ساحة الفردوس |
بغداد – انتهت الدورة الثانية من مؤتمر المصالحة الوطنية في بغداد الاربعاء دون تحقيق نتائج مهمة وسط مقاطعة العديد من الفئات النافذة السنية والشيعية والليبرالية والتي وصفها المنظمون بانها «لا تخل ولا تؤثر» على المشاركة.
وقال المتحدث باسم المؤتمر تحسين الشيخلي ان «انسحاب الكتل والقوى السياسية من جلسات المؤتمر لاسباب مختلفة لا يخل ولا يؤثر على اصل المشاركة في المؤتمر وايمانها العميق بضرورة تفعيل المصالحة الوطنية».
وقاطعت المؤتمر «جبهة التوافق»، ابرز ممثلي العرب السنة، والتيار الصدري والقائمة «العراقية» بزعامة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي و«جبهة الحوار الوطني» بزعامة صالح المطلك كما تم استبعاد البعثيين.
واضاف الشيخلي ان «التوصيات بمختلفها تؤكد الالتزام بالثوابت الوطنية ووحدة العراق ارضا وشعبا وادانة الارهاب والنهج التكفيري والتخوين والتهجير التي مارسها اعداء العراق بحق مواطنينا».
وتابع ان «الجلسات شارك فيها 400 شخصية سياسية ثقافية دينية منها المشارك في العملية السياسية وغير المشارك، من داخل العراق ومن خارجه، وكذلك قيادات بعض المجموعات المسلحة التي عادت الى الصف الوطني». لكنه لم يحدد هوية هذه المجموعات.
واشاد الشيخلي بـ«الحضور المتميز للقوى الميدانية من مجالس الصحوة التي ساهمت في تحسن الوضع الامني».
وكانت «جبهة التوافق»، اكبر الكتل البرلمانية للعرب السنة، اكدت مقاطعتها المؤتمر بسبب عدم توجيه الدعوة لها ككتلة بحسب ما اعلن المتحدث باسمها النائب سليم عبدالله الجبوري.
واضاف ان «قضية الافراج عن حاكم الزاملي، وكيل وزارة الصحة، تشكل عقبة، لانها مضت في الاتجاه الذي لا يرضي جبهة التوافق».
وتحمل جبهة التوافق الزاملي مسؤولية خطف وقتل مدير دائرة صحة محافظة ديالى قبل نحو عامين بالاضافة الى قتل العديد من العرب السنة.
اما النائب الاخر عن الجبهة عبد الكريم السامرائي، فقال ان «الجبهة تعتقد ان الظروف الحالية غير مهيئة لا شكلا ولا مضمونا لانجاح المؤتمر (…) المصالحة الحقيقية ليست بحاجة الى مظاهر احتفالية بقدر حاجتها الى افعال لا اقوال».
كما جدد رئيس الوزراء نوري المالكي رفض حكومته اجراء حوار مع حزب البعث العربي الاشتراكي المنحل قائلا «لا يمكن لحزب البعث الدخول في العملية السياسية».
واضاف ان «الحوار مع حزب البعث مهما كان اسمه والشخص الذي يراسه مخالفة دستورية وثم كيف نتحاور مع اناس يستخدمون العنف والقتل ويؤمنون بالانقلابات والارهاب والحزب الواحد (…) يحملون عقولا مريضة وافكارهم تجاوزها الزمن».
وبدورهم، انسحب نواب من التيار الصدري من اولى جلسات المؤتمر الثلاثاء وقال رئيس الكتلة البرلمانية نصار الربيعي ان «كل المؤتمرات دعاية حكومية فقط ولا تعالج المشكلة الاساسية في العراق». واضاف الربيعي ان «المشكلة ليست بين اطراف متناقضة، بل هناك مشكلة داخل المذهب الواحد، والحزب الواحد والمكون الواحد».
وقد اطلق المالكي في حزيران (يونيو) 2006 مبادرة لتحقيق المصالحة الوطنية تتضمن عقد مؤتمرات للقوى السياسية والعشائرية ومنظمات المجتمع المدني.
وعقدت الدورة الاولى من مؤتمر القوى السياسية في كانون الاول (ديسمبر) 2006 لكنها لم تسفر عن نتائج مهمة ايضا.
Leave a Reply