صالح مهدي الأمين
لم يكن ما حدث منذ اسبوع فـي المركز الاسلامي فـي اميركا أمرا ًغير متوقع . فالحديث عن بعض المشاكل وكثير من الغموض بدأ يطفو منذ زمن . وقد كتب وقيل الكثير عن ضرورة التغيير نحو الأفضل والاستعانة بالشفافـية لمنع الانحراف بالمؤسسات الدينية والزمنية عن مسارها وأهدافها ، ولكي تبقى هذه الصروح فعّالة فـي خدمة الجالية لا عالة عليها .
لن أكرر رأيي الذي كتبته فـي مقالات سابقة حول هذا الموضوع ، ولكن فـي ضوء الأحداث والمستجدات التي لم يتوقعها أحد، لا بد من طرح مجموعة من الاسئلة وتركها برسم الجالية للتفكير والتدبر.
فـي خضم أزمة عالمية نعيش مضاعفاتها يوميا وتتردد اصداؤها فـي اجواء المعمورة ، وفـي وقت يقبع العرب والمسلمون تحت مجهر العالم بأسره يراقب تحركاتهم وسكناتهم، يهاجمهم تارة ويتعاطف معهم تارة اخرى، فـي وقت لا صوت يعلو فوق أزيز الرصاص وهدير طائرات التحالف المعلن على الارهاب . وفـي زمن يزعق فـيه التكفيريون زاعمين انهم يمثلون سماحة الإسلام، بينما صوت الحق والاعتدال يكتم، فـي وقت نحن فـي امّس الحاجة الى الوحدة ورصّ الصفوف والتفكير بعمق والعمل بجد لتحقيق خلاص انفسنا والحيلولة دون أن تضيع الاجيال القادمة وتحل لعنة التاريخ علينا، فـي هذا الوقت نطرح الاسئلة التالية برسم العقلاء فـي هذه البقعة من المعمورة وفـي هذه البلدة الطيبة بأهلها الطيبين:
– هل تحويل الانظار عن القضايا الأساسية التي تواجه المجتمع وحرفِها بخلافات وفضائح صفراء يخدم هذه الجالية؟
– بعد ان تركنا ديارنا هربا من التقسيم والمذهبة ومحاربة الجار لجاره ، هل المصلحة ان نعود لنصب الحدود بيننا هنا ؟ أنقسّم شوارعنا الى عراقية ولبنانية، يمنية وسورية ، سنية وشيعية ومسيحية؟
– هل هبطنا الى مستوى تقودنا انانيتنا وأطماعنا الشخصية الى غرس بذور الفتنة وزرع الضغائن فـي نفوس الابناء؟
– هل تهميش شريحة من الناس واحتكار القرارات هو الطريق الصحيح لإدارة مؤسسات ومقدرات هذه الجالية؟
– أيعقل أن يستخدم من يفترض أنهم العقلاء نهج التكفـيريين بتقسيم الناس بين معسكر الخير ومعسكر الشر؟ إما معنا أو ضدنا؟
– هل إشاعة الفوضى وجلب الدعاية السلبية من قبل وسائل الإعلام الأميركية الى مؤسساتنا يخدم قضيتنا؟
– ماذا تنفع جباية الأموال وحفلات التبرعات اذا أدّت الخلافات والفضائح الى إبعاد الناس عن بعضهم البعض ونفّرتهم من دور العبادة ورجال الدين؟
– ترى هل سيثق الناس بعد سلسلة الفضائح بقادة هذه الجالية،وكيف لهم أن يبقوا مؤمنين بعمل المؤسسات ويرفدوها بالأموال والطاقات؟
هذه الاسئلة وغيرها تدور فـي وجدان هذه الجالية وهي تحتاج الى تفكّر وتدبر من قبل من تصدى للقيادة، والمسؤولية الكبرى تقع على عاتق رجال الدين والقادة الزمنيين. ليس المركز الاسلامي المؤسسة الوحيدة فـي دائرة الخطر بل جميع المراكز والأندية والمؤسسات الدينية والأهلية والمنظمات الغير ربحية كذلك، وعليها أن تعلن حالة الطوارىء وأن تقوم بإعادة التقييم لعملها لأنها غير منيعة من أن تعصف بها رياح الخريف التي تعصف بنا.
علينا جميعا ان نستشعر بالخطر وأن نقدم الوحدة ورص الصفوف و وأد الفتن على كل اعتبار. وقد قيل الحذر قبل وقوع القدر.
Leave a Reply