ديترويت
يواصل وباء كورونا حصد الأرواح بوتيرة قياسية في ولاية ميشيغن، وسط مخاوف من اشتداد الجائحة بعد اكتشاف إصابات بمتحور «أوميكرون» الأسرع انتشاراً، في الوقت الذي تعاني فيه مستشفيات الولاية من ازدحام غير مسبوق.
وسجل يوم الأربعاء الماضي اكتشاف إصابتين جديدتين بمتحور «أوميكرون» في مقاطعة جينيسي ليرتفع إجمالي إصابات السلالة الجديدة في ميشيغن إلى ثلاث إصابات، بعد رصد الحالة الأولى في مقاطعة كنت بغرب الولاية.
وعلى الرغم من أن الإصابات بمتغير «أوميكرون» تشكل حالياً حوالي 3 بالمئة فقط من مجمل الإصابات بفيروس كورونا في الولايات المتحدة، إلا أن البيانات الأولية «تشير إلى متغير أوميكرون أكثر قابلية للعدوى من متغير دلتا، حيث يمكن انتقاله في غضون يومين فقط من الإصابة»، بحسب الدكتورة روشيل والينسكي، مديرة «المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها» (سي دي سي).
وعند هذا المستوى من النمو، يمكن أن يصبح متغير «أوميكرون» هو السلالة المهيمنة للفيروس في الولايات المتحدة بحلول العام الجديد. وفي هذا السياق، أعرب المسؤول في مستشفيات «هنري فورد»، الدكتور دينيس كانينغهام، عن اعتقاده بأن «أوميكرون سيصبح المتحور السائد بحلول أوائل كانون الثاني (يناير) 2022».
وأشارت والينسكي إلى أن الانتشار السريع لمتغير أوميكرون يعني أنه من الضروري أن يحصل الجميع على اللقاح، وأن يقوم المطعمون بتعزيز لقاحاتهم بجرعة إضافية، إذا كانوا مؤهلين لذلك. وقالت: «نظراً لارتفاع قابلية انتقال متغير أوميكرون، فهذا يعني أيضاً الاستمرار في توخي الحذر والحرص على ارتداء الكمامات في الأماكن المغلقة أو الأماكن المزدحمة».
وتشهد جميع المقاطعات بميشيغن معدلات انتقال عالية، وفقاً لبيانات «سي دي سي» التي تفيد بأن الولاية لاتزال أسوأ المناطق الساخنة لوباء كورونا في عموم البلاد، حيث يبلغ معدل الإصابات خلال الأسبوع الأخير أكثر من 502 إصابة لكل مئة ألف نسمة.
ويشعر قادة مستشفيات الولاية بالقلق الشديد من جراء ظهور «أوميكرون»، كونهم يواجهون –بالفعل– ارتفاعاً قياسياً في إشغال المستشفيات بمرضى كورونا والمرضى الاعتياديين على حد سواء.
ويوم الأربعاء الماضي، بلغ عدد مرضى كورونا في مستشفيات ميشيغن 4,404 مرضى من البالغين والأطفال، بينهم 640 مريضاً على أجهزة التنفس الاصطناعي.
وقال كبير مسؤولي التشغيل ورئيس عمليات الرعاية الصحية بمستشفيات «هنري فورد»، بوب رايني: «نحن في أزمة، ولا توجد طريقة للتغلب عليها، أو لتجميلها»، مضيفاً: «في أي يوم، تكون أقسام الطوارئ لدينا إما في سعتها القصوى، أو قريباً من ذلك، وفي كثير من الأحيان، لا تكون لدينا أسرّة متاحة في عيادات المرضى الاعتياديين، أو وحدات العناية المركزة».
وتابع رايني: «الكثير من المرضى يدخلون من الأبواب، وغالبيتهم مصابون بفيروس كورونا، وإن قلقنا ناجم بالطبع عن اجتماعنا لقضاء العطلات، وقد استنفدنا جميع الإجراءات»، لافتاً إلى أن «الأوضاع يمكن تسوء أكثر».
من جانبه، أفاد نائب الرئيس التنفيذي لمستشفيات «هنري فورد»، الدكتور عدنان منقارة، بأن حالات الاستشفاء في ميشيغن ارتفعت بنسبة 10 بالمئة خلال الأسبوعين الماضيين، وأن الوفيات الناجمة عن الإصابة بالفيروس التاجي ارتفعت بنحو 80 بالمئة.
وأشار منقارة إلى أن قرابة 75 بالمئة من مرضى كورونا في مستشفيات «هنري فورد» هم من غير المطعمين، وأن أكثر من 85 بالمئة من نزلاء وحدات العناية المركزة لم يحصلوا على أية جرعة من اللقاحات المعتمدة. وقال في هذا الصدد: «هذه الجائحة تضرب غير المطعمين».
وأوضح منقارة بأن التطعيم يحمي من مخاطر الإصابة بفيروس كورونا، واستدرك قائلاً: «لكن حتى لو أصبت بالفيروس، فإن النتائج ستكون أفضل بكثير في حال كنت قد أخذت اللقاح، وسوف تغادر المستشفى وأنت على قيد الحياة»
من ناحيتها، قالت الأخصائية بأمراض التوليد في مستشفيات «بومانت»، الدكتورة كارولين بودر، لقد تم قبول حوالي 700 مصاب بكورونا في مستشفيات المجموعة الثمانية، موصية المؤهلين بأخذ اللقاح أو تعزيزه بجرعة إضافية لمن هم فوق سن 16 عاماً.
وأكد رئيس فريق الاستجابة لفيروس كورونا في البيت الأبيض، جيف زينتس، أن أولئك الذين لم يأخذوا اللقاح هم أكثر عرضة بـ8 مرات لدخول المستشفى جراء الإصابة بالفيروس التاجي، وأنهم أكثر عرضة للوفاة بـ14 مرة، مقارنة بالأشخاص الذين تلقوا التطعيم.
وبحلول الخميس الماضي، زاد عدد الإصابات بفيروس كورونا بولاية ميشيغن عن 1.6 مليون إصابة، فيما بلغ عدد الوفيات 27,425 حالة، بحسب بيانات وزارة الصحة في ميشيغن.
Leave a Reply