أوباما لن يكون ملهماً كسلفه
توقع خبراء أن يعاني الفنانون الكوميديون في الولايات المتحدة من «أزمة تنكيت» مع رحيل الرئيس جورج بوش عن البيت الأبيض، الذي شكّل مصدر إيحاء كبير لهم، بينما لا يبشر وضع الرئيس المنتخب بإلهامات وقفشات ملهمة لهم.
فبعدما «انتعش» سوق الكوميديا بنكات بوش، يبدو أن باراك أوباما لن يكون مناسباً للنكات، خاصة مع الدعم الكبير الذي ناله من نجوم هوليوود، ليكون أول رئيس أسود للولايات المتحدة، وسط أزمة مالية عالمية، وحربين في العراق وأفغانستان.
وسواء أكان السبب كونه مفضلت لدى فناني الكوميديا الذين يميلون الى اليسار، او الطبيعة التاريخية لانتخابه او أنه لم يرتكب الكثير من الزلات بعد فإن الكوميديين لا يجدون الكثير ليطلقوا المزحات بشأنه حتى الآن.
وقال مايكل ماستو الكاتب بجريدة «فيليدج فويس» التي تصدر في نيويورك «انتخاب أوباما رائع بالنسبة لبلادنا لكنه سيء بالنسبة للكوميديا… انه شخص نزيه وذكي يحاول إنقاذ دولة في أزمة وهذا لا يثير الضحك».
وأضاف «الكوميديا تزدهر حين تكون هناك أهداف مضحكة… تقليديا قدمت برامج مثل «ساترداي نايت لايف» أفضل ما لديها حين تناولت شخصيات مثل الرئيس (جيرالد) فورد الذي لم يكن يستطيع الوقوف بشكل مستقيم طوال الوقت، أو بوش الذي لم يستطع نطق كلمة نووي، او سارة بالين التي لم تكن تعلم أن افريقيا قارة».
وارتفعت معدلات المشاهدة لبرنامج «ساترداي نايت لايف» الذي يبث منذ فترة طويلة على شبكة «ان بي سي» بشدة اثناء حملة الانتخابات الرئاسية للعام الحالي 2008، وأكثرها إثارة تقليد النجمة تينا فاي لمرشحة الحزب الجمهوري لمنصب نائب الرئيس سارة بالين حاكمة ألاسكا.
وكانت البرامج الاخبارية الساخرة، كما مقدمي البرامج الحوارية التي تذاع في وقت متأخر، يحصلون على ذخيرة للكوميديا بانتظام خلال السنوات الثماني التي قضاها بوش في الحكم.
واعتبر أستاذ التلفزيون والثقافة الشعبية بجامعة سيراكيوز روبرت طومسون «باراك اوباما حتى الآن كابوس لفناني الكوميديا».
حتى أوباما مزح في حفل عشاء بنيويورك حين سخر هو ومنافسه الجمهوري جون ماكين من نفسيهما بأن اكبر نقطة ضعف في كل منهما، كانت «أنا مروع بدرجة اكثر من اللازم بقليل».
فقرة ثابتة
وأذاع برنامج «ذا ليت شو ويذ ديفيد ليترمان» على شبكة «سي بي اس» فقرة ثابتة بعنوان «لحظات عظيمة في الخطب الرئاسية» تسخر من بوش حين يتحدث علنا كما عبر لينو الذي يقدم برنامج «ذا تونايت شو» على «ان بي سي» عن حزنه لفوز اوباما.
وقال لجمهوره في اليوم التالي لانتخابات الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) «لا بد أن أعترف كفنان كوميدي أنني سأفتقد الرئيس بوش، لأن إطلاق النكات على أوباما ليس بالامر اليسير فهو لا يعطيك ما يكفي لتستخدمه». وأضاف «لهذا وهبنا الله (نائب الرئيس المنتخب) جو بايدن».
بوش نفسه شكا من صعوبة السخرية من اوباما، قبل أن يعلن السيناتور نفسه مرشحا للرئاسة بكثير. فقال بوش في حفل عشاء في واشنطن عام 2006 «سيناتور اوباما… أردت أن أطلق مزحة عنك لكن هذا مثل اطلاق مزحة عن البابا… امنحني مادة لاستخدمها. لتخطيء في نطق كلمة ما».
لكن استاذ الإنتاج الإعلامي بجامعة «كوينيبياك» ليام اوبراين اعتبر أن فناني الكوميديا لم يخسروا كل شيء «لأن الكوميديين التقدميين سيواصلون استخدام ما خلفه الحزب الجمهوري» ومن شأن اوباما أن يمنحهم مادة ليعملوا بها في مرحلة من المراحل.
وأضاف «كما قال اوباما «لم أولد في مذود». انه واع تماما خاصة للمسائل الصعبة ومهما بلغت جودة المشورة التي يقدمها فريق العاملين معه فإن أخطاء سترتكب».
تحييد العرق
لكن، فيما يحاول فنانو الكوميديا البحث عن سبل للسخرية من اوباما يستبعد أن يكون عرقه أول منطقة يبحثون فيها عن مادة على الاقل بالنسبة للكوميديين من البيض. ويقول تريسي مورغان، وهو فنان كوميدي اسود وممثل في برنامج الكوميدي انه بالنسبة لفناني الكوميديا السود فإنهم يستطيعون السخرية من اوباما بلا حدود.
وقال لنيويورك تايمز «الرئيس أسود لهذا فان من الواضح أننا سنسخر من كل موقف يخطر على بال بشأن رئيس أسود». وأضاف «على فناني الكوميديا البيض أن يجازفوا. اذا كانوا سيقدمون على هذا فالافضل أن يكونوا مضحكين».
Leave a Reply