حسن خليفة – «صدى الوطن»
خلال اجتماع قيادات الجالية العربية فـي منطقة ديترويت بمسؤولين فدراليين رفـيعين فـي إطار اجتماع «بريدجز» لمناقشة سبل مواجهة موجة «الإسلاموفوبيا» المتنامية فـي الولايات المتحدة بعد هجمات باريس وسان برناردينو، أبى رئيس «كونغرس مسيحيي الشرق الأوسط» رمزي داس إلا أن يوتر الأجواء بترويج صورة سلبية عن مدينة ديربورن، قائلاً إنه تعرض لقمع إرهابي خلال الاجتماع الأخير لـ«بريدجز» الذي عقد فـي ديربورن الشهر الماضي.
جانب من اجتماع «بريدجز» في مدينة رويال أوك يوم الاربعاء الماضي.(صدى الوطن) |
وزعم داس خلال الاجتماع الذي عُقد يوم الأربعاء الماضي فـي مدينة رويال أوك، إنه يشعر بالخوف فـي ديربورن متهماً العرب المسلمين بالتمييز ضد العرب المسيحيين، وأضاف أنه تعرض «للارهاب اللفظي» وعدم السماح له بالتعبير عن مخاوفه من قبل بعض الأعضاء خلال الاجتماع الأخير لـ«بريدجز» فـي ديبورن، لكونه مسيحياً.
وقال داس إن «المسيحيين يتعرضون للتهديد من قبل جماعات الكراهية، فالكثير من كنائسنا، لو وضعت الصلبان، سيتم طردها من ديربورن»، رغم عدم وجود إثبات موثق لاتهاماته. وواصل داس هجومه أمام المسؤولين الفدراليين بالقول «هناك جو من الخوف فـي ديربورن»، كما أعرب عن سعادته «بعقد الاجتماع فـي رويال أوك هذا المرة».
والجدير بالذكر أنه لا أساس لمزاعم داس، حيث تحتضن مدينة ديربورن دور عبادة لجميع الديانات وفـيها كنائس اكثر بكثير من المساجد كما أنها تضم سكاناً من العرب المسيحيين الذين يتعايشون مع مختلف الشرائح من سكان المدينة.
وفـي الشهر الماضي فقط، اختيرت ديربورن فـي المرتبة الأولى ضمن أكثر مدن ولاية ميشيغن احتفالاً بعيد الميلاد، حسب موقع Onlyinyourstate.com.
ناشر «صدى الوطن» الزميل أسامة السبلاني بادر بالرد على «مزاعم وافتراءات» داس التي وصفها بمجموعة أكاذيب، مؤكداً على تعددية مدينة ديربورن التي تضم كل النَّاس من جميع الأديان والجنسيات.
نبيه عياد، رئيس «الرابطة العربية الاميركية للحقوق المدنية» دعم موقف السبلاني، مشيراً أن ادعاءات داس تؤدي الى إحباط الجهود المبذولة لدحض التشويه الذي يطال مدينة ديربورن ويصورها كبؤرة إرهابية فـي أميركا.
بعد المناوشات عاد المجتمعون الى موضوع الاجتماع الرئيسي وهو البحث فـي كيفـية التصدي لجرائم الكراهية ضد المسلمين الأميركيين فـي أعقاب الهجمات الإرهابية الأخيرة وما تبعها من تحريض على المسلمين عبر مواقع الانترنت والتواصل الإجتماعي.
وقالت فاتنة عبد ربه مديرة اللجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز (أي دي سي-ميشيغن)، «إن سكان ديربورن يعيشون فـي خوف وأعصابهم مشدودة بشأن سلامتهم».
غير ان المدعية العامة الفدرالية لشرق ميشيغن، باربرا ماكويد، اوضحت أنه على الرغم من ان العديد من التهديدات تستدعي القلق، الا ان القوانين الفدرالية تتطلب أن تكون التهديدات محددة وموجهة نحو مجموعة أو فرد معين حتى يتسنى التحرك قانونياً ضدها. «عندها فقط، يمكن اتهام مصدر التهديد جنائياً».
وأعرب بعض ممثلي الجالية أيضاً عن قلقهم بشأن المعايير المزدوجة بوصف حادث إطلاق النار فـي سان برناردينو بأنه من أعمال الإرهاب، فـي حين وصفت هجمات أخرى نفذها أميركيون مسيحيون مثل روبرت دير الذي هاجم عيادة للاجهاض فـي كولورادو، بأنها جرائم جنائية عادية.
وأفادت ماكويد أن الفرق بين الحادثتين هو أن مطلقي النار المسلمين بايعوا تنظيماً إرهابياً معروفاً، لا أيديولوجيا معينة، رغم أنه حتى الآن لم يتم الكشف عن صلة بين منفذي الهجوم وأي تنظيم إرهابي فـي العالم.
كما انتقد عياد «الاتحاد الأميركي للحريات المدنية» لمساندته محتجين مناهضين للمسلمين فـي قضية قانونية مثيرة للجدل، حيث ادعى المتظاهرون ان مقاطعة وين انتهكت حقهم فـي حرية التعبير من خلال طردهم من المهرجان العربي فـي عام ٢٠١٢، رغم أنهم اتوا بغرض إثارة البلبلة وقد حملوا معهم رأس خنزير لاستفزاز رواد المهرجان الذي ألغي قبل عامين.
ويقول نواب شريف المقاطعة انهم طلبوا من المتظاهرين المغادرة للحفاظ على السلامة العامة.
وأضاف عياد «نحن نتعرض للهجوم ونحن بحاجة إلى اتحاد الحريات المدنية للوقوف معنا لا ضدنا».
Leave a Reply