واشنطن – أوصت الهيئة الاستشارية لإدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA بالموافقة على استخدام لقاح شركتي «فايزر» الأميركية و«بيونتيك» الألمانية ضد فيروس كورونا.
واعتبر 17 عضواً في الهيئة التي تلعب دوراً رئيسياً في اعتماد اللقاحات ضد مختلف الأمراض، خلال تصويت جرى الخميس الماضي، أن محاسن اللقاح تتجاوز مساوئه، فيما صوت أربعة آخرون ضد استخدام اللقاح وامتنع آخر عن التصويت.
ومهّد هذا التصويت للحصول على موافقة «مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها» CDC على استخدام لقاح «فايزر» الذي سيبدأ توزيعه على الفور.
وقد أعلن علماء في «أف دي أي» أن فعالية اللقاح الذي يجري التطعيم به على مرحلتين تصل 95 بالمئة.
وأصدرت إدارة الدواء تحليلين، الأول من فريق العلماء والخبراء التابعين لها، والثاني أعده علماء «فايزر»–«بيونتيك». وأظهرت النتائج أن اللقاح يقلل خطر الإصابة بالفيروس بعد أسبوع على الأقل من الجرعة الثانية، وهو يتطلب جرعتين من أجل الحماية الكاملة.
ويتوقع صدور قرار الموافقة النهائية على توزيع اللقاح في غضون أيام. سيتم بعد ذلك شحن ملايين الجرعات لبدء تطعيم العاملين في مجال الرعاية الصحية وسكان دور رعاية المسنين. ولا يُتوقع وصول واسع النطاق إلى عامة الناس حتى الربيع.
وتشير ديبورا فولر خبيرة اللقاح في «جامعة واشنطن» إلى أن الأطفال لن يكون بإمكانهم الحصول على اللقاح، إذ أن تجارب حول سلامته وفعاليته لهم بدأت للتو.
وتوقع منصف السلاوي، رئيس الجهود الأميركية لتطوير اللقاحات، أن البلاد يمكن أن تصل إلى مناعة القطيع في وقت مبكر من مايو، استناداً إلى فعالية لقاحي «فايزر» و«موديرنا». ويبقى ذلك رهينا بعدم وقوع مشاكل في توفير اللقاح وإقبال الناس على التلقيح.
وكان الرئيس دونالد ترامب، قد وقع مرسوماً يضمن توزيع اللقاحات في الولايات المتحدة قبل تصديره للخارج.
وقال ترامب يوم الثلاثاء الماضي، إن «اللقاحات ستقضي على الفيروس الصيني»، وقد «حققنا ما اعتقد الكثيرون أننا لا نستطيع تحقيقه»، في إشارة إلى سرعة إنتاج اللقاحات.
ويقضي المرسوم «على أن يذهب اللقاح للأميركيين أولاً»، إذ لفت ترامب إلى أن البلاد قد تفتقر إلى جرعات كافية بعد مرحلة التقليح الأولى.
وتعطي قوانين أميركية للسلطات أفضلية الحصول على إنتاج المصانع الأميركية، حيث تمتلك «فايزر» و«موديرنا» وحدات إنتاج في الولايات المتحدة وأوروبا.
انقسام حول اللقاح
بينما تستعد الولايات لبدء حملة تطعيمات ضد فيروس كورونا، وجد استطلاع جديد أن الأميركيين منقسمون بشأن أخذ اللقاحات في حال توافرت لهم خلال الفترة المقبلة. ويشير الاستطلاع، الذي أجراه مركز بحثي تابع لوكالة «أسوشيتد برس»، إلى أن حوالي ربع البالغين في الولايات المتحدة (27 بالمئة) الذين استطلعت آراؤهم غير متأكدين مما إذا كانوا يريدون أخذ التطعيم ضد فيروس كورونا. وقال حوالي الربع أيضا (26 بالمئة) إنهم لن يأخذوا لقاحات، أي ما مجموعة 53 بالمئة، في مقابل 47 بالمئة يعتزمون أخذه.
وتشير النتائج أيضاً إلى أن الرجال وكبار السن والأميركيين البيض أكثر ميلاً لأخذ اللقاح، في مقابل عدد قليل نسبياً من الأميركيين السود والبالغين الذين تقل أعمارهم عن 45 عاماً.
وسلطت نتيجة هذا الاستطلاع الضوء على مخاوف البعض من مدى سلامة هذه اللقاحات ورغبتهم في الانتظار لمعرفة النتائج الأولية عند طرحه على فئات محددة أولاً.
من بين هؤلاء الأشخاص، كيفن باك، وهو جندي سابق في مشاة البحرية الأميركية يبلغ من العمر 53 عاماً، قال إنه قد يلجأ لأخذ اللقاح هو وعائلته في نهاية المطاف، لكنه يريد حالياً أن يرى نتائجه الأولية. ويعتقد أن اللقاح تم «تطويره على عجلة»، لكنه يعلم أيضاً أن «هناك سبباً قاطعاً للإسراع في ذلك». ويضيف أن «الكثير من الناس لا يعرفون ما ينبغي تصديقه وأنا واحد منهم».
وجاء الإعلان عن النتائج فيما يسعى مسؤولون إلى تهدئة المخاوف من اللقاحات وتأكيدهم على أهمية الجهود المبذولة لمكافحة المرض الذي أودى بحياة نحو 290 ألف شخص في الولايات المتحدة حتى الآن.
Leave a Reply