وفيقة إسماعيل – «صدى الوطن»
دخل الاستحقاق الانتخابي في لبنان، ربع الساعة الأخير، حيث من المقرر أن يتوجه مئات آلاف الناخبين للإدلاء بأصواتهم يوم الأحد 15 أيار (مايو) الجاري، لاختيار أعضاء البرلمان الجديد المكون من 128 عضواً، والذين ستقع على عاتقهم مهمة انتخاب رئيس جديد للبلاد وتشكيل حكومة جديدة.
وكانت نهاية الأسبوع الماضي، قد شهدت اقتراع المغتربين اللبنانيين –للمرة الثانية في تاريخ لبنان– حيث أجريت الانتخابات في الخارج يومي الجمعة والأحد في 58 دولة حول العالم، وقد وصلت نسبة الاقتراع إلى حدود 63 بالمئة.
ووفق الأرقام الأولية غير النهائية التي أعلن عنها مدير المغتربين في وزارة الخارجية، هادي هاشم، فقد صوّت حوالي 142 ألف ناخب من أصل 225 ألف مسجل، فيما كانت نسبة المشاركة في انتخابات 2018 قد بلغت 50.76 بالمئة.
وسجلت سوريا أعلى نسبة اقتراع بين الدول بحسب هاشم، حيث اقترع 853 ناخباً من أصل 1,018، مشيراً إلى أن الأرقام المعلن عنها غير نهائية بانتظار أن تصدر عن لجان القيد في 15 أيار الجاري.
ويعوّل الكثير من اللبنانيين، خصوصاً الذين شاركوا في انتفاضة «17 تشرين»، على أصوات المغتربين التي قد تلعب دوراً في العديد من الدوائر الانتخابية من ناحية تأمين حواصل للوائح المجموعات المدنية خصوصاً أن المقيمين في الخارج ولاسيما في فرنسا ودول أوروبية ودبي، شاركوا من أماكن إقامتهم بتحركات ونشاطات داعمة للتحركات الشعبية، مؤكدين أنهم يدعمون تغيير الطبقة السياسية.
وانطلقت المرحلة الأولى من انتخابات المغتربين الجمعة الماضية، في تسع دول عربية إلى جانب إيران. ورغم تراجع نسبة الاقتراع في السعودية إلى 50 بالمئة مقارنة بأكثر من 56 بالمئة عام 2018، بيد أن عدد المقترعين ارتفع من 1,792 إلى 6,565 ناخباً في الدورة الحالية. وكان لافتاً التواجد الكثيف لماكينات حزبي «القوات اللبنانية» بزعامة سمير جعجع، و«التقدمي الاشتراكي» بزعامة وليد جنبلاط اللذين كانا يعولان على نسبة مشاركة تصل إلى 80 بالمئة.
وأرجع المراقبون انخفاض النسبة إلى مقاطعة «تيار المستقبل» برئاسة سعد الحريري الذي قرر عدم المشاركة في الانتخابات رغم موقف دار الفتوى الداعي للتصويت الكثيف وسط تأييد سعودي لـ«القوات اللبنانية» ولائحة رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة في دائرة بيروت الثانية بشكل أساسي.
وبحسب تقرير لـ«الدولية للمعلومات»، اقترع في الدول العربية التسع التي بدأت الانتخابات فيها يوم الجمعة، وهي: السعودية، الكويت، قطر، البحرين، العراق، الأردن، سلطنة عمان، مصر وسوريا، إضافة إلى إيران، 18,237 ناخباً من أصل من أصل 30,930، أي بنسبة 58.9 بالمئة مقارنة بــ7,449 ناخباً اقترع منهم 4,728 عام 2018، أي بنسبة 63.5 بالمئة، ما يظهر تراجعاً في نسبة الاقتراع بلغت 4.6 بالمئة.
واستكملت المرحلة الثانية من تصويت المغتربين في 48 دولة بينها الإمارات التي باتت تعتمد الأحد عطلة نهاية الأسبوع، والتي خطفت الأضواء الانتخابية نظراً للإقبال الكثيف على الاقتراع الذي تخطى 14 ألفاً من أصل 25 ألف ناخب مسجل. ورغم الأجواء الساخنة ووجود مركزي اقتراع ضيّقين، اصطف الناخبون بالمئات بطابور طويل حتى ساعات المساء للإدلاء بأصواتهم في ظل أجواء احتفالية تنشد التغيير ورغبتها في إسقاط القوى السياسية التقليدية.
ونشرت وزارة الخارجية والمغتربين جداول إقتراع اللبنانيين في الخارج وفقا للدول والقارات والدوائر.
ووفق الأرقام المعلنة، تخطت نسبة الاقتراع في أوروبا 65.7 بالمئة، ووصلت في أفريقيا وآسيا إلى ٦٥ بالمئة أيضاً، فيما بلغت النسبة 61 بالمئة في أميركا الشمالية، و40 بالمئة في أميركا اللاتينية، و57 بالمئة في أوقيانيا.
وقال مدير المغتربين في وزارة الخارجية، خلال مؤتمر صحافي: «هدفنا كان الوصول إلى أكثر من 70 بالمئة خصوصاً مع ارتفاع عدد المسجلين لدورة 2022 وبلوغهم حوالي 225 ألف ناخب»، معرباً عن أمله في أن تكون المشاركة أكثر كثافة في الانتخابات النيابية القادمة عام 2026.
وأشار هاشم إلى أن «انتخابات المغتربين شهدت أكبر عملية لوجستية بتاريخ لبنان الحديث، إذ جرت في 58 دولة، وضمت 205 ميغاسنتر، و598 قلم اقتراع ومشاركة أكثر من 2000 موظف و250 دبلوماسياً».
وتابع قائلاً: «عملنا مستمرّ لحين استقبال كل صناديق الاقتراع وتأمين وصولها سالمة إلى الخزنة المركزية في مصرف لبنان»، لافتاً إلى أن الصناديق بدأت تصل تباعاً.
وفي ما يخص إحدى الحقائب التي وصلت من قطر وفيها ثقب بحدود 20 سنتيمتراً، أوضح المتحدث ذاته أنه قد تم تدوين ذلك بالمحضر بوجود مراقبَيْن من الجمارك، ومراقب من وزارة الداخلية، وممثلي الخارجية وتم إيداعه لوزارتي الداخلية والعدل بغية إحالته إلى لجان القيد التي تقرّر ما إذا كان يتمتع بالمواصفات أو لا.
ووفقاً لبيانات الخارجية اللبنانية، فقد بلغ عدد المغتربين المسجلين أكثر من 142 ألفاً مقابل 92 ألفاً عام 2018، وهو رقم يبقى ضئيلاً قياساً إلى ملايين اللبنانيين المنتشرين في أنحاء العالم.
وقد تجاوز عدد الناخبين المسجلين في الخارج إلى 225,114 ناخباً، بحسب الأرقام النهائية لمديرية الأحوال الشخصية في وزارة الداخلية والبلديات، من أصل 230,466 طلباً وردت إليها من البعثات الديبلوماسية في دول الخارج.
وقد تقلص عدد الناخبين المسجلين بعد تنقيح الطلبات واستبعاد كلّ من لا تتوافر في طلباتهم الشروط القانونية اللازمة للمشاركة في العملية الانتخابية.
وبحسب الجداول الموزعة من وزارة الخارجية، يظهر أن الرقم الأكبر من المغتربين المسجلين كان من نصيب الموارنة (77,457 ناخباً)، يليهم السنّة (49,163)، فالشيعة (48,776)، فالروم الأرثوذكس (23,584)، فالدروز (15,564)، فالروم الكاثوليك (15,554)، فالأرمن الأرثوذكس (2,359)، فالأرمن الكاثوليك (1,001)، فالإنجيليّون (1,050)، إضافة إلى المئات من اللاتين والآشوريين والعلويين والكلدان والسريان. وتوزّع هؤلاء على جميع الأقضية والمحافظات.
وقال وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بو حبيب، بعد إقفال صناديق الاقتراع، إن أكبر نسبة اقتراع كانت في سوريا، حيث بلغت 84 بالمئة، معترفاً بوجود مخالفات «بسيطة» في مراكز تصويت.
وحول العوائق المالية التي كان يحذر منها وزير الخارجية، عبد الله بو حبيب، والتي اعتبرت سابقاً من الأسباب التي قد تعرقل إجراء الانتخابات اللبنانية 2022، أوضح مدير المغتربين في وزارة الخارجية أنه حالياً تقوم السفارات بالإنفاق من خلال موازناتها الخاصة بانتظار أن تحوّل المبالغ اللازمة من وزارة المال.
وتبلغ قيمة الاعتمادات المالية التي أقرّها مجلس الوزراء اللبناني لوزارة الخارجية لتأمين الانتخابات لغير المقيمين 60 مليار ليرة لبنانية (وفق سعر الصرف الرسمي 1,507 ليرات مقابل دولار واحد، فيما تخطّى سعره في الفترة الأخيرة في السوق السوداء الموازية 26 ألف ليرة لبنانية).
انتخابات الموظفين
ويوم الخميس الماضي، أنجزت الجولة الثالثة من الانتخابات النيابية باقتراع الموظفين ورؤساء الأقلام المولجين إدارة العملية الانتخابية يوم الأحد المقبل، والبالغ عددهم 14,950 موظفاً، وذلك في مراكز الأقضية بعدما فتحت صناديق الاقتراع في حضور البعثة الأوروبية لمراقبة الانتخابات وجمعية LADE ومندوبي المرشحين، في أجواء هادئة، وسط إجراءات أمنية للجيش وقوى الأمن الداخلي حول مراكز الاقتراع.
وأعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات، في بيان، أنها نشرت 40 مراقباً في المناطق اللبنانية كافة، سيعززون عمل البعثة في اليوم الانتخابي، وسينضمون إلى المراقبين في مهمة طويلة المدة والذين يقدمون تقارير منتظمة من الدوائر الانتخابية في لبنان منذ منتصف نيسان (أبريل) الماضي.
الإقبال على الانتخابات اللبنانية في ميشيغن
بلغ إجمالي عدد المشاركين في الانتخابات اللبنانية بأميركا الشمالية 33,879 من أصل 55,429 ناخباً مسجلاً. وفي الولايات المتحدة تحديداً، وصل عدد المقترعين إلى 15,685 من أصل 27,982 ناخباً مسجلاً توزعوا على 71 قلم اقتراع في 11 ولاية.
ومن بين هؤلاء أدلى 1,122 شخصاً بأصواتهم في من أصل 2,218 ناخباً مسجلاً في ولاية ميشيغن التي تضم نحو مئة ألف مقيم من أصول لبنانية بحسب التقديرات، وقد تم إنشاء ثلاثة أقلام اقتراع، في منطقة ديترويت شملت كلاً من ديربورن وكلينتون تاونشيب بالإضافة إلى مقر القنصلية العامة في ساوثفيلد.
وصوت في «نادي بنت جبيل الثقافي» في ديربورن ذات الكثافة الإسلامية 540 شخصاً من أصل 1,039، بنسبة 51 بالمئة من إجمالي المسجلين.
وفي مقر القنصلية الواقع في مدينة ساوثفيلد بمقاطعة أوكلاند، اقترع 349 لبنانياً من أصل 781 ناخباً مسجلاً (44.6 بالمئة).
أما في قلم كلينتون تاونشيب ذات الكثافة المسيحية بمقاطعة ماكومب، فاقترع 233 ناخباً من أصل 398 (58 بالمئة).
Leave a Reply