقال رئيس الشركة راهول سنكفي “إننا صنعنا لقاحات ضد مجموعة من الفيروسات وقمنا بتجريبها على البشر وحصلنا على استجابات مناعية قوية ومميزة”.مقتبس عن الصفحة العلمية فـي مجلة “تايم”ترجمة عدنان بيضون
Leave a Reply