ميشيغن خالية من الفيروس والولايات المتحدة تتأهب للأسوأ .. والسعودية تعلّق الدخول إلى الأماكن المقدسة
ديترويت – على الرغم من إعلان منظمة الصحة العالمية –الخميس الماضي– بأن تفشي فيروس كورونا قد وصل إلى «مرحلة حاسمة» وأن هناك «احتمال لتفشي الفيروس بصورة وبائية»، بعد انتشاره في أكثر من 46 بلداً حول العالم، لا تزال ولاية ميشيغن حتى الآن خالية رسمياً من أية إصابات بالفيروس الفتاك، بالرغم من أن مطار ديترويت الدولي لايزال مستمراً باستقبال المسافرين القادمين من الصين، إلى جانب 12 مطاراً آخر في الولايات المتحدة.
ويوم الخميس الماضي، أفادت السلطات الحكومية في ولاية ميشيغن بأنها طالبت، منذ 31 كانون الثاني (يناير) الماضي، 357 شخصاً بالحجر الصحي على أنفسهم لمدة 14 يوماً، عقب وصولهم من الصين، حيث تستمر فترة حضانة الفيروس –ما بين الإصابة وظهور الأعراض– لحوالي 14 يوماً.
ووفقاً لدائرة الصحة والخدمات الإنسانية بولاية ميشيغن، فإن جميع هؤلاء الأشخاص كانوا مسافرين ولم تظهر عليهم أية علامات للإصابة عند دخولهم إلى الولايات المتحدة.
وجاء هذا الإعلان، في الوقت الذي تتحضر فيه حاكمة ميشيغن غريتشن ويتمر لعقد مؤتمر صحفي، يوم الجمعة (مع صدور هذا العدد)، لإطلاع الميشيغندريين على خطط الولاية لمواجهة خطر تفشي الفيروس.
قال تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية،، إنه سيكون «خطأ قاتلاً» أن تفترض أي دولة أنها لن تتعرض للفيروس الجديد، وإن الدول الغنية التي ربما كانت تعتقد أنها أكثر أمانا يجب أن تتوقع مفاجآت.
وقال مسؤولون صحيون إن بإمكان سكان ميشيغن إجراء فحوصات طبية في مختبرات الولاية بمدينة لانسنغ، وإن نتائج الاختبارات يمكن أن تظهر بعد أربع ساعات. وأكد مسؤولون صحيون فدراليون أن ميشيغن لديها الآن القدرة على اختبار قرابة 150 شخصاً باستخدام أدوات تلقتها الولاية –في 8 شباط (فبراير) الماضي– من «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» (سي دي سي).
وحتى يوم الأربعاء الماضي، كان قد تم الإبلاغ عن 60 حالة في الولايات المتحدة، ما دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تعيين نائبه مايك بنس، منسقاً لجهود الحكومة الأميركية في مواجهة الفيروس الذي يثير الهلع حول العالم متسبباً بانهيار حاد في أسواق البورصة العالمية.
وأشار ترامب وبنس في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض إلى أن مخاطر تفشي الفيروس بشكل وبائي في الولايات المتحدة ما تزال منخفضة للغاية.
ورصدت السلطات الصحية الأميركية حالة إصابة غير مسبوقة بفيروس كورونا، ما أثار الذعر بين المواطنين وبين مسؤولي الصحة أيضاً. وأكدت «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» انتقال العدوى لشخص في ولاية كاليفورنيا من دون أن يحتك بشخص مصاب، في حادثة هي الأولى من نوعها في الولايات المتحدة.
وفي الآونة الأخيرة، كثفت حكومات العالم إجراءاتها لمحاربة خطر انتشار فيروس كورونا، نتيجة تسارع تسجيل وفيات وإصابات جديدة في الكثير من دول المعمورة؛ إذ فاق عدد الإصابات اليومية المسجلة بباقي دول العالم تلك المسجلة في الصين، وذلك لأول مرة منذ اندلاع أزمة كورونا في الصين في كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
وذكرت منظمة الصحة العالمية –الخميس الماضي– أن معظم الحالات الجديدة للإصابة بفيروس كورونا في الساعات الـ 24 الماضية تم تسجيلها خارج الصين لأول مرة، ووصفت المنظمة ذلك بأنه «تطور كبير» في ظل تسارع الكشف عن إصابات ووفيات في العديد من دول العالم بمختلف القارات.
وتفيد آخر الإحصاءات أن نحو ثلاثة آلاف شخص فارقوا الحياة جراء الفيروس، أغلبهم في الصين، كما أصيب أكثر من ثمانين ألفاً، وفي حين تراجعت الإصابات اليومية في الصين إلى أدنى مستوياتها الأسبوع الماضي، سجل «كورونا» انتشاراً متسارعاً في إيطاليا وإيران وكوريا الجنوبية.
وأصبحت كوريا الجنوبية الثانية عالمياً بعد الصين في عدد الإصابات، وأعلنت قيادة الجيشين الكوري الجنوبي والأميركي تأجيل مناورات مشتركة وشيكة إلى موعد آخر مخافة انتشار المرض.
وكان الجيش الأميركي أعلن قبل يومين أول حالة إصابة بالفيروس في صفوفه، وهي لجندي في معسكر كارول على بعد نحو عشرين كيلومتراً من مدينة دايغو في كوريا الجنوبية.
وقال رئيس برنامج الطوارئ التابع لمنظمة الصحة العالمية إن إيران التي سجلت حتى الآن أكبر عدد من الوفيات خارج الصين قد تشهد انتشاراً للفيروس أسوأ مما هو عليه الحال حتى الآن.
وعللت إيران تأخرها في الكشف المبكر عن الإصابات بفيروس كورونا (كوفيد–19) في مدينة قم (بؤرة انتشار المرض في البلاد)؛ بالعقوبات الأميركية التي حالت دون استيراد كواشف مخبرية ومستلزمات طبية أخرى لتشخيص المرض.
وأفادت وكالة الأنباء السعودية –الخميس الماضي– بأن السلطات السعودية علقت الدخول إلى أراضيها لأغراض العمرة وزيارة المسجد النبوي مؤقتاً، ضمن إجراءات منع وصول فيروس كورونا. وأضافت الوكالة أن السعودية قررت كذلك تعليق الدخول إلى أراضيها بالتأشيرات السياحية للقادمين من دول يشكل انتشار فيروس كورونا منها خطراً محدقاً، مؤكدة أن هذه الإجراءات مؤقتة، وتخضع للتقييم المستمر من قبل الجهات المختصة.
ولغاية 26 فبراير، وصل فيروس كورونا إلى ثمان دول عربية، ليرتفع عدد الإصابات المؤكدة فيها إلى 85، معظمها في البحرين والكويت والإمارات العربية المتحدة.
وبحسب بيانات رسمية لوزارات الصحة في البلدان ذات الصلة، فقد بلغ عدد الإصابات بالفيروس في البحرين 33 حالة، وفي الكويت 26، وفي الإمارات العربية المتحدة 13، والعراق 5، وعُمان 4، ولبنان 2، وحالة واحدة في كل من مصر والجزائر.
Leave a Reply