هامترامك
مستبقاً استبعاده من قائمة التعيينات الدبلوماسية التي أقرّها مجلس الشيوخ الأميركي الثلاثاء الماضي، أكد رئيس بلدية هامترامك، آمر غالب، أنه لا يزال يحظى بدعم الرئيس دونالد ترامب لتولي منصب سفير الولايات المتحدة لدى دولة الكويت، رغم ضغوط أنصار إسرائيل المستمرة لمنع تعيينه.
ومازال غالب ينتظر تثبيته في منصب السفير رغم مرور ستة أشهر على ترشيحه من قبل الرئيس ترامب، حيث لم يُسمح له بعد، حتى بالمثول أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ.
وكانت السناتور جين شاهين، كبيرة الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، قد أعلنت أن ترشيح غالب يتعرض للتدقيق في مجلس الشيوخ، ما استدعى استثناءه من قائمة بأسماء 108 سفراء نالوا موافقة المجلس مجتمعاً، يوم الثلاثاء الماضي، بتصويت جماعي بنتيجة 51–47.
وقالت شاهين إنها اتفقت مع رئيس اللجنة، السناتور الجمهوري جيم ريش، على تأجيل النظر في ترشيح غالب ريثما يتم جمع المزيد من المعلومات حول خلفيته.
ودون ذكر اسم غالب، شكرت شاهين، ريش على موافقته على هذا التأخير، قائلة إنه «عندما يتطلب المرشح مزيداً من التدقيق، إما لأسباب سياسية أو بسبب خلفياته، فيجب على مجلس الشيوخ أن يقوم بعمله».
ويعتبر غالب حالياً، واحداً من 15 مرشحاً اختارهم ترامب لقيادة السفارات الأميركية في أنحاء متفرقة العالم، ولكنهم مازالوا ينتظرون إحالة ترشيحهم إلى مجلس الشيوخ.
وقد أثار ترشيح غالب انتقادات من جماعات مؤيدة لإسرئيل تتهمه بمعاداة السامية وكراهية دولة الاحتلال، بما في ذلك، التشكيك في تقارير مزعومة عن فظائع ارتكبتها «حماس» خلال عملية «طوفان الأقصى» في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023، ودعمه لحركة مقاطعة إسرائيل BDS، وإعجابه بتعليقات معادية للسامية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقد وصفته رابطة مكافحة التشهير ADL بأنه «يتاجر بمعاداة السامية» و«يحاول تبرير مذبحة 7 أكتوبر»، مطالبة ترامب بسحب ترشيحه، إلى جانب ضغوط مماثلة من منظمة «أوقفوا معاداة السامية».
واستشهدت الجماعات اليهودية أيضاً بتصريحات غالب في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر وإشارته السابقة إلى الديكتاتور العراقي الراحل صدام حسين، الذي غزا الكويت، باعتباره «شهيداً»، من بين أمور أخرى.
وتحت قيادته، وافق مجلس المدينة العام الماضي بالإجماع على قرار يُلزم المدينة بتجنب الاستثمار في الشركات الإسرائيلية وغيرها من الشركات التي تدعم «الفصل العنصري الإسرائيلي». كما انتقد غالب علناً العدوان الإسرائيلي على غزة. وخلال احتجاج أقيم أواخر عام 2023، وصف غالب تقارير قطع الرؤوس واغتصاب النساء على يد حماس خلال عملية 7 أكتوبر بأنها «أكاذيب»، وقال إن أحداً لم يقدم «أي دليل على ذلك».
من جانبه، كتب غالب في منشور على «فيسبوك» مساء الأحد الماضي: «اتصل بي الرئيس ترامب للتو وأكد خلال مكالمته دعمه الثابت لي لأكون السفير القادم للولايات المتحدة لدى دولة الكويت، وشكر مجتمعنا على دعمه».
وأوضح غالب أن ترامب أدان خلال اتصاله محاولات بعض الأطراف عرقلة هذا التعيين، وأكد أنه لن يقبل بأن يقف أي عائق أمام تعيينه لهذه المهمة التي رشحه لها من أجل خدمة بلاده.
كما أثنى الرئيس على الدور الذي قام به رئيس بلدية المدينة ذات الأغلبية المسلمة، لدعمه أثناء الانتخابات الرئاسية، مؤكداً أنه «لن ينسى ذلك الجميل»، بحسب غالب.
وقد أشار الرئيس ترامب، في العديد من المناسبات، إلى الزخم القوي الذي اكتسبته حملته الانتخابية في أوساط الناخبين المسلمين بمنطقة ديترويت عقب إعلان دعمه من قبل غالب في خريف 2024.
وأضاف غالب، وهو مهاجر مسلم من اليمن، انتُخب في نوفمبر 2021، ليصبح أول رئيس بلدية عربي ومسلم في تاريخ هامترامك، أن الرئيس ترامب قد جدد تعهده بالوفاء بوعوده الانتخابية وأهمها إحلال السلام الدائم في الشرق الأوسط وإنهاء الحرب في غزة.
وتابع بالقول إن الرئيس طلب أن يبلغ المجتمع المحلي بأنه يعمل بلا كلل لتحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط، و«إننا قريبون جداً من إنجاز صفقة عظيمة نأمل أن تُنهي الحرب هناك إلى الأبد».
يذكر أن غالب، البالغ من العمر 46 عاماً، امتنع عن الترشح للاحتفاظ برئاسة بلدية هامترامك في انتخابات نوفمبر المقبل، نظراً لتوقعه تولي منصب السفير الأميركي في الكويت.
ويقول غالب عن نفسه إنه كان مزارعاً في اليمن قبل أن يهاجر إلى الولايات المتحدة ويصبح عاملاً في صناعة السيارات، ثم يعمل في مجال الرعاية الصحية، قبل أن يخوض غمار السياسة المحلية لأول مرة عبر ترشحه عام 2021 لرئاسة بلدية هامترامك، البالغ عدد سكانها حوالي 28 ألف نسمة.
ورغم معارضة أنصار إسرائيل لتعيينه في السلك الدبلوماسي الأميركي، مازال غالب يحظى بترحيب حار من البيت الأبيض الذي زاره غالب عدة مرات منذ عودة ترامب إلى سدة الرئاسة.
والتقى غالب في أواخر آب (أغسطس) الماضي، بوزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، ونائب رئيس موظفي البيت الأبيض ستيفن ميلر، ومسؤولين آخرين في إدارة ترامب لمناقشة طلب مساعدات فدرالية لمدينة هامترامك، وتخفيف القيود المفروضة على الهجرة من اليمن. وفي أيلول (سبتمبر) المنصرم أيضاً التقى غالب بوزير التجارة هاورد لوتنيك في سياق الجهود نفسها.
Leave a Reply