آناربر – في سياق الارتفاع الكبير بسلوكيات التحيز والتمييز ضد العرب والمسلمين الأميركيين بسبب الحرب في الأراضي المحتلة، تقدّمت منظمة حقوقية إسلامية مؤخراً بشكوى إلى مكتب الحقوق المدنية التابع لوزارة التعليم الأميركية ضد «مدارس آناربر العامة» بعد قيام أحد مرشديها التربويين بوصف طالب من أصول فلسطينية بـ«الإرهابي».
وأكد «مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية» (كير) بولاية ميشيغن أن مرشدةً في مدرسة «تابان» المتوسطة بمدينة آناربر وصفت طالباً مسلماً من أصول فلسطينية بأنه «إرهابي»، فيما رفض المتحدث باسم المنطقة التعليمية، آندرو كلولي، التعليق على الشكوى، لافتاً إلى أن «مدارس آناربر العامة»، «لا تعلّق على شؤون الموظفين والشكاوى القانونية المعلّقة».
وأوضحت رسالة الشكوى بأن مرشدة الصف السادس في مدرسة «تابان» المتوسطة رفضت السماح لطالب فلسطيني الأصل في الصف الثامن بالشرب من نافورة قرب مكتبها عندما كان ينتظر دوره لمقابلة مرشد الصف الثامن في يوم 14 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ولما استفسر منها عن السبب، أجابت بأنها «لا تتفاوض مع الإرهابيين».
وقالت الشكوى إن الصبي أخبر المرشدة التربوية على الفور بأن تعليقها جعله يشعر بعدم الارتياح باعتباره عربياً فلسطينياً مسلماً، لكنها –وبدلاً من الاعتذار للتلميذ– سارعت إلى التنصل من موقفها عبر مساءلة موظفين آخرين في المكتب فيما إذا كان أحدهم قد سمع أو تفوّه بتلك العبارة «المزعومة».
وأكدت الشكوى بأن المستشارين والموظفين الآخرين أشاروا إلى أنهم يستخدمون العبارة آنفة الذكر طوال الوقت، «لإضفاء الشرعية على التعليق التمييزي لمرشدة الصف السادس»، لافتة إلى أن الطالب المستهدف لم يعد مرتاحاً للالتحاق بالمدرسة أو المشاركة في الاجتماعات المنعقدة بمكاتب المستشارين والموظفين الآخرين بسبب ذلك النوع من التعليقات.
وقالت منظمة «كير» إن منطقة آناربر التعليمية، وكذلك مدرسة «تابان» لم تتخذا أية إجراءات بشأن الشكوى المقدمة لضمان السلامة النفسية للطالب، وإنهما اكتفتا بالإشارة إلى أن المسألة تتعلق «بموظفين خاصين، وأنهم يعتبرون القضية مغلقة»، لافتاً إلى أن المرشدة ماتزال تعمل في المدرسة.
وأوضح المدير التنفيذي لـ«كير»–فرع ميشيغن، داود وليد، في بيان، السبت المنصرم، بأن «كلمات مرشدة التوجيه التي تشير إلى طالب في الصف الثامن على أنه إرهابي، لم تكن تمييزية فحسب، وإنما كانت أيضاً مؤلمة جداً للتلميذ»، مضيفاً بأن تجاهل إدارة المدرسة والمنطقة التعليمية للألم والأذى الذي لحق بالطالب وعائلته أمر مؤلم بنفس القدر.
من جانبها، قالت المحامية لدى «كير»–فرع ميشيغن، آيمي دوكوري في بيان، الاثنين الماضي، بأن الطلبة في نظام المدارس العامة «يحق لهم التعلم في بيئة آمنة وخالية من التحيز والتمييز»، مؤكدة بأن «منطقة آناربر التعليمية» فشلت في حماية السلامة النفسية لطلابها المسلمين والفلسطينيين لعدم قيامها بالإجراءات المطلوبة في أعقاب التعليقات التمييزية من قبل مرشدة الصف السادس في مدرسة «تابان» المتوسطة، وأولئك الذين وقفوا معها ضد الطالب الذي تضرر من تلك التعليقات الجارحة.
ومنذ بدء الحرب بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية في السابع من شهر تشرين الأول (أكتوبر) المنصرم، شهدت شكاوى التمييز لدى «كير» ارتفاعاً بنسبة تزيد على 300 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وخلال الشهر الجاري، أصدر المكتب الوطني للمنظمة الإسلامية بياناً يكشف عن تلقيه 2,171 شكوى تمييزية، بحسب بيانات المنظمة الحقوقية الإسلامية الأكبر في البلاد.
Leave a Reply