ديربورن
وصفت مجلة «ناشونال ريفيو» المحافظة لقاءً جمع بين المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية كامالا هاريس ورئيس بلدية ديربورن عبدالله حمود، بـ«السرّي»، ملقيةً بظلال من الشك حول ما دار في الاجتماع الذي استمر نحو عشرين دقيقة خلال زيارة هاريس الأخيرة لمنطقة ديترويت في الثامن من شهر آب (أغسطس) المنصرم.
وحسب مصادر «صدى الوطن» فإن الاجتماع الذي عقد أثناء زيارة هاريس لمدينة وين للقاء قادة اتحاد عمال السيارات، لم يكن سرياً على الإطلاق، وإنما فضّل الطرفان عدم الإعلان عنه، بسبب عدم توصل المحادثات إلى نتائج مرضية، في إطار مساعي حملة هاريس لاستعادة ثقة الناخبين العرب في ديربورن وعموم ولاية ميشيغن.
وعلمت «صدى الوطن» بأن لقاء هاريس بحمود تضمّن محادثات حول سياسات نائبة الرئيس تجاه حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة بحق الفلسطينيين، وحول جهودها لفرض وقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة وسائر بؤر الصراع الملتهبة في الشرق الأوسط.
من جانبها، أبدت مجلة «ناشونال ريفيو» المؤيدة لإسرائيل استغرابها من الأسباب التي تدفع «مرشحة رئاسية ديمقراطية إلى الالتقاء سرّاً برئيس بلدية ديمقراطي».
وفيما لم يستجب حمود لطلب المجلة بالتعليق على الموضوع، اكتفت حملة هاريس بالإشارة إلى أن «نائبة الرئيس تدعم المقترحات المطروحة حالياً على طاولة المفاوضات لوقف دائم لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن»، مضيفة بأنها ستواصل لقاءاتها مع زعماء الجاليات الفلسطينية والعربية والمسلمة والإسرائيلية واليهودية، «كما اعتادت طوال فترة منصبها كنائبة للرئيس».
وكانت هاريس قد التقت في اليوم السابق لاجتماعها بحمود، العديد من الناشطين المؤيدين للقضية الفلسطينية على هامش تجمع انتخابي حاشد عقدته في روميلوس، وقد خلّفت أحاديثها المقتضبة مع الناشطين شعوراً مضللاً بشأن موقفها من مطلب حظر توريد الأسلحة الأميركية لإسرائيل، الذي اشترطه الناشطون في حملة «التصويت بغير ملتزم»، مقابل دعمها لها في السباق الرئاسي المقرر في الرابع من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
ولفتت «ناشونال ريفيو» إلى أن هاريس التقت قبل صعودها على المسرح لمخاطبة التجمع الانتخابي، بالرئيسة المشاركة لحملة «التصويت بغير ملتزم» ليلى العبد التي نقلت لها مشاعر العرب الأميركيين الذين خسروا المئات من أقاربهم خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لترد المرشحة الرئاسية بأن هذا الأمر «مروع».
وعندما سألت العبد هاريس فيما إذا كانت ستلتقي معها للحديث حول حظر الأسلحة إلى إسرائيل، أجابت الأخيرة بأنها بالتأكيد ستفعل ذلك.
وتركت هاريس انطباعاً لدى المؤيدين للقضية الفلسطينية بأنها منفتحة على موضوع حظر الأسلحة لإسرائيل، إلا أن مستشارها للأمن القومي سارع –في غضون ساعات قليلة– إلى إصدار بيان على منصة «أكس»، نفى فيه غزم المرشحة الديمقراطية على حظر الأسلحة، مؤكداً أنها «ستضمن دائماً أن تكون إسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها ضد إيران والجماعات الإرهابية التي تدعمها».
وفي محاولة من المحافظين للتشكيك بولاء هاريس لإسرائيل، تساءل كاتب المقال في «ناشونال ريفيو» جيم غيراتي، عن «الآراء الحقيقية» لنائبة الرئيس حول توريد الأسلحة لإسرائيل، وقال: «كيف نعرف أنها لا تقول شيئاً في اجتماعات مغلقة مع النشطاء المؤيدين للحقوق الفلسطينية، ثم تقول شيئاً مختلفاً تماماً في خطاباتها؟».
وكان غيراتي قد استهل مقاله بالقول: «منذ بضعة أشهر، كنت أزعم، على سبيل المزاح، أن سياسة إدارة بايدن وخطابها فيما يتعلق بإسرائيل والفلسطينيين وحماس كانت موجهة بمبدأ: يجب الفوز بديربورن، ومن الواضح أن الأمر لم يعد مطروحاً على سبيل المزاح تماماً»، في إشارة إلى أهمية المدينة التي يشكل العرب الأميركيون أكثر من نصف سكانها البالغ عددهم زهاء 105 آلاف نسمة.
وحتى الآن، لم تحظ نائبة الرئيس بدعم أي من القيادات العربية الأميركية في منطقة ديترويت باستثناء نائب محافظ مقاطعة وين أسعد طرفة الذي أعلن عن تأييده لهاريس عقب زيارتها الأخيرة إلى ديترويت.
وقال طرفة لوكالة «أسوشيتد برس» إنه تحدث مع هاريس خلف الكواليس خلال التجمع الانتخابي في روميلوس.
وقال في بيان: «تجسد كامالا هاريس أميركا التي نستحقها، أميركا التي ترمز إلى القوة والشمولية والالتزام الثابت بالعدالة». مؤكداً أنه يؤيدها «بكل إخلاص، لأنها تمثل الروح الحقيقية لأمتنا والقيم التي نعتز بها».
Leave a Reply