بيروت – يلف الغموض عملية افلاس رجل الاعمال اللبناني صلاح عزالدين التي اعلنت قبل أسبوعين تقريبا، في وقت تطول يوما بعد يوم لائحة ضحاياه ومعظمهم من الشيعة الذين يدورون في فلك “حزب الله”، بحسب ما افادت التقارير.
وقال رئيس بلدية بلدة طورا الجنوبية محمد الدهيني ان نحو 250 شخصا في بلدته “وضعوا اموالا مع صلاح عز الدين الذي كان يعطيهم عليها شهريا فوائد تتجاوز احيانا 25 بالمئة”، مضيفا “لقد تمكن من كسب ثقة الشيعة وجمع اموال عدد كبير منهم”.
واشار الى ان الاموال المسلمة اليه في بلدة طورا وحدها من اجل توظيفها في مشاريعه، تقدر بـ”خمسة وعشرين مليون دولار. وكل يوم نكتشف اسماء وارقاما جديدة”. واضاف “لا نعرف ما هي سياسته، الا ان معظم الذين يتعاملون معه هم من مؤيدي حزب الله”، مشيرا الى ان عزالدين يشرف ايضا على “حملة باب السلام التي ترسل الحجاج الى مكة”. وقال الدهيني “هذه الحملة يتولاها شباب حزب الله في الجنوب”.
واكد ان ما يعرفه الناس عن عزالدين انه “مغطى من الحزب وانه آدمي ويقوم بمشاريع خيرية، وكان ينظر اليه على انه منقذ الجنوب واهل الجنوب وحافظ اموال الشيعة”.
كما أصيب أهالي بلدة يارون في قضاء بنت جبيل بالصدمة، بعد سماعهم نبأ إفلاس عزّ الدين، حيث طال الإفلاس العشرات، وربما المئات. وتسري شائعات في البلدة، أن خسارة يارون المالية وحدها، تقارب مبلغ 140 مليون دولار، إلا أن مصدر مصرفي تجاوز ذلك بالقول: “أعتقد أن الخسارة تزيد عن 300 مليون دولار”. ويتحفّظ أغلب مغتربي يارون الموسرين، على ذكر أسمائهم لدى الحديث عن خسائرهم المالية، كما يتحفّظ الجميع على اتهام عزّ الدين بالغشّ أو الاحتيال، “لأنهم أكثر من وثق به بعد أكثر من 13 عاماً من التعامل معه”.
واوقفت السلطات صلاح عزالدين بعدما اعلن افلاسه، فيما يدين لعدد كبير من الناس بمبالغ ضخمة.
ورفض النائب العام التمييزي سعيد ميرزا تحديد حجم الاموال التي يدين بها عزالدين للناس، او عدد المتضررين. الا انه اكد ختم مؤسسة “دار الهادي” للنشر التي يملكها عزالدين والواقعة في الضاحية الجنوبية لبيروت، الخميس قبل الماضي بالشمع الاحمر.
وقال ميرزا “لا نزال نجمع المعلومات، وسنعلن الارقام لدى انتهاء التحقيقات”، مضيفا ان “الختم بالشمع الاحمر تم بهدف الحفاظ على الموجودات وعلى حقوق الناس ولكي لا يعمد احد الى تحصيل حقه بيده”.
وكتبت صحيفة “لوريان لوجور” الناطقة باللغة الفرنسية ان “مادوف اللبناني، رجل الاعمال القريب من حزب الله صلاح عزالدين كان يأخذ اموالا من صغار المدخرين الشيعة، انما ايضا من مسؤولين في حزب الله من اجل توظيفها في مشاريع مشبوهة”.
ولم يكن في الامكان الاتصال بمسؤولين في “حزب الله” لاستيضاح ما تتناقله الصحف، علما ان النائب في الحزب حسين الحاج حسن كان اول من تقدم بشكوى الى القضاء ضد رجل الاعمال استنادا الى شيك بلا رصيد حصل عليه منه. وقال الدهيني ان معظم الضحايا في الجنوب “من الشيعة الذين يعملون في افريقيا”.
واضاف “علمنا ايضا ان العباسية الواقعة الى جانب طورا فيها ضحايا خسروا مبالغ تفوق تلك العائدة الى سكان قريتنا”، مشيرا الى ان “الامر ينطبق ايضا على يارون والحوش الجنوبيتين، وغيرها…”.
واوضح ميرزا ان نتيجة التحقيق ستبين ما اذا كان افلاس عزالدين “احتياليا” ام ناتجا من عوامل اخرى خارجة عن ارادته.
وذكرت الصحف ان حجم الاموال التي للناس في ذمة عزالدين قد يصل الى مليار ونصف مليار دولار، كما اشارت الى ان عددا كبيرا من المودعين لديه هم قطريون او من جنسيات خليجية اخرى. واشارت الى ان الفوائد التي كان يدفعها “ضخمة جدا، وكانت تصل احيانا الى ستين في المئة”.
وصلاح عزالدين من بلدة معروب الجنوبية، ويقوم باستثمارات في قطاعات المحروقات والالماس والذهب وتجارة المعادن، بحسب التقارير الصحافية.
وقدر المحققون مجموع المبالغ المستحقة على عزالدين بنحو 13 مليار دولار والخسائر بما بين 50 و65 مليارا، مع احتساب الارباح التي كان يفترض ان تدرها تلك المبالغ. ووفقا لمصادر إعلامية عربية قدم أكثر من 2000 مستثمر شيعي أموالهم إلى عز الدين بعد أن وعدهم بأرباح عالية. وكان المستثمرون على اقتناع بانه، يستثمر أموالهم في شركات دولية، لكن وفقا للشبهات فقد قام عز الدين بنقل مئات ملايين الدولارات لحساباته الخاصة في الخارج. وعز الدين، لم يكن عاملا سهلا في معادلة اقتصادية مركزها الجنوب اللبناني، أرقامها تجاوزت المليار دولار، وهي أموال مستثمرين شيعة ورجال أعمال من سوريا وإيران، وكذلك ساسة عراقيون استثمروا أموالها لدى عزالدين قبل سقوط صدام، حتى بلغت أوج استثماراتهم اليوم وهم يمسكون بمقاليد حكم العراق بحسب ما صرح به مصدر عراقي.
“حزب الله” ينفي صلته
من جهته، نفى “حزب الله” أي صلة له بعز الدين الذي أعلن إفلاسه، ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن بيان مكتوب للأمين العام للحزب حسن نصر الله قال فيه إنه “لا حزب الله ولا قيادته أو أعضاءه لهم صلة بتلك القضية”. وسلم عز الدين نفسه في آب الماضي إلى السلطات اللبنانية بعد إعلان إفلاسه وهو موقوف الآن ويخضع للتحقيق.
Leave a Reply