فيرنديل
أفاد «مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية» (كير)–فرع ميشيغن، بأنه سيقاضي بلدية فيرنديل عقب قيام شرطة المدينة بإجبار امرأة مسلمة على خلع حجابها لالتقاط صور شخصية لها إثر توقيفها في حزيران (يونيو) الماضي، وهو ما اعتبرته المنظمة الحقوقية انتهاكاً للحقوق الدينية للمرأة ذات الأصول الإفريقية.
وقالت منظمة «كير» إنه في حال لم تبادر بلدية فيرنديل إلى تسوية المشكلة، والتعهد بضمان حقوق النساء المسلمات لدى انخراطهن مع الشرطة المحلية، فإنها ستعمد إلى رفع دعوى قضائية ضد بلدية المدينة الواقعة في مقاطعة أوكلاند.
وفي مؤتمر صحفي، عُقد –الأربعاء الماضي– بمدينة كانتون، ناشدت المحامية في «كير»، آيمي دوكوري، المسؤولين في فيرنديل بأخذ القضية على محمل الجد، وقالت: «إننا نناشد البلدية بأن تأخذ مطالبنا بجدية، وأن تبادر إلى فتح حوار معنا، حتى نتمكن من ضمان الحقوق الدستورية للنساء المسلمات».
وقالت دوكوري: «إذا لم يستجب مسؤولو المدينة.. فسوف نلجأ إلى القضاء».
من جانبه، دعا المدير التنفيذي لـ«كير»–فرع ميشيغن، داود وليد، بلدية فيرنديل إلى الرد على «الإشعار برفع دعوى قضائية.. حتى نتمكن من تصحيح الأمور دون اللجوء إلى التقاضي»، على حد تعبيره، مضيفاً: «لكن إذا تجاهلوا طلبنا، ولم يستجيبوا لهذا الإشعار.. فسوف نضطر للجوء إلى المحاكم».
وشدد وليد على أن سياسة «كير» هي عدم رفع دعاوى بسيطة ضد دوائر الشرطة، مؤكداً أن المنظمة الحقوقية «ليست ضد الشرطة، و«لكنها تؤيد الدعوات إلى محاسبة الشرطة».
وأوضحت دوكوري أن شرطة فيرنديل انتهكت الحرية الدينية للمسلمة الأميركية من أصل إفريقي، هيلينا بووي، حين أوقفتها دورية في 21 يونيو الماضي، على الميل الثامن الذي يفصل فيرنديل عن مدينة ديترويت بسبب اعتقاد الشرطة بأن لوحة سيارتها منتهية الصلاحية، قبل أن يتبين عكس ذلك، بعدما أظهرت السائقة الإفريقية الأميركية وثائق تثبت صلاحية تسجيل السيارة وتأمينها.
وأثناء تفتيشها، عثرت الشرطة على صاعق كهربائي (تايزر) في حقيبة بووي التي قالت إنها تحمله بغرض الحماية الشخصية، وذلك بعد تعرضها للسرقة في وقت سابق.
وعلى أثر ذلك، ألقي القبض على بووي لحيازتها الصاعق الذي يتطلب تصريحاً خاصاً لحمله في ولاية ميشيغن. غير أن دوكوري أكدت أن «المشكلة الحقيقية بدأت بالفعل عندما دخلت بووي دائرة شرطة فيرنديل»، حيث تم احتجازها ولم يُسمح لها بالمغادرة إلا بعد التقاط صورة شخصية لها من دون حجاب.
وأوضحت دوكوري أن «حقوق بووي قد انتهكت لأنها أُخبرت بأنها لا تستطيع مغادرة الدائرة حتى تخلع حجابها، رغم أن القانون الفدرالي وقانون ولاية ميشيغن يسمحان بارتداء الملابس الدينية عند التقاط الصور الخاصة ببطاقات الهوية في ميشيغن».
كما لفتت دوكوري إلى أن توقيف بووي وتفتيشها يمثلان «مشكلة بحد ذاتها»، لأن المنطقة التي أوقفت فيها تقع خارج سلطة شرطة فيرنديل لأنها تعتبر داخل مدينة ديترويت، مستدركة بالقول: «لكن حتى لو كان توقيفها صحيحاً، فهذا لا يسقط الحقوق المدنية والدستورية للأفراد، فأنت لا تفقد حقوقك الدينية بمجرد أنه تم القبض عليك».
ووفقاً لمحامية «كير»، فإن شرطية برتبة رقيب، كانت موجودة لدى وصول بووي إلى قسم الاحتجاز، وقد أبلغت زملاءها الذكور بأنه يحق لـ«الموقوفة» ارتداء الحجاب أثناء تصويرها.
ورغم أن بووي أخبرت بنفسها عناصر الشرطة بأن دينها يحظر عليها ملامسة الرجال، إلا أن تفتيشها أجري من قبل أحد العناصر الذكور في الدائرة.
وبعد تصويرها بالحجاب، عادت الشرطية وأبلغت بووي بأنها إذا أرادت المغادرة «اليوم»، فسوف يتعين عليها أخذ الصورة من دون حجاب، فاضطرت الموقوفة –في نهاية المطاف– إلى الإذعان لطلبها.
وبحسب دوكوري، لم تتوقف المضايقات عند هذا الحد، بل أُجبرت بووي أيضاً على خلع عباءتها، وهو ما اعتبرته محامية «كير» انتهاكاً إضافياً «لمعتقداتها الدينية».
وقالت دوكوري إن أحد رجال الشرطة أجبر بووي على خلع ملابسها الدينية رغم توسلها له، مشيرة إلى أن ذلك وضع المرأة المسلمة في موقف مهين بسبب انتهاك معتقداتها الدينية.
وخلال المؤتمر الصحفي، قالت بووي، وهي تذرف الدموع، إنها لاتزال تعاني من اضطراب ما بعد الصدمة بسبب ما حدث لها في 21 يونيو، مضيفة: «لقد أصابني الأمر بالصدمة والشعور بالانفصال».
بووي، وهي المؤسسة والرئيسة التنفيذية لمسابقة «مِسّ مسلمة في الولايات المتحدة»، وهي مسابقة وطنية لملكات الجمال المسلمات الأميركيات، أضافت: «على الرغم من أن الأمر قد انتهى، إلا أنني ما زلت أرى نفسي أعاني باستمرار مما حدث».
يذكر أن «كير» –فرع ميشيغن سبق وأن مثل امرأتين مسلمتين في قضيتين مماثلتين، واحدة ضد بلدية ديترويت، والثانية ضد «دائرة السجون بميشيغن»، لأسباب مشابهة.
وأوضحت دوكوري بأن القضاة حكموا لصالح المسلمتين في كلتا القضيتين، وقالت «إن مصدر القلق الرئيسي للمسلمات اللائي التقطت صورهن بدون حجاب.. هو أن الصور ستبقى متاحة للجمهور إلى أجل غير مسمى»، لافتة إلى أنه لما طلبت «كير» صورة توقيف بووي، تلقت صورة لها من دون حجاب.
Leave a Reply