بغداد – بعد مضي ستة أشهر على الانتخابات العراقية التي كان كثيرون يأملون أن تحقق مزيدا من الاستقرار والسلام بدأ الشارع العراقي يفقد ايمانه بالديمقراطية. إذ لم تسفر انتخابات السابع من اذار (مارس) عن فائز واضح اذ توزعت أصوات العراقيين على كتلتين رئيسيتين يقودهما الشيعة وأحزاب كردية وتحالف متعدد الطوائف تعهد برعاية مصالح الاقلية السنية. ومنذ ذلك الحين يقول الساسة انهم فشلوا في تحقيق تقدم ملحوظ في محادثات تشكيل حكومة ائتلافية في حين أثار استمرار هجمات المقاتلين مع انتهاء العمليات القتالية للقوات الاميركية المخاوف من انزلاق البلاد مرة أخرى الى عنف أوسع نطاقا. وتراجعت الى حد بعيد حدة العنف الطائفي الذي اعقب الغزو بين السنة والشيعة. لكن الازمة السياسية أظهرت مدى عمق الانقسامات الباقية وأثارت المخاوف من اتساع نطاق اراقة الدماء من جديد اذا ما انتهى الامر باستبعاد احدى الطوائف من الحكومة أو حرمانها مما تعتبره نصيبها العادل من السلطة.
وفاز تكتل “العراقية” الذي يتزعمه رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي ويؤيده السنة بفارق مقعدين على ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي. ولم يتمكن اي منهما من تحقيق الاغلبية الكافية لتشكيل حكومة. وأجرى المالكي وعلاوي محادثات لكنها لم تسفر عن نتائج تذكر. ويقول ساسة ان كلا منهما حاول الائتلاف مع أطراف أخرى لكن لم يتحقق تقدم يذكر.
Leave a Reply