لاس فيغاس – في محاولة للحد من مظاهر التشرد التي اجتاحت معظم مدن الغرب الأميركي، أصدرت بلدية مدينة لاس فيغاس في ولاية نيفادا، قانوناً يجعل النوم في الشوارع غير قانوني في ظل توفر ملاجئ خاصة للمشردين في المدينة.
ورغم الاحتجاجات الشرسة التي وصفت الخطوة بأنها «حرب على الفقراء» إلا أن من المنتظر البدء في تطبيق الإجراء على أجزاء من مدينة فيغاس.
رئيسة البلدية كارولين غودمان، الجهة الراعية لهذا الإجراء، وصفت الإجراء بـ«الضروري» للتعامل مع ما تسميه بـ«أزمة المشردين»، لاسيما وأن المدينة تعتمد بشكل أساسي على السياحة، التي تأثرت سلباً في العديد من المدن التي تعج بالمشردين، مثل سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا التي تعاني من تدهور جودة المعيشة فيها بسبب انتشار تعاطي المخدرات بين المشردين وتبرّزهم في العراء.
وقالت رئيسة بلدية لاس فيغاس بعد أن أشارت إلى أن اقتصاد لاس فيغاس يعتمد على صورتها كجذب سياحي دولي: «شكل المدينة أصبح معيباً».
وأضافت «نتباحث تحسين صورة المدينة منذ 20 عاماً، وكان واجباً علينا الحصول على نتائج الآن».
وكانت محكمة الاستئناف الفدرالية ألغت قانوناً مشابهاً أقرته مدينة بويزي بولاية أيداهو، العام الماضي، ووصفته بغير الدستوري، بحسب رأي القضاة الليبراليين.
واستغرب القضاة «مقاضاة أشخاص بسبب النوم في الأماكن العامة عندما لا يوجد عدد كافٍ من أسرة الإيواء» في المدينة.
يذكر أن مرسوم لاس فيغاس الجديد ينص مبدئياً على إصدار تحذيرات للأشخاص الذين يتم العثور عليهم وهم في وضعية نوم أو استلقاء في وسط المدينة ومحيطها.
وبداية من مطلع كانون الثاني (يناير) المقبل، سيعاقب القانون كل من ينام في الشارع في لاس فيغاس بالسجن لمدة تصل إلى ستة أشهر وغرامة قدرها ألف دولار.
القس في الكنيسة الأسقفية الإفريقية الميثودية الأولى في شمال لاس فيغاس ليونارد جاكسون، ندد بالقانون وعبر عن سخطه لتجريم النوم في الشوارع، وذلك خلال مظاهرة صباحية خارج قاعة المدينة.
جورج آلن، وهو عامل رعاية منزلية قال بالخصوص «إذا استطعنا بناء الملاعب، فيمكننا بناء مساكن للمشردين».
وتظاهر حوالي 100 شخص، وهم يهتفون، «يجب أن تسقط الحرب على الفقراء»، قبل أن يحتجوا على الاجتماع العام المثير للجدل الذي استمر أكثر من تسع ساعات.
وكان آلن يشير إلى ملعب كرة القدم الذي بلغت تكلفته ملياري دولار، المتضمن 65 ألف مقعد، ومن المقرر افتتاحه في العام المقبل لفريق «أوكلاند ريدرز».
وذكّر بأن دافعي الضرائب ساهموا بمبلغ 750 مليون دولار للمشروع، بينما أفاد مسؤولو المدينة عن إنفاق أكثر من 35 مليون دولار على الخدمات المتعلقة بالمشردين في العام الماضي، بما في ذلك التوعية والحرائق والشرطة والخدمات المجتمعية.
Leave a Reply