بيروت – يتجه النائب اللبناني، ابن العائلة السياسية العريقة، تمام سلام، الى قبول تكليفه بتشكيل حكومة جديدة في لبنان. بارقة الأمل هذه التي تبشر بعدم دخول البلاد نفق الفراغ، لا يعول اللبنانيون عليها كثيراً لمواجهة الوضع الأمني والإجتماعي المتردي في ظل الإنقسامات الداخلية الحادة وتأثيرات الأزمة السورية المستمرة التي تنذر بالتمدد الى لبنان.
وإذا كان سلام قد ضمن قبل الاستشارات النيابية الملزمة، اكثرية نيابية تبلغ 68 نائبا (١٤ آذار ووليد جنبلاط)، فإن جهود رئيس مجلس النواب نبيه بري قد توفر لهو رقما قياسيا من أصوات النواب.
جهود بري هذه التي تسعى الى توفير أصوات كتل «٨ آذار» و«التيار الوطني الحر» النيابية لصالح سلام تتمحور حول تقديم الأخير ضمانة وحيدة وهي الإلتزام بتشكيل حكومة وحدة وطنية. وبعدها سيبدأ الجزء الأصعب من رحلة سلام الى السراي، والذي يتألف من مرحلتين: التأليف ومن بعدها البيان الوزاري.
النائب «الملك» وليد جنبلاط هو الذي طرح اسم سلام الذي تبنته السعودية و«قوى 14 آذار»، بديلا لأشرف ريفي والرئيس المستقيل نجيب ميقاتي، كما تلقفت «قوى 8 آذار»، بدفع من «حزب الله» و«حركة أمل»، الشق الثاني من المبادرة الجنبلاطية الذي ينص على تشكيل حكومة سياسية، أي حكومة وحدة وطنية لا تستبعد أي طرف داخلي، و«اذا لم يتحقق ذلك، فان جنبلاط لن يشارك فيها أو يعطيها ثقته».
وما أضفى مناخا ايجابيا، هو حرص سلام نفسه على فتح قنوات مع بري و«حزب الله» قبل سفره الى السعودية وبعد عودته منها، وهو أبلغ سائليه أنه غير مرشح للانتخابات، وهي العبارة التي رددها أمام «رفاقه» المشاركين في اجتماع «قوى 14 آذار» في «بيت الوسط»،، وأضاف انه حريص كل الحرص على حكومة يتمثل فيها الجميع من دون استثناء، من دون أن يحدد بلغة حاسمة طبيعة الحكومة الجديدة وهل تكون حكومة حيادية أم سياسية أم مطعمة؟
وحرص تمام سلام على زيارة المملكة العربية السعودية الخميس لشكر رئيس الوزراء السابق سعد الحريري على تسميته رئيسا لمجلس الوزراء في الاستشارات التي تجري الجمعة والسبت (مع صدور هذا العدد). ويأتي تكليف سلام، من قبل نواب 14 آذار وعددهم 60، اضافة الى كتلة نواب النائب وليد جنبلاط وعدهم ٨. وسلام بحاجة الى أصوات 65 نائباً كي يحصل على أكثرية أعضاء مجلس النواب وعددهم 128.
وبموجب الدستور اللبناني يجري رئيس الجمهورية استشارات مع النواب، يكلف بعدها الشخصية التي تحصل على الاكثرية بتشكيل الحكومة.
ويأتي تكليف سلام بمهام رئاسة الحكومة اللبنانية بعد نحو اسبوعين على استقالة الحكومة الحالية برئاسة نجيب ميقاتي الذي استقال في ٢٢ اذار (مارس) الماضي.
وقال جنبلاط في مقابلة مع «المؤسسة اللبنانية للإرسال»، «سأسمي تمام سلام.. اتصلت به.. هو ابن عائلة عريقة، ابن شعار صائب سلام التفهم والتفاهم وشعار لا غالب ولا مغلوب».
وأضاف «له صفة اعتدال، واسمه عنوان الاعتدال»، مشيرا في الوقت نفسه الى ان تمام سلام «لم تخرج منه كلمة واحدة سيئة عن المقاومة».
وبدوره قال رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة إن نواب «14 آذار» وعددهم 60 أجمعوا على تسمية النائب تمام سلام ليتولى تأليف هذه الحكومة، و«هذا القرار اتخذ بالإجماع، لما يمثله النائب سلام من التزام وطني وأخلاقي، ولكونه يؤمن حقا بمنطق العبور إلى الدولة، واحترام الدستور والمؤسسات والميثاق الوطني».
وفي سياق المخاوف من أي تدهور أمني نقلت صحيفة «النهار» اللبنانية عن مصادر متابعة ان وفداً امنياً من السفارة الاميركية في بيروت قام بتفقد الشاطئ في منطقة الضبية – المتن، وتحديداً منطقة مرفأ الضبية، وذلك في اطار اجراءات الاحتياط استعداداً لاحتمال اجلاء الجالية الاميركية من لبنان الى الخارج. وسبق للبحرية الأميركية ان استخدمت هذا المرفأ خلال حرب تموز (يوليو) 2006 من اجل اجلاء الرعايا الأميركيين المقيمين في لبنان، حين تولت سفن ناقلات الجنود الاميركية نقل المئات من الاميركيين من الشاطئ هناك الى سفن حربية اميركية رست في المياه الاقليمية، قامت بدورها في تأمين نقل مواطنيها الى قبرص.
ويشار ايضاً الى ان قسماً لا بأس به من الاميركيين المقيمين في لبنان قد غادروه العام 2006 عبر مطار دمشق والاراضي السورية، لكن هذه الوسيلة او الخط اصبح غير صالح نتيجة الحرب الاهلية التي تدور رحاها في سوريا.
تمام سلام |
كما جددت الولايات المتحدة تحذير رعاياها من اخطار السفر الى لبنان، ودعت رعاياها الموجودين في لبنان الى تفهم المجازفات التي يقتضيها بقاؤهم هناك. ويتخطى التحذير الصادر الاثنين الماضي التحذير الصادر في ايلول (سبتمبر) 2012 وهو مبني على معلومات جديدة عن الاوضاع الامنية المتردية وحوادث الخطف وارتفاع مستوى العنف في لبنان وفي المنطقة.
Leave a Reply