By failing to prepare, you are preparing to fail.
Benjamin Franklin
«إذا فشلت في التحضير فإنك تحضّر للفشل».
إن كل فردٍ عاقل يرغب في الانتاج ويطمح لأن يساهم في تطوير المجتمع الذي يعيش فيه أو تحسين وضعه الشخصي على الأقل، لا بد أن يسأل نفسه أحد هذه الأسئلة: ما العمل؟ أين موقعي في هذا المجتمع؟ أي ما هو محلي من الإعراب؟ من أين أبدأ وما هو الهدف الذي سأنتهي إليه؟
وهذه الأسئلة التي قد يطرحها الأفراد أيضاً تنطبق على مجتمعات ودول وشركات وغيرها من الكيانات التي تفكر بعقلها الجمعي.
لا يروي التاريخ أي قصة نجاح لفرد أو مجتمع دون أن يأتي على ذكر الكدح والعمل المضني المقرون بخطة وهدف واضحين. فإن النجاح لا يأتي صدفة بل هو نتيجة تراكم عوامل عديدة نحن نصنعها بـأيدينا ونحن نقرر أن نمشي في طريق النجاح أو الفشل. العمل، أي عمل ناجح، لا بد أن يكون مقروناً بالتخطيط ورسم رؤية واضحة للمسار والهدف.
لقد قرأت القصة التالية، وهي توضح ما يجب أن يبقى حاضراً في اذهاننا عند الشّروع في التخطيط لأي عمل. وقد حاولت البحث عن كاتبها الأصلي فلم أنجح:
«أمضى رجل اعمال غني من نيويورك عطلة أسبوعين على شواطئ كوستاريكا، وفي اليوم الأول ذهل لنوعية وطعم السمك الذى اشتراه من بائع محلي، اكتشف الأميركي أن هذا الصياد يعرف منطقة في عرض البحر فيها السمك وفير، والنوعية ممتازة، ولكنه لم يكن يصطاد إلا خمس أو ست سمكات كل يوم..
سأل النيويوركي صياد السمك لماذا لا يصطاد المزيد من السمك، أجابه الصياد «ولكنني ياسينيور أتأخر في النوم حتى التاسعة صباحا، ثم العب مع أطفالي و بعد ذلك اذهب للصيد مدة ساعتين أو ثلاث، و في المساء أتناول وجبة هادئة مع عائلتي. وأسهر لوقت متأخر مع أصدقائي.. كما ترى أنا أنعم بحياة سعيدة هادئة ممتعة و مليئة بالنشاط
أجاب النيويوركي: عليك أن تصطاد المزيد منه، فهذه الطريقة تمكنك من أن تمهد الطريق لمستقبل زاهر..
تابع النيويوركي قائلاً: العمل للمستقبل يتم عبر الاستيقاظ باكراً وقضاء اليوم كله في صيد السمك، ثم العودة في المساء من أجل اصطياد المزيد من السمك، وبفضل المال الزائد الذي ستجنيه ستستطيع شراء قارب أكبر، وبعد سنتين ستستطيع أن تمتلك خمسة أو ستة قوارب يمكن تأجيرها لصيادىن آخرين. و في غضون خمس سنوات أخرى ستستطيع بناء مصنع لتعليب السمك، و بعد ست أو سبع سنوات اخرى ستستطيع ترك هذا البلد والانتقال الى نيويورك أو سان فرانسيسكو مسلما ادارة المصنع الى شخص آخر لتتمكن انت من تسويق منتوجاتك، بمعنى أنك اذا عملت جاهدا مدة خمس عشرة أو عشرين سنة فستصبح مليونيراً وتتقاعد باكراً.
أجاب الصياد وماذا أفعل عندئذ؟
رد رجل الأعمال بحماسة عندئذ ستقدر على الانتقال الى قرية صغيرة كهذه وتستمع بحياتك وتمارس هواية صيد السمك.
رد الرجل: هذا بالضبط ما افعله الان!
المغزى هنا أن معيار النجاح لا يقاس دائماً بالأموال والممتلكات أو القدرة الشرائية. ومعيار النجاح بالنسبة لي قد يكون مختلفا عن معيار النجاح بالنسبة الى شخص آخر.
لكن الثابت الوحيد هو وجود رؤية واضحة وقناعة تامة بما نرغب في الوصول اليه كأفراد وجماعات.
فإذاً السر يكمن في بناء إستراتيجية واضحة لحياتنا كأفراد ومجتمعات والعمل بجد وإخلاص وكد على تطبيق بنود الاستراتيجية للوصول إلى الهدف.
في كثير من الأحيان لا ينقصنا كأفراد أو مجتمعات الموهبة أو الطاقة أو الذكاء أو العزم على التغيير والبناء والتشييد، ولكن ينقصنا في أحيان كثيرة أيضاً الخطة الواضحة والإستراتيجية الصريحة.
قرنت الفرد بالمجتمع لأقول أن هناك مسؤولية تقع على عاتق الأفراد للنهوض بمجتمعهم وإعداد الخطط الواضحة للوصول بهذا المجتمع إلى منزلة أرقى وأفضل يخدمهم كأفراد ويكون ركيزة صلبة لكد وجهد ابنائهم وللأجيال من بعدهم.
في مجتمعنا العربي الأميركي في هذه البلاد نحن بحاجة لمثل هذه الإستراتيجية. هناك قصص نجاح كثيرة لأفراد. ولكن ذلك لا يعفيهم من واجب النهوض بالمجتمع الذي ينتمون إليه.
إن في عدم الالتفات إلى حاجة مجتمعنا وجاليتنا لخارطة طريق واضحة للنهوض بها ظلم وأنانية كبيرين تجاه هذا المجتمع وتجاه أجيال تأتي من بعدنا.
فلنبق هذا الأمر قبالة أعيننا ولنفكر سوية ولنقرر ما العمل.
Leave a Reply