علوش VS شكر: صفر – صفر
بيروت –
مشهدان متناقضان رسما حدود المعترك الأسبوعي اللبناني: انجاز رياضي تمثل بفوز منتخب لبنان لكرة القدم على نظيره الكوري الجنوبي واقترابه بدرجة كبيرة من التأهل للمنافسة على البطاقة الآسيوية المؤهلة لتصفيات كأس العالم 2014 في البرازيل، ومعركة غير رياضية شاهدها مئات الآلاف في لبنان والخارج عبر شاشة تلفزيون “أم تي في” خلال برنامج من المفترض أن يكون حواريا، لكن ضيفاه رئيس حزب البعث العربي فايز شكر، والنائب عن تيار المستقبل مصطفى علوش، اختارا اسلوب الشتم من العيار الثقيل والمواجهة الى درجة الاقتراب من التضارب في سبيل حل الخلاف في وجهات النظر بينهما على خلفية الموقف من احداث سوريا.
وانشغل الشارع اللبناني باحتفالات النصر الكروي، علما ان العنصر الأبرز الذي يوازي هذا الانجاز هو الحضور الجماهيري اللافت لما يزيد على اربعين الف متفرج، كانوا قد هجروا لعبة كرة القدم بعد ان مزقتها الطائفية والمصالح السياسية، من مختلف الأطياف والمناطق، اجتمعوا على الهتاف للمنتخب في استحقاقه الوطني.
وسجّل لاعبو المنتخب مباراة ممتازة فنيا، وقدموا صورة مشرقة لوضع البلاد على الرغم من حالة الاهتراء السياسي والملل الذي يعتري الشريحة الواسعة من الشعب نتيجة الظروف المختلفة.
وهنا يجب تسجيل شهادة تقدير بحق رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي حرص على حضور المباراة منذ انطلاق شوطها الثاني ومتابعة تفاصيلها من المدرجات، حيث ظهر عليه طوال الوقت الحماسة، ومن ثم التوجه الى أرض الملعب فور انتهاء المباراة لتهنئة اللاعبين، في بادرة مهمة نظرا لما يحتاجه القطاع الرياضي اللبناني من دعم معنوي ومادي رسمي.
مع الاشارة الى ان الحكومة قررت صرف مبلغ 5 ملايين ليرة لكل لاعب في جلستها في اليوم نفسه، غير ان رئيس الجمهورية طلب رفع المبلغ الى عشرة ملايين لكل لاعب تشجيعا وتحفيزا لعطاءاتهم.
في المشهد المقابل، ادت الطبقة السياسية مباراة سيئة توجتها بمواجهة شكر – علوش اللذان تبادلا شتائم واهانات غير مألوفة تلفزيونيا قبل أن يتحول السجال الى محاولة صدام وتضارب بعد ان رمى شكر كأسا مليئا بالمياة باتجاه علوش الذي استنفر وتوجه ناحيته لضربه، ما اضطر شكر لرفع كرسي ومحاولة ضرب علوش به. كل هذا على مرأى من عشرات آلاف المشاهدين، ومن ثم الملايين عبر العالم الذين شاهدوا الفيديو عبر “يوتيوب” و”فايسبوك” و”تويتر”، حتى تحول المشهد الى مادة للاستهزاء يتناولها الإعلام العالمي.
والأخطر من التوتر الذي ساد “الحوار” بين نائبي الأمة، هي الأنباء التي تسربت لاحقا حول التهنئة التي نالها علوش من قبل رئيس تياره سعد الحريري وغيره من قيادات المستقبل على ادائه!
كما ان سبب خلاف المتصارعين، الا وهو الملف السوري، يطرح اسئلة جدية حول قدرة اللبنانيين على تحمل المزيد من التوتر والاستفزاز، بل وقدرة هذه الطبقة السياسية على تجنيب البلاد تداعيات النيران والازمة التي تمر بها سوريا.
في سياق آخر، خاض الرئيس نبيه بري معركة دبلوماسية خلال جلسة مجلس النواب الاخيرة، واستطاع ردع المعارضة عن تأزيم الوضع المأزوم أصلا، من خلال تحديده لجدول اعمال الجلسة من دون الرجوع الى هيئة المكتب، بحسب ما تزعم قوى “14 آذار”. غير ان “الاستاذ” كعادته تحلى بالهدوء في مواجهة الحملة عليه واستمع الى ملاحظات الجميع قبل ان يفاجئ الجميع بمطالعة قانونية أكد فيها أن مبدأ الجلسة أقر خلال اجتماع هيئة المكتب في 27 تشرين الأول الماضي، وقد أعلن عنه النائب مروان حمادة بعد الاجتماع.
أما في ما يتعلق بصلاحية المكتب في تحديد جدول الأعمال، أوضح بري أن هذا الأمر كان ليجوز لو أنه استنسب في اختيار الأسئلة المدرجة على الجدول، إلا أن كل ما فعله هو أنه طرحها بحسب تاريخ ورودها ومن دون تدخل منه، وهو بذلك لا يحتاج إلى موافقة هيئة المكتب.
وبالفعل استطاع بري الوصول بالجلسة الى بر الأمان، بعد ان نجح في امتصاص قرار الأقلية بتحويلها الى منبر للهجوم على النظام السوري وغيرها من الملفات السياسية الخلافية.
أمنيا، برز حادثان رئيسيان، حيث وقع انفجارين استهدفا محل لبيع المشروبات الروحية، وصالة فندق في مدينة صور، من دون ان يُحسم امكانية وجود أبعاد سياسية او امنية لهما، خاصة وان العبوتين تزنان 3 كيلوغرامات.
وقد وضع وزير الداخلية الانفجارين في إطار “بيع المشروبات الروحية”.
وفي حادث منفصل، انشغل الرأي العام بقضية سلسلة جرائم قتل تحصل للمرة الأولى في تاريخ لبنان كونها تعتمد على “مجرم متسلسل”، قام بتنفيذ جرائمه بالطريقة نفسها.
وبعد اجراء التحقيقات اللازمة، استطاعت القوى الامنية تحديد هوية الشقيقان جورج (مواليد 1973) وميشال (مواليد 1970) تاناليان المتهمان بقتل 10 أشخاص ومحاولة قتل كل من الياس فريد عاصي وع. ن. (إيراني الجنسية) خلال سبعة أشهر، في ما مجموعه 12 جريمة، بهدف السرقة بحسب ما أفادا اثناء التحقيق معهما.
وفيما ما يزال التحقيق جارياً للتأكد من الدوافع الحقيقية لتنفيذ الجرائم الاثنتي عشرة، أشارت نتائج الأدلة الجنائية إلى أن تسعة عيارات نارية، تم استئصالها من رؤوس تسع ضحايا، قد أثبتت انطلاق الرصاص من المسدس الذي عثرت عليه القوى الأمنية في منزل الشقيقين.
Leave a Reply