خبرٌ طريف نشرته إحدى الصحف الأردنية، على هامش انعقاد مؤتمر «الغمَّة العربية»، بالغين وليس القاف، بعد أن أبت لوحة مفاتيح الكمبيوتر (الكيبورد) كتابتها بالقاف.
مفاد الخبر أن رجلاً مثُل أمام المحكمة بتهمة قتل حمار جاره الذي اعتدى على شرف حمارته، فلم يتمالك أعصابه، فتناول بندقيته وأطلق الرصاص على الحمار وهو متلبس بالجرم المشهود، مما أدى إلى تبادل إطلاق نار بين القاتل وصاحب الحمار القتيل.
وهكذا مات العاشق وعاشت المعشوقة، التي بدون شك أغرت حبيبها الراحل لإقامة علاقة محرَّمة وشجعته على الزواج بها سراً، لأنها كانت تعرف أن صاحبها لن يوافق على إقترانٍ كهذا لاعتقاده أن حمارته بنت أكابر، وأن حبيبها السرِّي من أصول تعبانة وعائلته عادية النسب. وربما اعتقد القاتل أن حمارته «من عائلة عريقة» فثارت حميته عندما رآها في علاقة حميمة مع حمار بلدي من أصول شرق أوسطية. أيضاً ربما كان يريد تزويج حمارته بابن عمها أو ابن خالتها، فجنَّ جنونه عندما ضبطها في وضعٍ شائن مع حمار عديم الحسب والنسب.
كل ذلك محتمل، ولكنه لا يغفر للمعتدي التشبث بعادات استكبارية عفا عليها الزمان، من زمان. فقد انتهى زمن التعالي والتفاخر العرقي والطبقي، وصار لمعظم الحيوانات، وبينها الحمير، حقوق مصانة ومحترمة، بفضل ما بذله بعض الفنانين والمشاهير، وعلى رأسهم الفرنسية بريجيت باردو التي أمضت سنوات طويلة في الدفاع عن حقوق الحيوانات المدنية، فيما لم تتوان يوماً عن إظهار معاداتها للعرب والمسلمين المقيمين في فرنسا واعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية.
ربما يكون هذا الخبر هو كذبة حلوة من كذبات أول نيسان، لأن الحقيقة الصادمة أن القانون الأردني الجنائي يعاقب من يقتل أخته بداعي الشرف، لمدة لا تتجاوز 6 أشهر. والمرارة الأخرى، لا أحد سمع أن أردنياً قتل قريباً ذكراً له بسبب الشذوذ أو الاغتصاب، ولكن نسمع ونقرأ مراراً عن فتيات يانعات تم قتلهن وثبت بعد الفحص والتشريح أنهن أبكار عذارى، وأن أخوتهن الفحول قتلوهن كي لا يتقاسمن معهم التركة أو إرث العائلة.
اضحك ولا يهمّك
لكي تعرف قيمة الضحك، قف في مكان عام واشتم من شئت من نشطاء الجالية في ديربورن، وقل إن معظمهم هواة «فشخرة»، وإن كل همّهم الزعامة والكراسي وحضور الحفلات والتسابق إلى فلاشات الكاميرات، رغم أنهم لم ينجزوا شيئاً عليه القيمة.
قل إنهم معنيون بالسلطة والفخفخة والجاه، ولا يأبهون بخدمة الناس الذين لا حول لهم ولا قوة. قل كل ذلك وأنت مطمئن أنه لن يحاسبك أحد، ولن يبالي بك أحد.
لكن لو قدِّر لك حضور مكان فيه العديد من هؤلاء النشطاء والزعماء، ومن بينهم بعض رجال الدين، وأعلنت لهم –وهم يعرفون أنك كاذب– عن تأييدك ودعمك لهم، رافعاً يديك بالدعاء: اللهم ثبِّتهم على كراسيهم وبارك لنا فيهم، واجعلها (أي المناصب والمكاسب على رأي لطفي بوشناق) لوارثٍ منهم، وانصرهم على من يعارضهم ولا تجعل مصيبتنا في قيادتهم، ولا تجعل هموم الجالية أكبر همهم ولا مبلغ علمهم، وألهمهم الصبر على من يعارضهم، ونسألك الحُسن ولا نسألك الخاتمة أبداً، إنك سميع مجيب!
لا شك، سيضحك من يستمع إليك ضحكاً نابعاً من القلب. سيضحكون عليك، رغم أنهم يعرفون أنك قلت فيهم ما لم يقله الجاحظ في حيوان، ولكن ستطلع منها بلا خسائر.. لأنك غلَّفت الدواء المرّ بسكر الطرافة.
Leave a Reply