أستغرب عندما أرى وأسمع أو أعرف أنَّه لا زال في مجتمعنا العربي والشرق أوسطي هنا في ديربورن، أناس ينخدعون بالإعلانات التجارية عن الحبة السحرية، أو الوجبة الصحية لخسارة ثلاثين باوند في شهر واحد.
وأستغرب أيضاً عندما أسمع عن وصفة طبية للتخلص من مرض السكري، وعلاجات الأعشاب المتنوعة المستوردة من الصين الشعبية لمعالجة كل شيء عجز عنه الأطباء. والمستغرب أيضاً أنّه لا زال من أهلنا وأصحابنا، رغم وجودهم في أميركا منذ سنين عديدة، يحجُّون إلى النصَّابين والمشعوذين، الذين يعالجون بطاسة الرعبة وبالرقية الشرعية والوصفات الفيسبوكية.
الكثير منَّا، وأنا منهم، ننتمي إلى شعب قليل المعرفة الطبية، ليس لنا «جلادة» التعلّم عن الأمراض والأدوية وطرق العلاج، بعكس جيراننا الأميركيين المستعدِّين لمناقشة الطبيب المعالج والاستفسار منه عن تفاصيل حالاتهم المرضية، وذلك طبعاً نتيجة لما يقرأونه ويتعلمونه من المنشورات الطبية، بينما نحن نعتمد على الطبيب وعلى الصيدلي دائماً.
من منا يقرأ أو يطلع على النشرة المرفقة مع الأدوية الموصوفة للمرضى؟
نستسهل سؤال الصيدلي وجوابه ونشتري الدواء بلا وصفة طبية، فإن نفع ننصح به الجار والجارة وأهل الحارة، وإذا لم ينفع نجرِّب غيره أو نلجأ إلى العرّافين والمبصرين. وكان الله في عون المبتلين والمصدقين للدعايات التجارية على الواتسآب.
والذي لا جدال فيه، أن المرض ديمقراطي يصيب الصغير والكبير من الناس، وأن الوقاية دائماً خير من العلاج، وذلك حسب مجلس استشاريي الصحة والطعام الأميركي في نشرة طبية حديثة. فمن الطعام الموضوع أمامنا على المائدة كل يوم مثلاً تأتي أوجاع القلب. كثرة الدهون والإسراف بتناول الحلوى والخمور والتدخين والـ:سناك” والضوضاء تسبب اضطراب الأعصاب. وأوجاع الجسم بعيدة جداً عن الذين يأكلون الخضروات الطازجة، والفواكه بقشرها ويمضغونها على مهل. يعني ليش مستعجل؟ امضغ على مهلك، تهضم على مهلك.
أمَّا أمراض السرطان، وأيضاً حسب مستشاري مجلس الصحة والطعام الأميركي، فسببها اضطراب الأعصاب والتآكل النفسي وإشعال النار في الدم بسبب الغيظ والحقد والحسد، ثم هناك تلوّث الهواء والطعام والتدخين –خصوصاً الأراكيل، وهذه من عندي أنا– يفسد الهواء النقي، خصوصاً على الشواطىء وفي الريف الذي يهرب إليه الناس من ضوضاء وتلوُّث المدن.
لا تضحك إذا قلت لك إن هذا المجلس الإستشاري الأميركي ينصحك بتجنّب قيادة السيارة في مدينة ديربورن أو حيثما يتواجد «الشرق أوسطيون» عموماً، حفاظاً على صحة قلبك وأعصابك، وهذه من عندي أنا أيضاً، وكذلك الإقلال من استخدام الآيفون مفيد أيضاً.
أما النصيحة المفضلة التي يقدمها المستشارون اليوم، وهي معروفة منذ أيام أجدادنا الحكماء في القرى، فهي الأكل الخفيف مساءً لنوم هادئ وعميق.
والنصيحة المهمة الأخيرة، هي الأدعية أثناء الخشوع في الصلاة والتركيز والاستغراق الصادق فيها للصلاة، فهذه الدقائق العميقة من التركيز والإيمان تعيد تنظيم الجهاز العصبي ووظائف الجسم، هي أرخص وأنبل علاج.. وبعدها لن تكون بحاجة لنصيحة الإعلانات التجارية.
Leave a Reply