ناتاشا دادو وسامر حجازي
تحتفل «صدى الوطن» بالذكرى الثلاثين لتأسيسها بإقامة حفل عشاء فـي قاعة نادي بنت جبيل فـي مدينة ديربورن، وذلك يوم الخميس ٢٣ نيسان (أبريل) عند السادسة والنصف مساءاً، حيث تشكل هذه الذكرى علامة فارقة فـي تاريخ الصحيفة التي أصبحت تعد أكبر وأقدم مطبوعة عربية – أميركية تصدر باللغتين العربية والإنكليزية فـي البلاد.
«لقد كانت مسيرة طويلة وشاقة ولكنها مجزية»، قالها الناشر أسامة السبلاني وأضاف «لمدة ٣٠ عاماً مضت، لم نمل من سرد أخبار الجالية العربية الأميركية – من قصص نجاحاتها ونضالاتها ومعاناتها وافراحها وأتراحها التي لم يكن لها أن تُنشر وتعمم على الجمهور لولا وجود مطبوعة كرست نفسها لإلقاء الضوء الكاشف على التجربة العربية الأميركية».
من الإشارة إلى انتهاكات الحقوق المدنية والإنسانية هنا الى إدانة الظلم فـي مختلف أنحاء العالم، كانت الصحيفة رائدة ومدافعة عن قضايا الجالية ولم تخفها القضايا المثيرة للجدل فتبنت آراء لم تحظ بالضرورة بشعبية لدى الكثيرين لكنها لم تنأ أبداً بنفسها عن الكلام باسم الحقيقة نيابة عن قرائها.
جانب من فريق «صدى الوطن» |
«وخلال كل السنوات ورغم الصعاب، حافظنا على استقامتنا وحمينا مهنتنا الاحترافـية برموش العيون»، أردف الزميل السبلاني مؤكداً «ومن ناحية الحصول على الدعم (المادي)، اعتمدنا فقط على القراء المخلصين الذين جعلونا مقصداً مفضلاً للمعلنين مما ساعدنا فـي الحفاظ على الحد الادنى من الاستقرار المالي والاستقلال التحريري».
بسبب هذه المناقبية المهنية والشخصية حازت «صدى الوطن» على جائزة «روح التنوع» من جامعة وين ستيت وحاز الزميل اسامة السبلاني على شرف الدخول إلى قاعة مشاهير الصحافة فـي ميشيغن فـي عام ٢٠١٣. كما حظيت المطبوعة والناشر وطاقم العمل فـيها أيضاً على العديد من الجوائز من المؤسات الوطنية والمحلية ومنظمات الحقوق المدنية على مر السنين. وكان الزميل اسامة قد أسس «صدى الوطن» بهدف تعزيز وجود العرب الأميركيين فـي الحياة العامة ومن أجل ان تمضي الجالية قدماً وتتطور فـي مختلف المجالات، يحدوه الأمل فـي ذلك الوقت للتطلع نحو المستقبل عاقداً آمالاً كبيرة على نجاح هذه التجربة الاعلامية.
«لعبت «صدى الوطن» دوراً هاماً جداً وكان دورها أبعد من مجرد تغطية الأخبار»، كما أكد المحامي عبد حمود، واستطرد«إنَّها ساعدت فـي تشكيل المشهد السياسي والاجتماعي للجالية».
بعد أكثر من ٣٠ عاماً من بدايات الصحيفة، أصبح النفوذ العربي الأميركي ملحوظاً وأكثر تأثيراً فـي السياسة المحلية ترشحاً وانتخاباً واحتل الكثير من أبناء الجالية المناصب القيادية البارزة. وقد أفاد حمود«تطورت الجالية بشكل كبير على مدى السنوات الـ ٣٠ الماضية، ولا سيما اجتماعياً وسياسيا واقتصادياً ولعبت «صدى الوطن» دوراً كبيراً فـي ذلك».
بالنسبة للعرب الأميركيين الذين نشأوا على قراءة الصحيفة، بينت لهم ما يمكنهم تحقيقه من خلال تقارير وقصص نجاحات أفراد الجالية التي أرّختها «صدى الوطن» فـي صفحاتها.
«إن الجريدة تعطي الناس فرصة لرؤية تجارب الآخرين الذين يمرون بنفس الصراعات ومحاولة التغلب على الشدائد، أو أن يصبحوا ناجحين»، كما قالت عضوة مجلس ادارة التربية فـي مدارس ديربورن المحامية مريم بزي، وأردفت «عندما تقرأ الجريدة ترى كل العرب الأميركيين الذين يشغلون مناصب بارزة فـي جميع أنواع المهن».
بدوره أشاد رجل الاعمال علي جواد، مؤسس النادي اللبناني الأميركي (LAHC) بمساعدة الصحيفة فـي رفع شأن الجالية المتنامية لتصل إلى أعلى مستوى وطني. وقال «لقد كان (صدور الجريدة) حلماً وأنا لم اعتقد أنه كان سيتحقق. كما لم أعتقد أنها ستستمر ٣٠ عاماً أيضاً عندما بدأت بالصدور لأول مرة. لقد شاهدت بنفسي كيف أنه (السبلاني) تعرض لمحن ومر بظروف شديدة الصعوبة، لكنه تجاوز المصاعب وربح الرهان فـي نهاية المطاف، وأضحت (صدى الوطن) واحدةً من أفضل الصحف العربية واكثرها تأثيراً». ولقد تمكنت الصحيفة من خرق جدار الصمت حول القضايا الاجتماعية والنفسية التي تم تجاهلها لفترة طويلة جداً داخل الجالية، مثل تعليق النساء من دون طلاق ديني، وتردد الآباء فـي الاعتراف بإصابة أطفالهم بآفة التوحد، والعنف المنزلي، والانتحار، والطلاق الديني، والأمراض العقلية والتحرش الجنسي وسرطان الثدي، وغيرها الكثير من الموضوعات الأخرى المثيرة للجدل. ومن خلال تغطيتها للقضايا الممنوعة من التداول فـي المجتمع شجعت «صدى الوطن» الناس على طلب المساعدة. وأثبتت لأفراد الجالية المظلومين منهم بأنهم ليسوا وحدهم فـي هذه الدنيا.
ولعل احدى أبرز المساهمات التي قدمتها الصحيفة إلى الجالية هي أنها جلبت وتجلب تفهماً أكبر حول المسلمين والإسلام فـي وقت يرزح كلاهما تحت المجهر الثقيل.
فـي هذا الخصوص يعرب المحامي حمود عن اعتقاده بأن «صدى الوطن» تملك تأثيراً خاصاً على وسائل الإعلام الاميركية الرئيسة التي كانت تقاريرها تغطي العرب الأميركيين وذلك من خلال تثقيفهم حول الجالية وتصحيح الصور النمطية المحيطة بالعرب والمسلمين.
كما دعمت دائماً منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقية والاجتماعية التابعة للجالية من خلال تغطية مناسباتها ومواكبة أحداثها وكل تحولاتها خلال السنوات الماضية.
الدكتورة هيفاء فاخوري، الرئيسة التنفـيذية للمجلس العربي الأميركي والكلداني قالت «ان الصحيفة دعمت مهمة «المجلس» ونشرت الوعي فـي اوساط المجتمع العربي على مدى العقود الثلاثة الماضية».
وتابعت فاخوري، «صدى الوطن» صحيفة ممتازة تنشر رسالتها وسط الجالية بأكملها. إنها بمثابة أداة لتمكين وتعزيز القدرة من خلال تبادل الآراء ووجهات النظر فـي المجتمع، كما فتحت أيضاً أبواب الجالية على كافة المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية».
غطت «صدى الوطن» قضايا تجاهلتها وسائل الإعلام السائدة مثل التمييز فـي التوظيف والتكافؤ فـي التوظيف فـي القطاعات العامة ولا سيما التربوية منها وخاصة فـي منطقة كريستوود التربوية فـي ديربورن هايتس التي تابعتها الجريدة لمدة عامين.
حسن بزي، رئيس منظمة «الجالية فـي ديربورن هايتس» التي شاركت أيضاً فـي حملة ضد التمييز فـي مقاطعة كريستوود التعليمية، يقول «الجريدة جزء من حياتنا اليومية هنا، وهي دائماً موجودة معنا كما انها للجالية وهي صوتنا. هذه المطبوعة هي الشيء الأكثر قيمة لدينا فـي هذه الجالية. وأنا فعلاً أشعر بأنها جزء لا يتجزأ من تاريخنا فـي ديربورن وديربورن هايتس».
يذكر رجل الاعمال نسيب فواز، الرئيس التنفـيذي لشركة انرجي انترناشيونال، انه عندما بدأت فكرة تأسيس صحيفة للجالية تراوده وتتبلور وتتشكل فـي مفهومه، كان السبلاني وفواز شريكين فـي شركة الطاقة الدولية، حيث كان ناشر «صدى الوطن» يخدم فـي منصب نائب الرئيس.
أضاف فواز «تحدثنا دائماً عن ضرورة وحاجة الجالية ليكون لها صوت وبعد ذلك قرر أسامة المضي قدماً فـي إنشاء «صدى الوطن». وأكد فواز أن الصديق اسامة أنشأ الصحيفة قبل ستة أشهر من مغادرته الشركة. وخلص الى القول «عملت معه ودعمته لآخر الطريق. ذلك انَّي آمنت بالرؤية منذ البداية. كما كان يعتقد أسامة ان للجالية موقعاً ودوراً مهمين فـي هذا الجزء من العالم، ونحن كنَّا فـي حاجة إلى صوت نوصل من خلاله وجهة نظرنا. لقد كان الشخص المناسب الذي يحب هذا البلد ويحب العالم العربي وقد عمل بجد للغاية فـي سبيل القضية العربية وكلفه هذا الكثير من حياته الشخصية ومر بأوقات عصيبة لكنه لم يتغير بتاتاً، بل استمر وحقق نجاحات كبيرة نفتخر بها جميعاً اليوم».
واكبت «صدى الوطن» أيضاً قضايا ذات أهمية كبيرة للجالية العراقية الأميركية اثناء الحرب على العراق ومن ثم الحصار وبعدها الاجتياح الأميركي الذي لا يزال العراق يعاني من آثاره المدمرة، وكانت «صدى الوطن» دائماً ملتزمة بنشر حالات اضطهاد الأقليات الدينية فـي العراق وحول العالم العربي. لذا فقراءة الجريدة تتم على نطاق واسع بين العرب والكلدان فـي جنوب شرقي ميشيغن حيث يجري توزيعها للعديد من المؤسسات العربية والكلدانية فـي المنطقة.
سام يونو رجل أعمال أميركي كلداني ومن قادة الجالية هو أيضاً قارئ مواظب منذ فترة طويلة، شدد فـي حديثه مع «صدى الوطن» على أن «الصحيفة ايجابية جداً وغنية بالمعلومات حول القضايا التي يهتم بها العرب والكلدان بشأن الشرق الأوسط والعالم العربي. «وانا أريد أن أهنئ الموظفـين على العمل العظيم الذي يقومون به منذ انطلاقة الصحيفة التي واكبتها على مدار ثلاثة عقود».
من ناحيته تذكّر حسن جابر، المدير التنفـيذي للمركز العربي «أكسس» كيف جاء السبلاني الى المركز العربي طارحاً فكرة الجريدة فـي عام ١٩٨٤. فـي ذلك الوقت، كان عمر «أكسس» بضع سنوات فقط. وقال «أتذكر عندما تأسست (الجريدة) وأتذكر زيارة أسامة للمركز للتحدث عن المشروع. انا أريد أن أهنئكم جميعاً وأسامة على وجه الخصوص على هذا النجاح الكبير وعلى جعل الجريدة مؤسسة قوية فـي الجالية التي هي بالتأكيد كانت ولا تزال بحاجة إلى صوت اعلامي ملتزم. أنا معجب بأسامة لانه استطاع التغلب على التحديات .. وكان هناك الكثير منها. وكان قادراً على ان يستمر واعتقد انه كان ناجحا بسبب شغفه المهني».
فـي الختام تمنى المحامي حمود الحظ السعيد لـ«صدى الوطن» ودعا إلى الصمود على العمل فـي الجريدة، «لأن العمل فـي المجال الاعلامي ليس تجارة مربحة وغالباً ما تكون تجارة لا تحمل منةً ولا شكوراً، ومعظم الوقت لا يعبر الناس عن شكرهم وهم يرون الأشياء التي لا يحبونها ويسارعون بانتقاد وسائل الإعلام والقليل القليل منهم يشكر وسائل الإعلام فـي الوقت الذي يجب ان يعربوا فـيه عن امتنانهم» وخاطب طاقم العمل فـي الجريدة قائلاً «أنا أقدر دوركم فاصمدوا ورابطوا واستمروا فـي ما تفعلونه».
للحصول على المزيد من المعلومات وعلى تذاكر حفل العشاء فـي العيد الثلاثين، الرجاء الاتصال بـ«صدى الوطن» على الرقم ٤٨٨٨-٥٨٢-٣١٣
Leave a Reply