اختلطت الأمور كثيرا على العديد من القرّاء الكرام بسبب مقالة الأسبوع الماضي والتي كانت بعنوان”أم زياد” معتقدين أنني أنا “أم زياد” المعنية بالمقالة، والطريف أنني تلقيت اتصالات عديدة ولا أدري كيف عرفوا رقم تليفون البيت، لأنني دقة قديمة ولا أحمل سيللور طالبين القرب مني بالابنة ريما ويودون معرفة هل تمت خطبة ليال وزياد وهل خلفوا صبيانا وبناتا؟
الذي أسعدني أنه يوجد هناك من يقرأ وينتظر مقالي “المميز” كل أسبوع، كما أخبرني أحدهم، وهذا رائع وجميل وأنا أشكر من أعماقي كل قارئ وقارئة تجد وقتا للقراءة في هذا الزمن المعجوق.
وبالنسبة لموضوع “أم زياد”، والتي هي “أم ليال” فعلا، فهي سيدة نشيطة ورائعة من نساء الجالية الشرق أوسطية التي كافحت وعملت بشرف -انتبهوا لكلمة شرف- وتعبت وزوجها في سبيل عائلتها وتنشئة ابنتين ناجحتين رغم نظرة الشرقيين الدونية للإناث. هذه السيدة، أم ليال وريما، أحبت مشاركة القراء بقصتها المفرحة والجميلة في الوقت الذي لا نقرأ فيه إلا عن القصص والحوادث المفجعة.
وأنا هنا أشكر أم ليال ثانية لأنها سمحت لي بالكتابة بالنيابة عنها وقد أحلتُ كل طلبات الزواج من ابنتها ريما إليها وعلى “الناطر الجواب خليه ناطر لأنو ريما متل ليال، هي من تختار عريسها بنفسها”.
وللحقيقة أقول عن نفسي هنا، إنني إنسانة بسيطة وعندي بنت وثلاثة أولاد وعندي “جوز بيسوى بلاد”، وأنا عن “جد الجد” و”سيريوسلي”، كأم شرقية، أتمنى لابني البكر عروسا شرقية، وأعدها بأنني سوف أكون لها حماة “لطيفة خفيفة متل البسكوتة، بتاكلني وما بتشبع”. يا رب حقق لي حلمي.
وأما عن المقال السابق “دائرة الطمع” وهل القصة حقيقية أم لا وهل السيدة فعلا تعيش هنا في ديربورن أم لا؟ أحب أن أقول للقراء والقارئات خصوصا، أن القصة بالفعل حقيقية وقد كتبتها بأسلوب قصصي يختلف عن الواقع الذي قد يكون أكثر قسوة وبشاعة، وإني آسفة أشد الأسف إذا شعر أحدهم، أنه أو أنها المقصود، لأن العبرة من القصة هو أن الطمع والحسد لا يؤديان إلا إلى دائرة مغلقة من التعاسة والندم، ولمعلومات القارئ لهذه الكلمات، هناك قصص أسمعها من الناس بحكم عملي. أين منها أفلام الدراما العالمية وأتمنى أن أكتبها لكم يوما.
أعرف أن الكثيرين من القراء يتألمون لصديق أو قريب أو أهل اذا علموا باصابة أحدهم بمرض عضال بين أحباء عديدين لنا في ديربورن. وكأن مصائب الدنيا لا تكفي حتى يزيد انتشار ذلك الداء الخبيث، ورغم تقدم الطب والعلاجات والأبحاث تبقى قوة ارادة المصاب بذلك الداء هي العلاج المساعد الأول في الاحتمال حتى الشفاء وهذا ما لمسته الأسبوع الماضي عندما سمعت بإصابة العزيزة “الحاجة إيمان” بذلك المرض.
ترددت كثيرا قبل الاتصال بها والسؤال عن صحتها، وهي التي لم تشكُ من وجع من قبل.
زيارتي لها اصابتني بعدوى التفاؤل والأمل. وحبها لعائلتها ولمن حولها وابتسامتها الراضية على وجهها البهي الجميل، أمدّني بهالة من نور أعجزني عن قول كلمة أشد بها أزرها.
أحسست وأنا أسمع كلمات الإيمان من “الحاجة إيمان” إنني بحاجة للمؤازرة وشد العزيمة لاحتمال الوجع وليست هي.
أتمنى لها الصحة والعافية والشفاء ولكل موجوع ومتألم، أيضاً.
Leave a Reply