نيويورك – «صدى الوطن»
قالت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني في تقرير أصدرته الأسبوع الماضي، إنه على بلدية ديترويت أن تهتم بـ«القاعدة الضريبية» في الأحياء للحفاظ على زخمها المالي في ظل النهضة العمرانية والسكانية التي تشهدها منطقة «الداونتاون» ومحيطها.
وترجع موديز نهضة وسط المدينة إلى الزيادة الكبيرة في فرص العمل والإيرادات الضريبية، وانتقال سكان مقتدرين مالياً للعيش فيها إلى جانب المشاريع العمرانية الضخمة. ومنذ خروجها من الإفلاس عام 2014، ارتفع تصنيف ديترويت من درجة B3، إلى Ba3 حالياً، وهي درجة تصنيف مستقرة استثمارياً.
وكتبت «موديز» في تقريرها المؤلف من 12 صفحة أن الاتجاهات الجديدة التي تشهدها المدينة، إلى جانب الأعباء التي تخلصت منها عقب قضية الإفلاس، أدت إلى تحسن ملحوظ في الوضع المالي والتصنيف الائتماني لمدينة السيارات.
ويعطي التصنيف الائتماني الجيد للبلدية، القدرة على الاقتراض بمعدلات فائدة متدنية نسبياً.
إلى ذلك يوافق المدير المالي للبلدية جون هيل، على تقييم «موديز»، مؤكداً أن ديترويت تمكنت من مفاجأة الجميع بالتقدم الذي حققته في غضون فترة قصيرة من الإفلاس، سواء من حيث استعادة استقلاليتها المالية وتحسين تصنيفها الائتماني.
وتقول «موديز» إن سكان الداونتاون ازدادوا بمقدار ألف شخص مقارنة بالعام ٢٠١٠، في حين ارتفع عدد سكان المناطق المحيطة («ميدتاون» و«كوركتاون») بحوالي ٩ آلاف نسمة (٢٨ بالمئة).
وتشير الوكالة إلى أن «الداونتاون» لا يشكل سوى سبعة أميال مربعة من أصل 143 ميلاً تحدد إجمالي مساحة المدينة، لافتة إلى أن النمو السكاني في مناطق وسط المدينة لم يؤثر في الحد من النزيف السكاني في مجمل المدينة، علماً بأن عدد سكان الداونتاون والأحياء المحيطة يقدر بحوالي ٤١ ألف نسمة (6 بالمئة) من إجمالي سكان المدينة البالغ عددهم 673,104 وفقاً لأحدث بيانات مكتب الإحصاء الأميركي.
ويتوقع التقرير أنه نظراً لوجود العديد من الشركات الجديدة التي تنتقل إلى وسط ديترويت، فمن المرجح أن يتواصل نمو المدينة مدفوعاً بالإيرادات الضريبية، إلا في حال حدوث تباطؤ اقتصادي على مستوى ميشيغن أو الولايات المتحدة.
ويسرد تقرير «موديز» بعض الأساليب التي اعتمدتها البلدية لتعزيز التنمية، من ضمنها «صندوق الأحياء الاستراتيجي»، وتحسين الخدمات العامة، وإزالة المنازل والمباني المدمرة، إضافة إلى دعم المشاريع الابتكارية وتقديم الحوافز التجارية.
وقال هيل إنه يعتقد أن «صندوق الأحياء الاستراتيجي» سيعود على المدينة بثمار وفيرة، حيث تم استثمار 100 مليون دولار، من أموال البلدية والولاية والمؤسسات الخيرية، في 10 أحياء لتجديد منتزهاتها وتحسين شوارعها التجارية، وإعادة تأهيل المنازل.
أبرز العوائق
تعتبر «موديز» المدارس العامة في المدينة أحد أبرز العوائق أمام عودة ديترويت، حيث يتوجب توفير الكثير من المتطلبات الأساسية للنهوض بمستوى المدارس لتصبح المدينة مجدداً، نقطة جذب للعائلات. وقد تلقت منطقة ديترويت التعليمية حزمة مساعدات حكومية بقيمة 617 مليون دولار في عام 2016 لإنقاذها من الإفلاس، في حين تحاول إدارة المشرف العام نيكولاي فيتي تحسين البيئة التعليمية والمستوى الأكاديمي في مدارس المدينة، بينما تعترضه أزمات مستجدة مثل تلوث مياه المدارس بمادتي الرصاص والنحاس السامتين.
كما يشير التقرير إلى أن المنطقة التعليمية تفتقد للقدرة على تأمين احتياجاتها المالية المطلوبة للتطوير، مثل توفير 500 مليون دولار لإصلاح مبانيها المتهالكة.
ولفتت «موديز» إلى أن غياب دعم الولاية، أو التبرعات الخيرية الضخمة، يمكن أن يحول المرافق المتدهورة إلى عبء متزايد على جهود إعادة إحياء المدينة.
Leave a Reply