اعتبر الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله أن التهديدات الإسرائيلية حول شنّ حرب لبنانية ثالثة دليل خوف ولا تنبع من قوة، وقال فـي الاحتفال المركزي لمناسبة ذكرى عاشوراء فـي الضاحية الجنوبية، إن المقاومة الإسلامية فـي أعلى درجات الجهوزية وعينها لم تغفل عن الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة «فعليكم أن تغلقوا مطاراتكم وموانئكم لأن الذهاب إلى حرب معنا سيكون مكلفاً جداً».
و أطلق «السيد» فـي اطلالة مباشرة له إشارات يمكنأن تتحول إلى مبادرات فـي أكثر من اتجاه، لعل أبرزها تلك الموجهة إلى «المستقبل»، عبر اعتماد سياسة اليد المفتوحة. وما كان يقوله فـي الجلسات المغلقة وحاذر قوله منذ نحو سنة، قاله، بالفم الملآن: إن ميشال عون هو مرشحنا لرئاسة الجمهورية.
وإذا كانت الإطلالة على المشهد اللبناني ضرورية، فهي فـي إطار فهم المشهد العام الذي لا يمكن النأي عنه على الإطلاق كونه سيرسم مصير المستقبل. ولعل أهم ما جاء على هذا الصعيد تَمَثَّلَ فـي فتح نصر الله باب الحوار أمام «تيار المستقبل»، وهو ما يبدو أنه رد للتحية بمثلها لزعيم هذا التيار سعد الحريري.
وربط «السيد» الحديث عن «المستقبل» بالإشادة بالتيار من بوابة أحداث الشمال. وقال: «من خلال المعطيات والمعلومات والحقائق، أصبح واضحا حجم ما كان يحضر لطرابلس وللشمال. لا شك بأن الذي تحمل العبء الأول فـي هذه المواجهة هو مؤسسة الجيش اللبناني، إذ تحمل الجيش الإساءات وواصل عمله وتحمل مسؤولياته ونجح. ونؤكد ثقتنا وإيماننا بأن الجيش اللبناني والقوى الأمنية الرسمية، تشكل الضمانة الحقيقية للبنان وبقائه، وقد أثبت الجيش جدارته فـي أكثر من تحد خطر، وهو قادر على تحمل هذه المسؤولية عندما تتوفر له الإمكانيات المادية». وأضاف «الإنصاف يقول إن العامل الآخر والأساسي جدا والذي ساهم فـي تخطي لبنان لهذه المصيبة الكبرى، هو موقف أهل الشمال عموما والمرجعيات الدينية والسياسية فـي الطائفة الإسلامية السنية الكريمة فـي لبنان. ولو لم يكن هذا الموقف، لأخذت الأمور فـي الشمال وطرابلس منحى آخر. نقدر عاليا هذا الموقف وهذا السلوك وهذا الأداء». وتابع: «يجب أن نسجل بأن الدور الأبرز فـي هذا الموقف هو لـ«تيار المستقبل». قد نختلف فـي كثير من المواقف وفـي كثير من التحليلات والتقييمات وأحيانا قد نصل إلى مرحلة العداء، لكن أخلاقنا تقول إنه عندما يكون هناك موقف صحيح وشريف، يجب أن نشكره ونقدره بمعزل عن كل الخلافات بيننا». كما أضاف «فـي هذا السياق وجهت دعوات إلى الحوار فـي وسائل الإعلام، إذا أردنا أن نحيد البلد ونحصن البلد يجب أن نتحاور مع بعض. وخلال الأسابيع الماضية، قامت جهات حليفة وجهات صديقة بالتحدث معنا، وقالوا أما آن الأوان لحوار بين «المستقبل» و«حزب الله»؟، وقلنا أن لا مانع لدينا. وأعلن من هذا الموقع، إننا مستعدون لهذا الحوار وجاهزون له، وهذا الموضوع قيد المتابعة».
Leave a Reply