أوتاوا
بعد 16 شهراً من إغلاق الحدود البرية بين الولايات المتحدة وكندا بوجه حركة السفر غير الضرورية، أعلنت الحكومة الكندية الأسبوع الماضي عن اعتزامها إعادة فتح الحدود مع الجارة الجنوبية أمام جميع المسافرين وذلك ابتداء من 9 آب (أغسطس) القادم، لكن بشرط حصولهم على لقاح «كوفيد–19» أولاً.
ومع تزايد المخاوف بشأن انتشار متحور «دلتا»، حرصت كندا على اعتماد العديد من الإجراءات الوقائية للسماح للمسافرين العاديين بدخول أراضيها عبر المنافذ البرية مع الولايات المتحدة التي ستواصل بدورها فرض قيود الوباء بوجه حركة السفر غير الضرورية لغاية 21 أغسطس القادم.
الشروط الجديدة
وتشمل الشروط الكندية الجديدة، أن يكون المسافر محصناً بالكامل ضد فيروس «كوفيد–19» وقد تلقى جرعته الأخيرة قبل 14 يوماً من دخول كندا.
وستطلب السلطات الكندية عند الحدود دليلاً على التطعيم، وأي شخص يقدم وثائق مزيفة قد يواجه السجن وغرامة تصل إلى 750 ألف دولار.
كذلك يجب على المسافرين الخضوع لاختبار كورونا خلال فترة لا تتعدى 72 ساعة قبل زيارة كندا. ويتعين عليهم، عند الحدود، إبراز الوثائق التي تؤكد خضوعهم للفحص وأن النتيجة سلبية.
ولمزيد من المعلومات حول الاختبارات المقبولة والوثائق المطلوبة، يمكن زيارة الرابط التالي: bit.ly/3BqRuAY
كما يجب على زوار كندا بعد 9 أغسطس، ملء نموذج عبر الإنترنت قبل وصولهم إلى الحدود، وذلك باستخدام منصة ArriveCAN الحكومية التي يمكن الوصول إليها عبر الإنترنت أو التطبيق الهاتفي. ويمكن استعمال هذا التطبيق أيضاً لتحميل الوثائق المطلوبة مثل وثيقة التطعيم ونتيجة اختبار كورونا، مع الاحتفاظ بالنسخ الورقية لإظهارها عند دخول الأراضي الكندية.
وبالإضافة إلى ما سبق، تطلب الحكومة الكندية من المسافرين أيضاً، وضع خطة حجر صحي تحسباً لإصابتهم بالفيروس أثناء تواجدهم في كندا، علماً بأن الخطة تشترط أيضاً عدم السماح للأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض المرض، بعبور الحدود.
في الوقت الحالي، تنطبق هذه الخطة فقط على مواطني الولايات المتحدة والمقيمين الدائمين فيها. وتقول حكومة أوتاوا إنها تخطط لإعادة فتح حدودها البرية أمام المسافرين من الدول الأخرى اعتباراً من 7 أيلول (سبتمبر) القادم.
وسيحتاج المسافرون إلى الحصول على تطعيمات كاملة من أحد اللقاحات المعتمدة من الحكومة الكندية، وهي «فايزر» و«موديرنا» و«أسترازينيكا» و«جونسون آند جونسون».
وقالت وكالة الصحة العامة الكندية في بيان إن الأطفال الأميركيين الذين تقل أعمارهم عن 12 عاماً والذين لم يتم تطعيمهم، سيسمح لهم بالدخول أيضاً طالما أنهم برفقة أحد والديهم، أو ولي أمرهم المحصن بالكامل.
وحذر البيان من أن الحدود يمكن أن تغلق مرة أخرى، في أية لحظة، إذا سارت الأوضاع إلى الأسوأ، مضيفاً أن «الإجراءات الحدودية تظل عرضة للتغيير مع تطور الوضع الوبائي»، وأضافت: «بينما نبدأ في الترحيب بالمسافرين المطعمين بالكامل من الولايات المتحدة، ستواصل حكومة كندا مراقبة الوضع وتقديم نصائح سفر محدثة للكنديين».
خلال الوباء
ودأبت الحكومتان الأميركية والكندية على تمديد إغلاق الحدود، شهرياً، منذ بداية تفشي الوباء في ربيع 2020، مع استثناء حركة نقل البضائع وفئات محددة من العمال الأساسيين، مثل العاملين في المجال الصحي، إضافة إلى الأشخاص الذين يحصلون على إذن خاص للعبور.
وتعتبر الحدود الأميركية–الكندية الممتدة لمسافة 8,900 كيلومتر، أطول وأنشط حدود دولية بين بلدين في العالم، حيث ترسل كندا عبرها 75 بالمئة من صادراتها إلى الولايات المتحدة، بينما يذهب حوالي 18 بالمئة من الصادرات الأميركية إلى كندا التي تعوّل بشكل أساسي على السلع الغذائية المستوردة من الولايات المتحدة.
ويُعدّ معبر ديترويت–ويندزر الدولي الذي يشمل جسراً ونفقاً مائياً، إضافة إلى جسر جديد قيد الإنشاء، أهم معبر تجاري بين البلدين.
وقبل انتشار وباء كورونا، كانت بضائع بقيمة 1.7 مليار دولار تعبر الحدود الأميركية–الكندية يومياً، فيما كان يقدر عدد المسافرين عبر الحدود بأكثر من 400 ألف شخص يومياً.
وتظهر إحصاءات الحكومة الكندية أن تدفق الشاحنات التجارية المحملة بمختلف السلع، استمر بزخم خلال فترة الوباء متجاوزاً الأرقام المسجلة قبل الجائحة الصحية. غير أن حركة السفر السياحية عبر الحدود كانت شبه معدومة خلال الأشهر الـ16 الماضية.
Leave a Reply