أطل علينا ملك المغرب مساء الجمعة 17 حزيران (يونيو) ليذكرنا بأنه أمير المؤمنين، وأن له القدسية التي تليق بمكانته التي لا يجوز
انتقادها أو الاقتراب منها وأن احترمه واجب شرعي، ولم يبق إلا أن يقول أن الخارج
عن طاعته مرتد أو زنديق يحل سفك دمه حسب الدستور المغربي الجديد، دستور مفصل على
مقاسه تماما.
انتقادها أو الاقتراب منها وأن احترمه واجب شرعي، ولم يبق إلا أن يقول أن الخارج
عن طاعته مرتد أو زنديق يحل سفك دمه حسب الدستور المغربي الجديد، دستور مفصل على
مقاسه تماما.
لم أعجب أن الملك، عفوا أمير المؤنين، لم يطلب من شعبه (الرعية) البيعة له لأنه أخذ
البيعة في 1999 منهم (للأبد) بعد رحيل والده، ولذا فهو سيجنبهم مشقات السفر الى عاصمته للوقوف في
طوابير بيضاء لمبايعته والسلام عليه وتقبيل يديه (الطاهرتين) فهو كما ترون رؤوف
ورحيم بالعباد.
البيعة في 1999 منهم (للأبد) بعد رحيل والده، ولذا فهو سيجنبهم مشقات السفر الى عاصمته للوقوف في
طوابير بيضاء لمبايعته والسلام عليه وتقبيل يديه (الطاهرتين) فهو كما ترون رؤوف
ورحيم بالعباد.
أبدع أمير المؤمنين باختراع الاصلاحات الدستورية الجديدة، فقد غير اسم الوزير الأول
الى رئيس الحكومة (يا سلام على التحديث). صحيح أنه تخلى عن تعيين رئيس الوزراء
مباشرة فالآن سيكون رئيس الوزراء من الحزب الذي يتصدر انتخابات مجلس النواب. لكن
انتبهوا: مجلس أعلى من مجلس الوزراء اسمه المجلس الوزاري الذي يضم الوزراء ورئيسهم
والملك، وأمير المؤمنين طبعا هو رئيس هذا المجلس. هذا هو رد الملك على المعارضة
التي تطالبه بتقليص صلاحياته فاذا به يتمدد أكثر، ولذر الرماد في العيون أعطى
الملك لرئيس الحكومة صلاحية حل البرلمان، كرم، شكر الله سعيكم.
الى رئيس الحكومة (يا سلام على التحديث). صحيح أنه تخلى عن تعيين رئيس الوزراء
مباشرة فالآن سيكون رئيس الوزراء من الحزب الذي يتصدر انتخابات مجلس النواب. لكن
انتبهوا: مجلس أعلى من مجلس الوزراء اسمه المجلس الوزاري الذي يضم الوزراء ورئيسهم
والملك، وأمير المؤمنين طبعا هو رئيس هذا المجلس. هذا هو رد الملك على المعارضة
التي تطالبه بتقليص صلاحياته فاذا به يتمدد أكثر، ولذر الرماد في العيون أعطى
الملك لرئيس الحكومة صلاحية حل البرلمان، كرم، شكر الله سعيكم.
الملك بقي محتفظا بصلاحيات تعيين قائد الجيش وكبار الضباط بصفته القائد الأعلى
للقوات المسلحة، وهذه –كما يهيئ له- أكبر ضمانة لديمومة عرشة وكرسيه المزركش بالذهب الخالص، فأمير
المؤمنين هو القائد المدني والعسكري للبلاد لأنه متعدد المواهب والامكانات فقد
بعثه الله هدية لهذا الشعب الذي لولاه لتعرض للانقراض.
للقوات المسلحة، وهذه –كما يهيئ له- أكبر ضمانة لديمومة عرشة وكرسيه المزركش بالذهب الخالص، فأمير
المؤمنين هو القائد المدني والعسكري للبلاد لأنه متعدد المواهب والامكانات فقد
بعثه الله هدية لهذا الشعب الذي لولاه لتعرض للانقراض.
يحاول الملك تحييد الأمازيغيين باعتماد اللغة الأمازيغية كلغة رسمية بجانب العربية،
وبهذا يعتقد أن الأمازيغيين سينفضون عن المعارضة الشعبية. كذا فعل الرئيس السوري
مع الأكراد بإعطائهم الجنسية. ما بال أقوام هؤلاء، الرئيس السوري وأمير المؤمنين
هنا، لا يحسنون قراءة ما يدور في خلد شعوبهم أو الأقليات منها.
وبهذا يعتقد أن الأمازيغيين سينفضون عن المعارضة الشعبية. كذا فعل الرئيس السوري
مع الأكراد بإعطائهم الجنسية. ما بال أقوام هؤلاء، الرئيس السوري وأمير المؤمنين
هنا، لا يحسنون قراءة ما يدور في خلد شعوبهم أو الأقليات منها.
حتى يحكم الملك –عفوا استمر في النسيان أنه أمير المؤمنين- قبضته على الأمن كله في البلاد، شرطة
وجيشا و..، فهناك حسب الدستور الجديد مجلس أعلى للأمن يشمل السلطة التشريعية
والتنفيذية والقضائية وغيرها، ولا غرابة هنا أن يرأسه الملك أيضا. وبعد هذا كله
يطربنا بـ”وصلة” كاملة وعزف منفرد عن استقلالية القضاء. أين استقلالية القضاء
وحضرته يمسك بقبضته الحديدية على كل شيء في هذه الدولة حسب “دستورها الجديد”.
وجيشا و..، فهناك حسب الدستور الجديد مجلس أعلى للأمن يشمل السلطة التشريعية
والتنفيذية والقضائية وغيرها، ولا غرابة هنا أن يرأسه الملك أيضا. وبعد هذا كله
يطربنا بـ”وصلة” كاملة وعزف منفرد عن استقلالية القضاء. أين استقلالية القضاء
وحضرته يمسك بقبضته الحديدية على كل شيء في هذه الدولة حسب “دستورها الجديد”.
طالت السهرة وإذ بأمير المؤمنين يصر بألا يتركنا قبل أن يتحفنا بوصلة أخرى، هذه
المرة عن حقوق الإنسان فهو يعيش في برجه العاجي ولكنه لا يدري ما تفعله شرطته في
شوارع القرى والمدن المغربية ضد المتظاهرين المطالبين بالحرية والاصلاحات
الدستورية “الحقيقية” لا الصورية.
المرة عن حقوق الإنسان فهو يعيش في برجه العاجي ولكنه لا يدري ما تفعله شرطته في
شوارع القرى والمدن المغربية ضد المتظاهرين المطالبين بالحرية والاصلاحات
الدستورية “الحقيقية” لا الصورية.
الدستور الجديد كما جاء على لسان أمير المؤمنين –لا فض فوه- لا يقلص صلاحيات الملك، ولا يقترب إنشا واحدا من الملكية الدستورية التي
يطالب بها الشعب، فالملك استراح في قعدته ومد رجليه.
يطالب بها الشعب، فالملك استراح في قعدته ومد رجليه.
ما كاد أمير المؤمنين ينهي وصلته، عفوا خطابه حتى امتلأت شوارع العاصمة بالمؤيدين
يحملون الأعلام المغربية الحمراء، حقيقة لا أدري من أين جاءت كل هذه الأعلام بكل
الأحجام (يمكن الحكومة وزعتها!) وأكاد أجزم أن غالبيتهم لم يسمعوا الخطاب اصلا،
ولكنه أمير المؤمنين لا ينطق بالباطل أبدا.
يحملون الأعلام المغربية الحمراء، حقيقة لا أدري من أين جاءت كل هذه الأعلام بكل
الأحجام (يمكن الحكومة وزعتها!) وأكاد أجزم أن غالبيتهم لم يسمعوا الخطاب اصلا،
ولكنه أمير المؤمنين لا ينطق بالباطل أبدا.
وعلى ذكر الأعلام لا أدري لماذا تنتشر الأعلام بكثرة في المظاهرات المؤيدة للأنظمة،
وكأن الأعلام الوطنية صارت علم الحزب الحاكم لا علم الوطن بكل فئاته، أو للايحاء
بأن المعارضة مندسة ولها اجندات خارجية تآمرية ضد البلاد، هكذا تقول الأنظمة كلها
وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة –حلاوة الروح- وكأن الأنظمة تخاطب البلهاء المؤيدين لها انظروا إنهم لا يحملون
الأعلام بكثرة كما تفعلون أو أن أعلامهم ليست بحجم أعلامكم، فعلم دمشق طوله 2000 متر (2 كيلو متر.. توحي بالقصر) فهل من مبارز؟
وكأن الأعلام الوطنية صارت علم الحزب الحاكم لا علم الوطن بكل فئاته، أو للايحاء
بأن المعارضة مندسة ولها اجندات خارجية تآمرية ضد البلاد، هكذا تقول الأنظمة كلها
وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة –حلاوة الروح- وكأن الأنظمة تخاطب البلهاء المؤيدين لها انظروا إنهم لا يحملون
الأعلام بكثرة كما تفعلون أو أن أعلامهم ليست بحجم أعلامكم، فعلم دمشق طوله 2000 متر (2 كيلو متر.. توحي بالقصر) فهل من مبارز؟
ألقى أمير المؤمنين خطبته العصماء، وهو ينتظر
السمع والطاعة من الشعب عندما يدلي
بصوته في الاستفتاء على الدستور الجديد، وعندما تظهر النتائج بنسبة 99
بالمئة التي نعرفها جميعا، سيخرج علينا أمير المؤمنين ويقول إن المعارضة
1 بالمئة فقط ولكننا نحترمهم وندعوهم للترشح لانتخابات مجلس النواب
القادمة، فلعلهم
يفوزون بالأغلبية ويكون منهم رئيس الوزراء الجديد!
السمع والطاعة من الشعب عندما يدلي
بصوته في الاستفتاء على الدستور الجديد، وعندما تظهر النتائج بنسبة 99
بالمئة التي نعرفها جميعا، سيخرج علينا أمير المؤمنين ويقول إن المعارضة
1 بالمئة فقط ولكننا نحترمهم وندعوهم للترشح لانتخابات مجلس النواب
القادمة، فلعلهم
يفوزون بالأغلبية ويكون منهم رئيس الوزراء الجديد!
“حركة العشرين من فبراير” هي بالتأكيد أكبر بكثير من واحد بالمئة، وستخرج الى
الشارع لتعلن لا سمعا ولا طاعة لأمير المؤمنين، لن نبايع، وهذه الحركة الشبابية
آخذة في النمو السريع، وظيفتها الآن فضح النظام وممارساته وتوعية الشعب بأن
الدستور الجديد مهزلة ولا يحقق الحد الأدنى من تطلعات المغاربة نحو حرية
وديموقراطية حقيقية تليق بهم.
الشارع لتعلن لا سمعا ولا طاعة لأمير المؤمنين، لن نبايع، وهذه الحركة الشبابية
آخذة في النمو السريع، وظيفتها الآن فضح النظام وممارساته وتوعية الشعب بأن
الدستور الجديد مهزلة ولا يحقق الحد الأدنى من تطلعات المغاربة نحو حرية
وديموقراطية حقيقية تليق بهم.
النظام المغربي والأنظمة العربية كلها –لا أستثني منهم أحدا- عصية على الاصلاح وربما يناسبها التغيير الكامل، عن الأصلاح.
فالفساد مستشر والحريات غائبة والمعتقلات مليئة بنشطاء الرأي وقتل الأبرياء في
الساحات أصبح للأسف امرا اعتياديا على شاشات التلفزيون، لا نريد لحواسنا أن تعتاد
هذه البشاعات ولا لمسلسل القتل والتنكيل أن يطول.
فالفساد مستشر والحريات غائبة والمعتقلات مليئة بنشطاء الرأي وقتل الأبرياء في
الساحات أصبح للأسف امرا اعتياديا على شاشات التلفزيون، لا نريد لحواسنا أن تعتاد
هذه البشاعات ولا لمسلسل القتل والتنكيل أن يطول.
الاصلاحات الموعودة سواء في المغرب أو سوريا أو غيرها قليلة جدا (إن لم تكن معدومة)
ومتأخرة جدا والحركات الشابية لا تثق بهكذا أنظمة ولا بوعودها.
ومتأخرة جدا والحركات الشابية لا تثق بهكذا أنظمة ولا بوعودها.
أمير المؤمنين لم يقل لشعبه إذا رأيتم في اعوجاجا
فقوموني ولم يخرج أحد من شعبه بعد
ليقول له: لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناه بسيوفنا، ولم يرد: لا خير فيكم إن
لم
تقولوها، ولا خير في إن لم أسمعها، عندما يتكرر هذا المشهد الذي حصل من
أكثر من 14 قرنا عندها فقط سنسمع المغاربة يرددون عن رضى سمعا وطاعة، أما
مع استمرار
الاستبداد، فلا سمع، ولا طاعة يا أمير المؤمنين.
فقوموني ولم يخرج أحد من شعبه بعد
ليقول له: لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناه بسيوفنا، ولم يرد: لا خير فيكم إن
لم
تقولوها، ولا خير في إن لم أسمعها، عندما يتكرر هذا المشهد الذي حصل من
أكثر من 14 قرنا عندها فقط سنسمع المغاربة يرددون عن رضى سمعا وطاعة، أما
مع استمرار
الاستبداد، فلا سمع، ولا طاعة يا أمير المؤمنين.
Leave a Reply