بيت لحم – أقدمت سلطات الإحتلال الإسرائيلي في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية على قتل أربعة عناصر من سرايا القدس وشهداء الأقصى يوم الأربعاء الموافق 12 آذار (مارس) 2008، وهم الشهيد محمد شحادة قائد سرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامي ورفيقيه عماد الكامل وعيسى مرزوق وأما الشهيد الرابع فهو الشهيد أحمد بلبول قائد شهداء الأقصى التابعة لمنظمة «فتح»، ويذكر أن الشهيد الرابع يتبع الفصيل الذي رفض إلقاء السلاح بناءاً على طلب قيادة فتح.
لقد كان الشهداء الأربعة من المناضلين والمطلوبين لدى سلطات الإحتلال الإسرائيلي منذ مدة طويلة وكانوا مطاردين لأكثر من ثماني سنين ولم تنجح قوات الإحتلال باغتيالهم رغم المحاولات الكثيرة التي باءت بالفشل، ولكن شاءت الأقدار هذه المرة أن تتمكن قوة إسرائيلية من القوات الخاصة التي يطلقون عليها القوات المستعربة متخفية بزي عربي وجاءت هذه القوة الخاصة في سيارات تحمل لوحات فلسطينية، وكان الشهداء الأربعة قد تناولوا مع أفراد عائلاتهم ولأول مرة منذ سنين الغداء في مطعم الحرباوي في مدينة بيت لحم وعندما خرجوا وودعوا عائلاتهم وركبوا سيارة حمراء صغيرة وعلى بعد بضعة أمتار من المطعم وقفت من خلفهم وأمامهم سيارتي مرسيدس ونزل منهما جنود الوحدة الخاصة وأمطرتهم بوابل من الرصاص عيار 50 كاليبر الخارق للدبابات وقبل أن ينتمكن الشهداء من إطلاق رصاصة واحدة، كانت رصاصات الغدر تخترق أجسادهم الزكية، وعندما تم الأجهاز عليهم ركب جنود الوحدة السيارة واختفوا عن الأنظار، ثم هرع الناس إلى مكان الحادث لمعرفة ما حصل فأخرجوا جثث الشهداء المضرجة بالدماء من السيارة ونقلت جثث الشهداء إلى المستشفى المجاور في مدينة بيت جالا.
رغم أن الشهداء ينتمون إلى فصيلين مختلفين هما فتح والجهاد الإسلامي إلا أن الشهيدين أحمد ومحمد كانا يريدان تجسيد هذه الوحدة، وحدة السلاح ووحدة الدم فشاءت الأقدار أن تمتزج دماء هؤلاء الأبطال لتقول للصديق والعدو أن الدم الفلسطيني واحد والأرض واحدة والهدف واحد.
ومما يذكر أن سلطات الإحتلال قد هدمت بيت الشهيد محمد شحادة خمسة أيام قبل اغتياله، وقد شردت أسرته في العراء بحثاً عن محمد شحادة الذي رفض تسليم نفسه. ومن الجدير بالذكر أن الرئيس الفلسطيني كان يتفاوض مع سلطات الإحتلال الإسرائيلي لإسقاط أسماء هؤلاء الشهداء الأربعة من قائمة المطلوبين. والذي يدعو إلى الحيرة والشك هو أن الشهداء الأربعة من أصحاب الخبرة والتجربة العسكرية الطويلة فكيف خرج هؤلاء الأربعة في شوارع مدينة بيت لحم، كما صورتهم إذاعة تلفزيون العالم التي قابلتهم قبل 45 دقيقة من اغتيالهم؟
في مقابلتهم مع تلفزيون العالم صرّح الشهيد أحمد بلبول بأننا لن نلق السلاح حتى يتم السلام وهذا ما أكده أيضاً الشهيد محمد شحادة. ومن شد غيظ سلطات الإحتلال فإن شهود عيان ذكروا أن القوة الخاصة التي اغتالت الشهداء الأربعة أخذت تطلق النار على صور الشهداء الموجودة على جدران مدينة بيت لحم.
Leave a Reply