تحاول جهات (الارجح انها مقصودة) على تشويه صورة قادة ونشطاء عرب اميركيين باتهامهم بالارهاب، تحت عنوان تخويف الكبار فيرعوي الصغار. هل حان وقت العمل الجاد للعرب الاميركيين: فهم ان لم يعترضوا والاصبع على الزناد، فلن يمتلكوا وقتا لذلك والرصاصة في طريقها اليهم. فالذين اصيبوا بالاتهامات، لم يجدوا من يقف الى جانبهم، او وجدوا ولم يفلحوا في دفع التهم عنهم، اما الذين ينتظرون دورهم فكثيرون. والاتهامات جاهزة، فجرثومة الارهاب لا تصيبك الا ان كان في دمك جينات عربية، الى الجد العاشر ربما. والمتهم مدان حتى لو ثبتت براءته، ان ليس قضائيا، فسياسيا. ففي العالم الذي بنى اسس الحرب على الارهاب فيه سياسيون يريدون استعادة امجاد الرومان الاقدمين، اصبح العرب الاميركيون فيه، بل كل مناوئ سياسي، تحت رحمة مقصلة التهمة، والشائعة، بل حتى المظنة، ولو خرجت من فم معتوه.
والقصة قديمة: ديبي شلاسيل في مدونتها الالكترونية تكيل التهم يمينا ويسارا. والمدهش انها لا تملك الا تهمة واحدة، الارهاب، وكل متهميها، بالطبع، من العرب الاميركيين. غير انها احيانا توسع اتهاماتها لتشمل غير العرب الاميركيين.
ومن العرب، جاء الدور حتى الآن على: ناشر صحيفة صدى الوطن اسامة السبلاني («عميل» لحزب الله)، المحامي نبيه عياد (محامي الارهابيين)، نائب مدعي عام محافظة وين عبد حمود، واخيرا رجل الاعمال اللبناني علي جواد، ولائحة كبيرة جدا لا يسعنا تردادها هنا.
اما غير العرب الاميركيين من الذين عددتهم صاحبتنا كإرهابيين او عملاء لـ«حزب الله»: كونداليزا رايس، المدعي العام الفدرالي ستيفين مورفي، ممثل وزارة المالية مايكل روزن (اصابه فيروس الارهاب بسبب صورة له مع علي جواد) عضو الكونغرس جو نولينبيرغ، رئيس دائرة الهجرة والجمارك في ميشيغن براين مسكوفيتش.
بالطبع، كثير على صاحبة المدونة ان يتم الرد عليها ومنحها الاهتمام على الاخص وان نوعية الكتابات التي تمتهنها هي من رديء الصحافة، صحافة التشهير والكراهية المتخفية خلف متاريس لغة فضفاضة وجو عام مؤات، فليس اسهل من اتهام اي «منتقد» للسياسات الاميركية اثناء العدوان الاسرائيلي على لبنان تموز (يوليو) العام 2006 بالارهاب، او بدقة اكثر، بدعم الارهاب، وربما تكلم «المنتقد» بأمور دافع فيها عن موقف «حزب الله» على اعتبار انه مقاومة وطنية توجه سلاحها ضد قوى محتلة، فيصبح اسهل بكثير ان ينعت بـ«مناصر» للحزب الذي تضعه الادارة الحالية على رأس لائحة الارهاب.
وهنا، اذا ساقت صاحبة المدونة مثل هكذا اتهامات الى ايٍ ممن ينطبق عليهم الوصف اعلاه، فإنها تستطيع ان تفلت من الملاحقة القانونية على اعتبار ان التوصيفات التي تسوقها فضفاضة وذات طابع سياسي لا يمكن محاكمتها بتهمة القدح والذم. والمشكلة هي، اين يقع القدح والذم؟ لأن المدافع عن حق الشعوب في المقاومة لن يجد اتهامه بمناصرة «حزب الله» قدحا وذما. لكن المسألة تدق اذا كانت مثل هذه الاتهامات تساق للاضرار سياسيا بالشخص، او بسمعته. تماما مثل الصفات التي اطلقت على المرشح الديمقراطي باراك اوباما من انه مسلم. مما دفعه الى الاعلان انه غير مسلم وكأن اسلامه كان سيكون تهمة. لكن مرشح رئاسي مثل اوباما وفي موقع كموقعه لا يحتمل خسارة وقت، ليس امامه وقت للشرح ولم يكن امامه الا حل واحد وسريع: دفع صفة الاسلام عنه. فهل سيقوم من اتهمتهم شلاسيل بدعم «حزب الله» بدفع ذلك، وكيف؟
لكن شلاسيل لم تطلق فقط اتهامات فضفاضة كالدعم والمناصرة وهي صفات قلبية لا يحاسب عليها القانون (رغم نتائجها السياسية المدمرة)، بل اتهمت اشخاصا بأنهم «عملاء» لـ«حزب الله». وجهت هذه التهمة الى اسامة السبلاني والى علي جواد وغيرهم، كما سمّت محامي اللجنة العربية الاميركية لمكافحة التمييز نبيه عياد بـ«محامي الارهابيين المسلمين». وتلك اتهامات تحتاج الى ادلة محسوسة من جانب المدعي والا عُدّت حضاً على الايذاء، لأن هكذا اتهامات قد تعرض حياة هؤلاء المتهمين الى الخطر من قِبل اي متعصب اخرق وهذا يشكل ارضية ممكنة لدعوى قضائية.
وآخر فصول الاتهامات التي تفتقت عنها عبقرية هذه المرأة وجهت مؤخرا الى علي جواد (تفاصيل ص. 2).
على ان المحامي في مجال الحقوق المدنية نبيه عياد افاد بأن القانون يحمي الشخصيات الخاصة بطرق اشد من تلك التي يحمي فيها الشخصيات العامة. واي اتهام يصيب الشخص في سمعته او في البزنس الخاص به، او يصيب عائلته يكون ارضية لرفع دعوى قضائية ضد الجاني.
الى ذلك، اكد عياد ان هناك اكثر من طريقة لمقاضاة هذه المرأة التي لم توفر احدا من اتهاماتها: على رأس هذه الطرق رفع شكوى امام نقابة المحامين، (هي محامية في نقابة ميشيغن).
المهم ان ندرك ان ثمة قانون يحمي من امثال تلك المصابة بمرض الكراهية، وعلى المتهمين ان لايمارسوا سياسة النعامة.
وكل العرب في مركب واحد. وعلينا التجذيف معا قبل ان يصل الماء الى اقدامنا.
Leave a Reply