لا مهرجان عربي فـي ديربورن هذا الصيف

ديربورن – قررت «غرفة التجارة الأميركية العربية» إلغاء فعاليات المهرجان العربي الدولي الـ18 وتأجيلها لصيف العام المقبل، وذلك بعد رفض بلدية ديربورن إقامة المهرجان السنوي في موقعه التقليدي على شارع وورن طالبةً نقله الى منتزه «فورد وودز» بعد سلسة من التوترات التي أثرت سلباً على صورة المهرجان الذي تحول الى مقصد للجماعات «التبشيرية» المتعصبة.

وجاء قرار تأجيل المهرجان بعد تسوية أقرتها بلدية ديربورن مع جماعة تبشيرية (مجموعة الـ17) اتهمت سلطات المدينة بانتهاك حقوق ثلاثة من أعضائها في حرية التعبير تم اعتقالهم عام 2010، وقد غرمت البلدية بموجب التسوية بتعويضات مالية لم يتم الكشف عن قيمتها، كما أجبرت البلدية على نشر اعتذار للمبشرين أصحاب الدعوى على الموقع الإلكتروني للمجلس البلدي لمدة ثلاث سنوات مقبلة. 

وجاء قرار تأجيل المهرجان عقب أربع سنوات من التوترات التي أثارها عدد من «المبشرين» باستفزاز زوار المهرجان وقد وصلت المصادمات العام الماضي إلى حد التضارب والتراشق بالزجاجات الفارغة ما استدعى تدخل الشرطة أكثر من مرة. كما أُقيمت عدة دعاوى قضائية، بضمنها قضية رُفعت ضد مقاطعة وين التي تكفلت شرطتها بحماية فعاليات العام الماضي وقد أسقطها قاض فدرالي في ديترويت قبل أيام من قرار «الغرفة». 

وبضمن التحرشات التي قام بها «المبشرون» السنة الماضية، احضار رأس خنزير ورفعه على سارية وسط المهرجان، ورفع يافطات تندد بالنبي محمد (ص) أسفرت عن ردود فعل غاضبة من أطفال مسلمين. 

وكانت «غرفة التجارة» قد أصدرت بيانا صحفيا أكدت فيه أن المهرجان سيعود في الصيف المقبل، «وفي الموعد نفسه»، وأن هذه الفترة ستكون فرصة لإعداد نسخة جديدة أكثر تنوعا. وتضمن البيان تأكيد رئيس البلدية جاك أورايلي على دعم المهرجان واستمرار نجاحه كفعالية حققت طيلة 17 عاما مكاسب اقتصادية وثقافية للمدينة، التي أصبحت مقصدا لكثير من الزائرين وأصحاب الأعمال التجارية بمنطقة ديترويت الكبرى.

ولفتت المديرة التنفيذية للغرفة، فاي بيضون، إلى قرار رئاسة البلدية بنقل المهرجان الى «فورد وودز» مشيرةً إلى أن فكرة المهرجان انطلقت أصلاً لدعم اقتصاد المدينة وتشجيع المتاجر العربية المنتشرة على طول شارع وورن.  وكانت بلدية ديربورن والغرفة قد واجهتا زيادة في نفقات الحماية الأمنية والتأمين نتيجة التوترات والدعاوى القضائية المرفوعة من جانب جماعات «تبشيرية» متعصبة، ما دعا البلدية إلى اقتراح نقل المهرجان الى المنتزه، لكن بيضون قالت إنه «من المستحيل إقامة مهرجان ناجح وفي وقته في مكان جديد»، آملةً بإقامة المهرجان السنة القادمة في ظروف أفضل.